
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
خلِّيـاني عنـد اصـطكاك الخصـومِ
وازحمـا بي عند اعتراك القُرومِ
وكلانـــي إلـــى بلائي وصــِدْقي
تأمنـا نبـوةَ الكَهَـام اللئيـمِ
يا ابن بوران ما نجوتَ منَ الوأ
دِ لخيـــرٍ لكــن لشــرٍّ عظيــمِ
لـو تبعـتَ الأُلـى مضوْا من شهيد
ووئيــدٍ إلــى جنــان النعيـمِ
كـان خيـراً مـن البقـاء لحربي
بــل أبـى شـؤمُ جَـدِّك المشـؤوم
وإذا لــم تَحِــنْ محــائنُ قـومٍ
فلمــاذا تجـري نحـوسُ النجـوم
أنـا مـن أذْعَنَتْ له الإنسُ والجنْ
نُ جميعــاً بالقَســْرِ والـترغيم
واســعُ العفـوِ للمُنيـبِ وعنـدي
نقمـــاتٌ تـــدومُ للمســـتديم
سـوف تدري غداً إذا ما التقينا
للتهَـاجي فـي حَفْـلِ أهل العلوم
حيــن أفْتَــرُّ عـن قـوافيَّ غُـرَّاً
وتُـــوَرِّي عــن مَضــْحكٍ مَهْتــوم
يـا ابن بوران كيف أخطأك الجس
م فلــمْ تعــلُ جِسـْمَ كُـلِّ جسـيم
فلعمْـرِي لمـا أُتيـتَ مـن المـا
ءِ ولكــن مـن السـِّقاءِ الهزيـم
شــملَ النــاسَ عـدلُ أُمِّـك حـتى
ســارَ فيهـم كَسـيْر جـورِ سـدُومِ
لـو رآك الرجـالُ شـيئاً نفيسـاً
كثُــرتْ فيــك هثهثـات الخصـوم
كيـــف نـــدعوهمُ لآبــائهم رَبْ
بـي ومنهـم أمثـال هذا الزنيم
كُـلُّ فحْـلٍ أبـوك عـدْلاً مـن الـلَ
هِ وعيســــى بلا أبٍ كـــاليتيم
تطمِــث الأرضُ مـن مـواطئ بـورا
نَ ولــو بيــنَ زمـزمٍ والحطيـم
كـلُّ عضـوٍ مـن جِسـمها فيـه فرجٌ
يقتضـيها الزنا اقتضاءَ الغريم
أفحـشُ القـذف والهجـاء لبـورا
نَ طهـــورٌ كــالرجمِ للمرجــوم
كيـف لا تسـقطُ السـماء على الأر
ضِ ونُرمَـى مـن أجلهـا بـالرجومِ
كثُــرتْ موبقــات بــوران حتَّـى
ضـاقَ عنهـا عفوُ الغفورِ الرحيم
غلبتــــهُ خلاعــــةً ومُجونـــاً
يــا لقــوم للشـيخة المِغْليـم
ذلَّلـــت أنفـــهُ فكيــفَ أرادَتْ
صـــرَفتْهُ كــالكودَنِ المخْطــوم
فـإذا ليـم فـي تغاضـيه عنهـا
قـال مـن شـأْنِيَ اطـراحُ الهموم
رضـي الشـيخُ بالـذي قـدرَ الـلَّ
هُ فـــألقى مقالــدَ التســليم
غيـرَ أنْ لـم تَغْبنْـهُ طرفـةُ عيْن
بفُجــــورٍ ولا زنـــاً مَكْتـــومِ
بــل بسـحناءِ وجـهِ سـهلٍ طليـقٍ
وبطيــبٍ مــن نفـسِ سـمْحٍ كريـم
لـو أطـاعتْ كمـا عصـتْ لاسـتحقَّتْ
خُلَّـــة اللـــه دون إبراهيــم
ليـس لـي مـن هجـاءِ بورانَ إلا
نَقْــل منثُــورهِ إلـى المنظـومِ
ومعــــانِيَّ كلهــــنَّ اتبـــاعٌ
لا ابتــداعٌ والعلـمُ بـالتعليم
هــي تفـري لـي الفـريَّ فأحـذو
حـــذوها كالإمــام والمــأموم
مـا أرانـي أُسـيِّرُ الشـعرَ فيها
ســيرها فـي سـُهولها والحُـزوم
هـي أهـدى مـن القـوافي وأسرى
فـي دُجَـى الليلِ والفلا الدَّيْموم
حملاهـا النهـارُ والليـلُ دأْبـاً
يُعملان الرســيمَ بعــدَ الرَّسـيم
ليـس يُخلـي منهـا مكانـاً مكانٌ
هــي شــيءٌ خُصُوصــُهُ كــالعُموم
تتــأنَّى محيضــها ثــم تَزْنــي
فــي المحـاريب طاعـةً للرجيـم
هـي طيـفُ الخيـالِ يطرقُ أهل ال
أرض مــن بيــن ظــاعنٍ ومقيـم
هــي بالليــل كـلُّ شـخصٍ تـراه
مــاثلاً فــي الظلام كــالجرثوم
لا تَمَـلُّ الـبروكَ أو تقـعُ الطـي
رَ علــى متنهــا كبعــضِ الأروم
ناقضــتْ مريــم العفـافَ فلمَّـا
قاومتهــا بــالغيِّ والتــأثيم
صـمَدَتْ فـي الزِّنـا تُناسـلُ حَـوَّا
ء فحـــوَّاءُ عِنــدها كــالعقيمِ
ذاتُ فــرج هــو اسـتها سـابرِيٌّ
شــائع الـذَّرع ليـس بالمقسـوم
ينظـــم الأكمــهُ القلائد فيــه
ويـرى الـذرَّ فـي الظلامِ البهيم
قــالبٌ مِشــْفريه عــنْ طبقــاتٍ
لثقـــاتٍ مــن طُحلــبٍ مركــوم
يســعُ الســبعة الأقـاليم طُـرَّاً
وهــو فـي إصـبعين مـن إقليـم
كضــمير الفـؤادِ يلتهـم الـدن
يــا وتحــويه دفتَــا حَيْــزوم
زمهريــرٌ علــى الأيــور ولكـن
هــو فـي حِسـِّها كنـار الجحيـم
ودواءُ الحُمَّــى عســيرٌ إذا مـا
بطنــتْ عــن مَجَســَّةِ المحمــوم
أيُّهــا الجالــدو عُمَيْـرةَ طُـرّاً
لا عــدِمْتُمْ ظُلامــةً مــن ظلــوم
كيـف ضـعتم وفـرجُ بـوران موقو
ف علـى ابـن السـبيل والمحروم
ولهــا كعثــبٌ رحيـبُ النـواحي
قلــقُ الشــِّدقْ ليـس بـالمَفْطوم
وأرى أنكُـــمْ ســتلقون عُــذْراً
ومقـــالاً يحـــجُّ كُـــلَّ خصــيم
فتقولــون مـن يـرومُ ركـوب ال
بحْــرِ لا ســيَّما مَهَــبَّ العقيـم
أيُّهــا المُـؤذني بصـرْم حبـالي
رُبَّ رُزْءٍ كـــالمَغْنَم المَغْنـــومِ
فـي الـذي بيـن ترْمَتَيْـكَ وبيني
خلــفٌ مــنْ وصــالكَ المصــروم
لا تخلنــي قرعــتُ ســِنّاً بظُفْـرٍ
مــن نــدام عليــك أو تنـديم
فـي سـبيلِ الشـيطان منك نصيبي
وعليـكَ العفـاء لـؤمَ ابـن لوم
وهنيئاً لحرمتيــــــــكَ هنيئاً
حازتــا فحلــتي بغَيْــرِ قسـيمِ
كانتـا منـكَ فـي ضـِرارٍ فأمسـى
لهمــا شــِربُ يومــك المَعْلـوم
ثمَّــدتني بنــاتُ بــورانَ حتَّـى
أعْقمَتْنــي وكنــتُ غيــر عقيـم
لقــى النـاسُ مـن زنـاهُنَّ شـرّاً
فهُـــمُ بيـــن جــافر وســقيم
قـد أكلـن الأيـورَ أكل الضَّواري
وشــربنَ المنــيَّ شــرْبَ الهِيـم
رافعـاتِ الأقْـدام بالليـل يدعو
ن علــى المحصــِنين بالتـأثيم
جامعــاتٍ بـذاك أمريـن فـي أم
رٍ فعــالَ المُسـْتَمْتِعِ المسـتديم
إنَّ مَــنْ كــوَّنَ السـِّفاحَ سـِفاحاً
ســاطهُ مِــنْ دِمائهـا واللُّحـومِ
فهـو يَجْـري فيهـا ويَسـْلُكُ منها
حيـثُ تَجـرِي أرواحها في الجُسومِ
نـزعَ اللَّـهُ غَيْـرَةَ الفحْـلِ منـه
فهُـو مـا شـئتَ مـن فـؤادٍ سليم
تَقْلِـسُ النَّحْـلُ فـي مرارتـه الأر
يَ مُصــَفّىً مــن القـذى والمـوم
غيــر أنَّ الفـتى يُغـايرُ عِرْسـَيْ
هِ علــى كــل ناشــيء صــِهميم
جِـذلُ نَيْـكٍ يمشي الهوينا فينما
زُ وزيــمٌ مـنْ لَحْمـهِ عـن وزيـم
سـائل القمـعَ ليلـة القَفْص عنهُ
بيــن حاناتهـا وبيـنَ الكُـروم
بـاتَ قِمْـعٌ يـدعُّهُ فـي الصـَّمارى
مثـلَ دعِّ الرَّبيـبِ لحْـيَ اليـتيم
يتقصــاه مُغْــرقَ النَّــزْعِ فيـه
كتقصــِّي الطــبيب سـبْرَ الأميـم
كُلَّمـــا هـــبَّ هبَّـــةً بنشــاطٍ
حفــزتْ جعســَه إلــى البُلْعـوم
فهــو يَجْتَــرُّ جـرةً بعـد أخـرى
تــترقى مــن فرثــه المزحـومِ
يـا أخـا النحـو والمُقَـدَّمَ فيه
لَـم تـرَ اللام أُدغمـت في الميم
غيـرَ لام أدغمتهـا أنـت فـي مي
مـك ثـم احتجَجْتَ يا ابنَ الخطيم
قلـتُ لمـا قـرأتَ فـي مجلس الأق
وامِ طُــوبى الأصــمِّ والمزكــوم
أيُّ نَتْـــن وأيُّ مَســـْموعِ ســوْءٍ
عـدِماهُ حاشـا الكتـابِ الحكيـم
كيـفَ لا يحـرق الجِنانَ ابنُ بورا
ن بـذاك الفـم الخـبيث النَّسيم
قسـماً لـو يكـون الاسـمُ المُسَمَّى
أصــبحتْ كُــلُّ جَنَّــةٍ كالصــَّريم
غــرَّكَ الــرائدان ويلــكَ منـي
وأسـاماك فـي الوبيـل الـوخيم
إذْ تَنَقَّصــْتَني بصــعلكة الــرأ
س ســفاهاً فـاذَّمَمت غيـر ذميـم
مــا تعــدَّيتَ أن وصـفت خِشاشـاً
لوْذَعِيّـــاً كالحيَّــة المشــهوم
لوذعيّــاً كـأنَّ مـا بيـن عطفـي
هِ مصــابيحُ كُــلِّ ليــلٍ بهيــم
نَبَضـِيُّ الفـؤاد يسـرب فـي الخُر
ت وينغــلُّ فـي مجـاري السـموم
وقـديماً مـا جَـرَّبَ النـاسُ قَبْلي
ثِقـلَ الهـامِ في الخِفاف الحُلوم
واعتبِرْ أنَّ أفسل الطير في الطَّيْ
رِ وفينـــا كروســـات البُــوم
ثــم حــاولت بالمصـيقل تصـغي
ري فمــا زدْتنــي سـوى تعْظيـم
كالــذي يعكـسُ الشـِّهابَ ليَخْفَـى
وهْـو أدنـى لـهُ إلـى التَّضـريم
وإذا ســـــُمِّيتْ دُوَيهيَّــــةً إح
دى الـدواهي فـالأمر غيـر مروم
مـا تُبـالي وبينَ كشحيك هذا ال
شـِعْرُ سـُكْنَى لظـىً وشـُرْبَ الحميم
كلمــاتٌ ليسـت بمكروهـة المـس
مــوع لكــن مكروهـة المشـمومِ
لـم تَسـرَّب فـي خَرْقِ أُذْني وطارت
كمطيــر الفُســاء فــي خيشـوم
يـا ابـن بـورانَ قـد أظَلَّكَ زَجْرٌ
كالـدُّخانِ المـذكور فـي حـاميم
يـا ابـن بـوران لا مفر من الل
هِ ولا مـــن قضــائه المحتــوم
كنــتَ فيمـا أرى حسـبتَ هجـائِي
ك هجــاءً أبقــى مَصــَحَّ أديــم
فتغاضــيتَ خــوف أعْــرمَ منــه
راضــياً خُطَّـةَ الـذليلِ المضـيم
فـإذا الأمـرُ فـوق مـا كنتَ قدَّر
تَ وليــسَ اليقيــنُ كــالترجيم
صــدمت مِسـمعيك شـُنْعُ القـوافي
صـــدمةً غادرتـــك كالمــأموم
فتلـــوَّمْتَ واقفــاً موقِــف الأش
قــرِ بيـن التـأخير والتقـديم
تَقســِمُ الأمـر رهـنَ نحـرٍ وعَقْـرٍ
قــد تَحيَّــرتَ حيــرةَ المـدهوم
سـاعةً ثـم قلـتَ قـد هلـك الهُلْ
كُ فأشـْفي غيظـي وأُمضـي هُمـومي
ولعَمـري لقـد عميـتَ عـن الـرُّشْ
د وقصــدِ المحجَّــة المســتقيم
مــا مضــيضُ الكُلـوم مغتبطـاتٍ
كمضــيض الكُلـومِ فـوقَ الكلـوم
إنَّ شـتْماً ألمتـه يـا ابنَ بورا
نَ لأدهــى مــن العـذاب الأليـم
ليـس هـذا عهـدي بصـبرك للهـو
ن علىســالف الزمــان القـديم
مــا عهــدناك قــطُّ إلا عَزوفـاً
للْمَـــذَلّاتِ مســـتباحَ الحريــم
لا تبـالي مـن نـاكَ أمَّـك جهـراً
مِــنْ عــدُوٍّ ومــن ولــيٍّ حَميـم
أفَتَرضـــى بِنَيْكهـــا وتُبــالي
شـتْمها يـا ضـلال حِلـمْ الحليـم
اعتـبرْ أيـن مَـنْ يجـاهر بالسو
ءةِ فــي أمِّــه مــن المَشــْتوم
غيــرَ أنِّـي أنضـجْتُ جِلـدكَ كيّـاً
فتملمــلْ فــأنتَ غيــرُ ملــوم
لــكَ عُــذرٌ أن لا تنـام لعمـري
أنـا أدهـى مـن أن ينام سليمي
يـا ابـن بـوران دعوة لو تَجَرَّأ
تَ بهـا مـا قرنـتَ ميمـاً بميـم
هاكهـا حلـة سـيودي بـك الـده
ر وفيهـــا طــرائق التســهيم
قـد أردتُ التَّشـْبيبَ فيهـا ولكنْ
لـم تكـنْ لـي مندوحةٌ في الميم
لا يرانــي الإلـهُ أهجـوكَ عُمـري
أنـت عنـدي فـي حالـة المرحوم
لِلْقــوافي فـي وصـفِ أمِّـكَ شـُغْلٌ
يـا ابن بوران عن صفاتِ الرسوم
علي بن العباس بن جريج أو جورجيس، الرومي. شاعر كبير، من طبقة بشار والمتنبي، رومي الأصل، كان جده من موالي بني العباس. ولد ونشأ ببغداد، ومات فيها مسموماً قيل: دس له السمَّ القاسم بن عبيد الله -وزير المعتضد- وكان ابن الرومي قد هجاه. قال المرزباني: لا أعلم أنه مدح أحداً من رئيس أو مرؤوس إلا وعاد إليه فهجاه، ولذلك قلّت فائدته من قول الشعر وتحاماه الرؤساء وكان سبباً لوفاته. وقال أيضاً: وأخطأ محمد بن داود فيما رواه لمثقال (الوسطي) من أشعار ابن الرومي التي ليس في طاقة مثقال ولا أحد من شعراء زمانه أن يقول مثلها إلا ابن الرومي. وكان القاضي الفاضل قد أمر ابن سناء الملك باختيار شعر ابن الرومي، فاعتذر عن ذلك بقوله: (وأما ما أمر به في شعر ابن الرومي فما المملوك من أهل اختياره، ولا من الغواصين الذين يستخرجون الدر من بحاره، لأن بحاره زخارة، وأسوده زآرة، ومعدن تبره مردوم بالحجارة، وعلى كل عقيلة منه ألف نقاب بل ألف ستارة. يطمع ويؤيس ويوحش ويؤنس، وينير ويظلم، ويصبح ويعتم شذره وبعره، ودره وآجره، وقبلة تجانبها السبة، وصرة بجوارها قحبة، ووردة قد حف بها الشوك، وبراعة قد غطى عليها النوك. لا يصل الاختيار إلى الرطبة حتى يخرج بالسلى، ولا يقول عاشقها: هذه الملح قد أقبلت حتى يرى الحسن قد تولى. فما المملوك من جهابذته، وكيف وقد تفلس فيه الوزير، ولا من صيارفته ونقاده. ولو اختاره جرير لأعياه تمييز الخيش من الوشي والوبر من الحرير). وفي وفاته خلاف بين عام 283 و284 و296 و297