
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
يــا هـل يُخلَّـدُ منظـرٌ حَسـنُ
لممتَّـــع أو مَخْـــبرٌ حســنُ
أم هــل يطيـبُ لمقلـةٍ وَسـنٌ
فيقــرُّ فيهــا ذلـك الوسـنُ
أم هــل يُبَــتُّ لـذاهبٍ قَـرَنٌ
يومــاً فيُوصـَل ذلـك القَـرَنُ
كــم مِنَّــةٍ للــدهر كـدَّرها
لـم تصـفُ منـه ولا له المِننُ
مــا زال يكسـونا ويسـلبنا
حــتى نظــلَّ وشــُكرنا إحَـنُ
فمــتى أراك بصــرفِهِ زِيَنـاً
فهِـيَ الزخـارفُ منه لا الزِّينُ
يكفيــك أن لا وجــدَ مُــدَّخَرٌ
أبـــداً وألا دمــع يُخــتزَنُ
أبُنَــيّ إنـك والعـزاءَ معـاً
بــالأمس لُــفَّ عليكمـا كفـنُ
فـإذا تنـاولتُ العـزاء أبى
نَيْلِيـه أن قـد ضـمَّه الجُنـنُ
أبُنـيّ إن أحـزنْ عليـك فلـي
فــي أن فقـدتُك سـاعةً حـزنُ
وإن افتقـدت الحُـزن مفتقِداً
لُبِّـي لفقـدِك للحَـرِي القَمِـنُ
بــل لا إخـال شـجاك تَعْـدَمُه
روحٌ ألـــمَّ بهــا ولا بَــدنُ
تــاللَّه لا تنفـك لـي شـجناً
يمضـي الزمـان وأنت لي شجنُ
والآن حيـن ظعنـت عـن وطنـي
سـمج المقام وطاب لي الظَّعنُ
مـا أصـبحت دنيـايَ لي وطناً
بـل حيـث دارُك عنـديَ الوطنُ
ما في النهار وقد فقدتك مِنْ
أنْـسٍ ولا فـي الليـل لي سَكنُ
يـا حسـرتا فـارقتني فَننـاً
غضـاً ولـم يُثمـر لـيَ الفننُ
ولقـد تُسـلّي القلـبَ ذُكرتُـه
أنِّــي بــأن ألقـاك مرتَهَـنُ
أولادنــا أنتــم لنـا فِتـنٌ
وتفـــارقون فــأنتمُ مِحــنُ
لهفـي علـى سـبق المنية بي
لـو بيـع لـم يوجـد له ثمنُ
يـا عـاذلي فـي مثل نائبتي
تُلْفَـى دمـوعُ العيـن تُمْتَهـنُ
فــدعِ الملام فــإنني رجــل
عَـدلٌ علـى العـبرات مـؤتمَنُ
أنفقــتُ دمعـي فـي مَواضـعه
لا الـوَكسُ يلحقُنـي ولا الغَبنُ
أبكـانيَ ابنـي إذ فُجعـت به
لــم تُبكِنـي الأطلال والـدِّمنُ
وعكَفْـتُ بـالقبر المحيـط به
فاعــذِرْ فلا صــنمٌ ولا وثــنُ
علي بن العباس بن جريج أو جورجيس، الرومي. شاعر كبير، من طبقة بشار والمتنبي، رومي الأصل، كان جده من موالي بني العباس. ولد ونشأ ببغداد، ومات فيها مسموماً قيل: دس له السمَّ القاسم بن عبيد الله -وزير المعتضد- وكان ابن الرومي قد هجاه. قال المرزباني: لا أعلم أنه مدح أحداً من رئيس أو مرؤوس إلا وعاد إليه فهجاه، ولذلك قلّت فائدته من قول الشعر وتحاماه الرؤساء وكان سبباً لوفاته. وقال أيضاً: وأخطأ محمد بن داود فيما رواه لمثقال (الوسطي) من أشعار ابن الرومي التي ليس في طاقة مثقال ولا أحد من شعراء زمانه أن يقول مثلها إلا ابن الرومي. وكان القاضي الفاضل قد أمر ابن سناء الملك باختيار شعر ابن الرومي، فاعتذر عن ذلك بقوله: (وأما ما أمر به في شعر ابن الرومي فما المملوك من أهل اختياره، ولا من الغواصين الذين يستخرجون الدر من بحاره، لأن بحاره زخارة، وأسوده زآرة، ومعدن تبره مردوم بالحجارة، وعلى كل عقيلة منه ألف نقاب بل ألف ستارة. يطمع ويؤيس ويوحش ويؤنس، وينير ويظلم، ويصبح ويعتم شذره وبعره، ودره وآجره، وقبلة تجانبها السبة، وصرة بجوارها قحبة، ووردة قد حف بها الشوك، وبراعة قد غطى عليها النوك. لا يصل الاختيار إلى الرطبة حتى يخرج بالسلى، ولا يقول عاشقها: هذه الملح قد أقبلت حتى يرى الحسن قد تولى. فما المملوك من جهابذته، وكيف وقد تفلس فيه الوزير، ولا من صيارفته ونقاده. ولو اختاره جرير لأعياه تمييز الخيش من الوشي والوبر من الحرير). وفي وفاته خلاف بين عام 283 و284 و296 و297