
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أَصــاحِ تَـرى بَرْقـاً أُرِيـكَ وَمِيضـَهُ
يُضــِيءُ ســَناهُ عَــنْ رُكـامٍ مُنَضـَّدِ
أَجَـــشَّ ســـِمَاكِيّاً كَــأَنَّ رَبَــابَهُ
أَرَاعِيــلُ شــَتَّى مِــنْ قَلائِصَ أُبَّــدِ
تُكَرْكِــرُهُ رِيْــحٌ يَجُــورُ بِصــَوْتِها
وَتعْــدِلُهُ أُخْــرَى شــَمالٌ فَيَهْتَـدِي
سَقَى دَارَ سُعْدَى حَيْثُ حَلَّتْ بِها النَّوى
فَــأَفْعَمَ مِنْهــا كُـلَّ رَبْـعٍ وَفَدْفَـدِ
وَنَاجِيَــةٍ عَــدَّيْتُ فِـي مَتْـنٍ صَحْصـَحٍ
إلـى ابْـنِ الْجُلاحِ ما تَرُوحُ وَتَغْتَدِي
إلـى مَاجِـدٍ مـا يَنْقُـضُ الْبُعْدُ هَمَّهُ
خَــرُوجٍ تَــرُوكٍ لِلْفِــراشِ الْمُمَهَّـدِ
وَأَرْعَـنَ مِثْـلِ اللَّيْـلِ يَسْتَلِبُ الْقَطَا
أَفَاحِيصــُهُ بِـالْجَوِّ مِـنْ كُـلِّ مَهْجَـدِ
مَطَــوْتُ بِــهِ حَتَّــى تَصـُونَ جِيَـادُهُ
وَيَرْفَــضَّ مِــنْ أَعْلاقِــهِ كُـلُّ مِرْفَـدِ
صــَبَحْتَ بَنِـي ذُبْيَـانَ مِنْـهُ بِغَـارَةٍ
جَـرَتْ لَـكَ فِيهـا السـَّانِحَاتُ بِأَسْعُدِ
أَصــَابَهُمُ قَســْراً فَأَضـْحَوا عِبَـادَهُ
فَجَلَّلَهـــا نُعْمَــى وَلَــمْ يَتَشــَدَّدِ
النّابِغَةُ الذُّبْيانِيُّ هُوَ زِيادُ بْنُ مُعاوِيَةَ بْنِ ضِباب الذُّبْيانِيّ مِنْ قَبِيلَةِ غَطْفانَ، شاعِرٌ جاهِلِيٌّ مِنْ شُعَراءِ المُعَلَّقاتِ، وَكانَ أَحَدَ الأَشْرافِ وَالمُقَدَّمِينَ فِي قَوْمِهِ، وقد اتَّصلَ بمُلُوكِ المَناذِرَةِ وَالغَساسِنَةِ وكانَ لَهُ عندَهم مَنْزِلَةٌ ومكانةٌ عاليةٌ، وَامْتازَ بِشِعْرِهِ فِي الاعْتِذارِيّاتِ، وَهِيَ الأَشْعارُ الَّتِي قالَها مُعْتَذِراً مِنْ النُعْمانِ بْنِ المُنْذِرِ بعد هربِهِ مِنه، وَالنّابِغَةِ الذُبْيانِيِّ مِن أَوائِلِ مَنْ تَحاكَمَ عِنْدَهُ الشُّعَراءُ فَكانَتْ تُضْرِبُ لَهُ قُبَّةً فِي عُكاظ فَيعْرِضُ الشُّعَراءُ عَلَيْهِ أَشْعارَهم، وَقَدْ تُوُفِّيَ في سَنَة 18ق.هـ المُوافَقَةِ لِسَنَةِ 604م.