
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
كَأَنَّــا غُــدْوَةً وَبَنِــي أَبِينـا
غَـداةَ الْخَيْـلُ تُفْـزَعُ بِالـذُّكُورِ
ضـَراغِمُ سـاوَرَتْ فِـي الْحَيِّ يُحْمَى
عَلَيْهــا كُــلُّ ذِي لِبَــدٍ هَصـُورِ
تُجالِــدُ فِـي كَتـائِبَ مِـنْ عَلِـيٍّ
بِفِتْيـــانٍ كَأَمْثــالِ الصــُّقورِ
بِجَنْــبِ عُـوَيْرِضٍ لَمَّـا الْتَقَيْنـا
وَنـارُ الْحَـرْبِ سـاطِعَةُ السـَّعِيرِ
فَـدانَتْ تَغْلِـبٌ فـي الْحَـرْبِ لَمَّا
نَزَلْــنَ بِــداهِياتٍ فِـي الْأُمُـورِ
وَكانُوا فِي اللِّقاءِ غَداةَ ثارُوا
عَناصــِرَةً بِهــا لَفْـحُ الـدَّبُورِ
فَحــامَ مُهَلْهِـلٌ لَمَّـا الْتَقَيْنـا
وَعَــرَّدَ حِيـنَ مَـلَّ مِـنَ الْهَرِيـرِ
فَلَـوْ نُشـِرَ الْمَقـابِرُ عَـنْ كُلَيْبٍ
لَخُبِّـرَ فِـي الْحِفـاظِ بِشـَرِّ زِيـرِ
وَلَـوْ قُتِلُـوا جَمِيعـاً فـي بُجَيْرٍ
لَكَـانُوا فِيـهِ كَالشـَّيْءِ الْيَسِيرِ
بُجَيْــرٌ حِيـنَ تُشـْتَجَرُ الْعَـوالِي
غَـداةَ حَـوادِثِ الْخَطْـبِ الْكَبِيـرِ
قَتَلْنـا الْحَـيَّ مِـنْ جُشَمَ بْنِ بَكْرٍ
وَأُهْلِــكَ مُلْكُهُـمْ عِنْـدَ النَّفِيـرِ
بِنــاسٍ مِـنْ بَنِـي بَكْـرٍ عَلَيْهِـمْ
دِلاصُ الســَّابِغاتِ مِــنَ الْحَرِيـرِ
وَأَهْلَكْنــا بَنِــي غَنْـمٍ جَمِيعـاً
مَـعَ الْقَمْقامِ ذِي الشَّرَفِ الْكَبِيرِ
وَجـالُوا مِـنْ سـَعِيرِ الْحَرْبِ حَتَّى
بَــدَتْ أَقْــدامُ رَبَّـاتِ الْخُـدُورِ
نَقُــدُّ مَقِيــلَ هــامِهِمُ بِبِيــضٍ
قَواطِـــعَ طالِبـــاتٍ لِلْوُتُــورِ
غَــداةَ صـَبَحْتُهُمْ شـَعْواءَ تُـرْدِي
بِأُســْدٍ مـا تَمَـلُّ مِـنَ الزَّئِيـرِ
كُمـاةِ الطَّعْـنِ مِـنْ رُؤَسـاءِ عِـزٍّ
إِلَيْهِـمْ مُنْتَهـى الْعانِي الضَّرِيرِ
وَمِــنْ ذُهْـلِ بْـنِ شـَيْبانٍ وَقَيْـسٍ
لُيُـوثُ الْحَرْبِ في الْيَوْمِ الْعَسِيرِ
وَمِــنْ أَبْنــاءِ تَيْـمِ اللَّاتِ عِـزٌّ
تَـوارَثَهُ الصـَّغِيرُ عَـنِ الْكَبِيـرِ
وَإِنْ تَعْــدُدْ بَنِـي بَكْـرٍ تَجِـدْهُمْ
ذَوِي الْقامـاتِ وَالْعَـدَدِ الْكَثِيرِ
حَنِيفَـــةٌ آلُ مَكْرُمَـــةٍ وَفَخْــرٍ
بِهِــمْ يُصـْلَى بِمَنْصـَبَةِ الْقُـدُورِ
وَأَحْصـُرُ فِـي الْحَمِيَّـةِ مِـنْ لُجَيْمٍ
حُمـاةِ الْعِـزِّ فِي الْيَوْمِ الضَّرِيرِ
وَعَمْـرٌو فِـي الْـوَغى أَلْياثُ حَرْبٍ
كَــأَنَّ رِمــاحَهُمْ أَشــْطانُ بِيـرِ
وَمِــنْ عِجْـلٍ كَتـائِبُ بِالْمَـذاكِي
تُــرَى فِــي كُـلِّ يَـوْمٍ قَمْطَرِيـرِ
وَمِــنْ أَوْلادِ يَشــْكُرَ كُــلُّ سـامٍ
طَوِيـلِ الْبـاعِ كَـالْقَمَرِ الْمُنِيرِ
فَمـا فِـي النَّـاسِ حَـيٌّ مِثْلُ بَكْرٍ
إِذا افْتَخَـرَ الْمُفـاخِرُ لِلْفَخُـورِ
الحارِثُ بنُ عُبادٍ، مِنْ ساداتِ قَبِيلَةِ بَكْرِ بْنِ وائِلٍ، شاعِرٌ جاهِلِيٌّ مِنْ سادَةِ العَرَبِ وَحُكَمائِهِمْ، اعْتَزَلَ حَرْبَ البَسُوسِ وَقالَ فِيها قَوْلَتَهُ الَّتِي أَصْبَحَتْ مَثَلاً (لا ناقَةَ لِي فِيها وَلا جَمَلَ)، حَتَّى قَتَلَ المُهَلْهِلُ ابْنَهُ بُجَيْراً وَقِيلَ إنّه ابْنُ أَخِيهِ، فَثارَ الحارِثُ وَقالَ قَصِيدَتَهُ المَشْهُورَةَ (قَرِّبا مَرْبِطَ النَّعامَةِ مِنِّي) وَقد أَكْثَرَ فِي بَنِي تَغْلِبَ القَتْلَ، وَنُصِرْتْ بِهِ بَكْرٌ عَلَى تَغْلِبَ، وَعُرِفَ بِشَجاعَتِهِ وَوَفائِهِ حَتَّى قِيلَ (أَوْفَى مِنْ الحارِثِ بنِ عُبادٍ).