
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
يـا أحمـد بـن سـعيدٍ لا تَمـتْ جزعـاً
فــالحبُّ طعمــانِ ممــرورٌ ومعســولُ
فيـه مصـائبُ منهـا مـا أُصـبتُ بهـا
وفــي المصــائبِ للميــزان تثقيـلُ
نُبِّئْتُ أنَّ محبَّـــاً بـــاتَ كعثبُهـــا
زيــداً وزيـدٌ بحكـم النحـوِ مفعـولُ
بــاتتْ عروسـاً بـأزواجٍ وبـاتَ لهـا
عِــرسٌ لعمْــرُكَ لــم يشـهدهُ جبريـلُ
غنَّــتْ نهــاراً وبـاتتْ وهْـي زامـرةٌ
حــتى الصــباحِ وللأحــوالِ تحويــلُ
قـالتْ محـبٌّ وقـد عـضَّ الزيّـار بهـا
بيـن النـدامى وسـيفُ النيـك مسلولُ
زلَّ الحِمــارُ وكــانت تيــكَ مُنْيَتُـه
إن الحمــارَ حمــارُ السـوءِ مَوْحُـول
يـا أحمـد بـن سـعيدٍ لـو بصُرتَ بها
إذ الأكــــفُّ لســــاقيها خلاخيـــلُ
يـا أحمـد بـن سـعيدٍ لـو بصرت بها
وذيلُهـــا لأيــورِ القــومِ منــديلُ
غـدا عليهـا بنـو اللَّذاتِ فابتذلوا
مـن سـُؤْلِ نفسـك مـا صـان السراويلُ
إحدى المصائب فاصبرْ يا ابنَ أمِّ لها
وهــل علــى حـدثان الـدهر تعويـلُ
هــوِّن عليــكَ فــإنَّ الأمـر وافقَهـا
وكــان منهـا اعتنـاقٌ فيـه تقبيـلُ
وشــِيبَ ذاك بشــوبٍ مــن عيارتهــا
بــادٍ وإنْ قــالت الحسـناءُ مجهـولُ
تسـاكرتْ كـي يقـول القـائلون لهـا
لا يُســلبُ الحــرُّ إلا وهْــو مقتــولُ
صــبراً جميلاً فــإن الصــبَّ مصــطبرٌ
علـى القـرونِ وإن ألـوَى بها الطُّولُ
تبـذُلْ ثوابـاً لـك الحسـناءُ موعدَها
لكـــنَّ نائلهـــا للمُــرْدِ مبــذولُ
واعلـم جُزيـتَ أبـا العبـاس نافلـةً
أنَّ المحـــبَّ لـــه تــاجٌ وإكليــلُ
تــاجٌ مــتى لاح فــالإزراء يتبعــه
حتمــاً إذا تبــع التيجـان تبجيـلُ
فاصـبرْ علـى التاج إن التاج محتملٌ
وإن تحمَّلـــت تاجــاً طــولُهُ مِيــلُ
تيجـانُ أهـلِ التصـابي مـن قرونِهـمُ
قـدْماً ومـن صـفوة العـارِ الأكاليـلُ
فــانعمْ بحُبلاكَ واعلــمْ أنهـا جَـزَرٌ
للنيــكِ قـد فُعلـتْ فيهـا الأفاعيـلُ
واحمــدْ إلهَــك واســألهُ ســلامَتَها
واقبــلْ فــإن قليـلَ الحـبّ مقبـولُ
ولا تُحــرّمْ علــى الفتيـان مُتعتَهـا
فليــس فـي الفتْـكِ تحريـمٌ وتحليـلُ
لا تبخلـــن بمـــالٍ لســتَ مــالكَه
فلا يفُوتَنــــك تبخيـــلٌ وتضـــليلُ
ولا تُكلّـــف فـــتىً أودى بعُــذرتها
عقلاً فـــإنَّ دم الأســـتاهِ مطلُـــولُ
ومـا يريـدُ بُغـاةُ النيـكِ مـن رجـلٍ
فيمــا أتـى لطريـق النيـكِ تسـهيلُ
ألــم تُســبّلْ ســبيلاً لا عُـدولَ بهـا
عمــا يُحبُّــون والخيــراتُ تســبيلُ
ولا تَغاضــبْ لتســفيلِ القريـض بهـا
فكــلُّ مــا لقيــتْ بــالأمس تَسـفيلُ
مـا زال يحـرثُ منهـا النيكُ أسفلها
والنيـكُ يحـرث مـا لا يحـرثُ البيـلُ
لا تمتعِــض للــتي صــاحتْ قوابلُهـا
قـد التقـتْ دجلـةُ العـوراءُ والنيلُ
واعــدد لهـا سـبعةً أو تسـعةً كَملا
يقــدمْ عليـك دهيـنُ الـرأسِ مكحـولُ
يـا ليـت شـعري وعِلـمُ الغيب محتجبٌ
فـي بيـتِ مـن ذلـك المولـودُ مكفولُ
فـي بيتهـا والـذي حـجَّ الحجيـجُ له
وهـل جنـى الغـيّ عـن جـانيه معدولُ
كـــأنني بــك قــد ســوئِلت حينئذٍ
فقلــتَ قيْلاً ســديداً دُونَــه القيـلُ
جــرَّ الصــبيُّ الـذي كـانت تُنـاغِمُهُ
لنـــا صــبيّاً وللتنزيــلِ تأويــلُ
تحضـــَّنتْ خُلَّـــتي عُــوداً فحضــَّنها
طفلاً أتاهــا وفــي الأطفـال تطفيـلُ
يــأتونَ لـم يـدعُهُم داعٍ سـوى كمـرٍ
لهـــا حقــائقُ أولاهــا الأباطيــلُ
أمــا لقـد أحسـنَ اسـتدعاءَ حـامِلهِ
طفــلٌ علـى بطـنِ أمِّ الطفـل محمـولُ
طفــلٌ أراد وصــيفاً كيّســاً فبكــى
حــتى أتــاهُ مليــحُ القـدِّ مجـدولُ
إذا ترعــرعَ فهْــو الــدهرَ هِمَّتُــهُ
وفــي يــديهِ إلـى الأبيـاتِ منقـولُ
كــــأنني بــــكَ والخلّانُ يـــومئذٍ
يُهنِّئونــــكَ جيلاً بعــــده جيــــلُ
وإننـــي مُســـلفٌ إيــاكَ تهنئتــي
وللصــــنائع تعجيــــلٌ وتأجيـــلُ
فقـــائلٌ لـــك قـــولاً لا أطـــوّلُهُ
وفــي الأقاويــل تقصــيرٌ وتطويــلُ
قـد كثَّـر اللَّـهُ فيهـا وهْـي سـالمةٌ
والشــملُ مجتمــعٌ والحبــلُ موصـولُ
فاحمـدْ علـى نعمـةِ التكثيرِ واهبها
إذ لـم يقـعْ بـدَلَ التكـثيرِ تقليـلُ
أعــزِزْ علــيَّ بــأن سـُرَّتْ بليلتهـا
وأنــت صــبٌّ عميــدُ القلـب متبـولُ
أليَّــةً يــا كنــيَّ الفيــلِ صـادقةً
لقــد تحمَّلــتَ مـا لا يحمـلُ الفيـلُ
كــانت أفاعيــلُ ممـا أنـت كـارهُهُ
وشــــيَّعتها بمكــــروهٍ أقاويـــلُ
للَّــهِ فتيــانُ لهــوٍ مـالَ مـائلُهُم
إلـى التعاليـلِ والعيـشُ التعاليـلُ
والجــاثليقُ مــع الإنجيــل يدرسـُهُ
كــأن عثنُــونَهُ الكشــخانُ إنجيــلُ
يخــال فــي فِتــنِ اللاهــي ضـلالتَه
وإنمـــا فِتــنُ الجهــلِ الأضــاليلُ
علي بن العباس بن جريج أو جورجيس، الرومي. شاعر كبير، من طبقة بشار والمتنبي، رومي الأصل، كان جده من موالي بني العباس. ولد ونشأ ببغداد، ومات فيها مسموماً قيل: دس له السمَّ القاسم بن عبيد الله -وزير المعتضد- وكان ابن الرومي قد هجاه. قال المرزباني: لا أعلم أنه مدح أحداً من رئيس أو مرؤوس إلا وعاد إليه فهجاه، ولذلك قلّت فائدته من قول الشعر وتحاماه الرؤساء وكان سبباً لوفاته. وقال أيضاً: وأخطأ محمد بن داود فيما رواه لمثقال (الوسطي) من أشعار ابن الرومي التي ليس في طاقة مثقال ولا أحد من شعراء زمانه أن يقول مثلها إلا ابن الرومي. وكان القاضي الفاضل قد أمر ابن سناء الملك باختيار شعر ابن الرومي، فاعتذر عن ذلك بقوله: (وأما ما أمر به في شعر ابن الرومي فما المملوك من أهل اختياره، ولا من الغواصين الذين يستخرجون الدر من بحاره، لأن بحاره زخارة، وأسوده زآرة، ومعدن تبره مردوم بالحجارة، وعلى كل عقيلة منه ألف نقاب بل ألف ستارة. يطمع ويؤيس ويوحش ويؤنس، وينير ويظلم، ويصبح ويعتم شذره وبعره، ودره وآجره، وقبلة تجانبها السبة، وصرة بجوارها قحبة، ووردة قد حف بها الشوك، وبراعة قد غطى عليها النوك. لا يصل الاختيار إلى الرطبة حتى يخرج بالسلى، ولا يقول عاشقها: هذه الملح قد أقبلت حتى يرى الحسن قد تولى. فما المملوك من جهابذته، وكيف وقد تفلس فيه الوزير، ولا من صيارفته ونقاده. ولو اختاره جرير لأعياه تمييز الخيش من الوشي والوبر من الحرير). وفي وفاته خلاف بين عام 283 و284 و296 و297