
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
عَفَــتْ أَطْلالُ مَيَّــةَ مِـنْ حَفِيـرِ
إِلـى الْأَجْيـادِ مِنْـهُ فَجَـوِّ بِيرِ
وَقَـدْ كـانَتْ تَحُـلُّ بِهـا زَماناً
أُمامَـةُ غَيْـرَ مُكْشـِفَةِ السـُّتُورِ
تُســامِرُ كُــلَّ خَرْعَبَــةٍ لَعُـوبٍ
مِـنَ اللَّاتِـي عُرِينَ عَلى النُّحُورِ
إِذا مـا قُمْـنَ تَحْسـِبُهُنَّ خُوطـاً
مِــنَ الْقُضـْبانِ ذا وَرَقٍ نَضـِيرِ
فَسـائِلْ إِنْ عَرَضـْتَ بَنِـي زُهَيْـرٍ
وَرَهْـطَ بَنِـي أُمامَـةَ وَالْغَـوِيرِ
غَــداةَ تَجَمَّعَــتْ مِـنْ كُـلِّ أَوْبٍ
بَنُـو جُشـَمٍ وَلَـمْ تَحْفَـلْ مَسِيرِي
يُمَنِّيهــا الضـَّلالَ أَخُـو كُلَيْـبٍ
فَقَــدْ صـارَتْ عَلـى كَـذِبٍ وَزُورِ
تَرَكْنــا تَغْلِبـاً كَـذَهابِ أَمْـسِ
وَأَخْرَجْنـا الْحِسـانَ مِنَ الْخُدُورِ
فَلَـوْ نُشـِرَ الْمَقـابِرُ عَنْ كُلَيْبٍ
لَأَبْصــَرَ بِالــذَّنائِبِ شـَرَّ زِيـرِ
تَرَكْنــا مِنْهُـمُ بَشـَراً كَـثيراً
لِغِرْبـــانِ الْفَلاةِ وَلِلنُّســـُورِ
نَصــَحْتُ لِتَغْلِـبٍ وَكَفَفْـتُ عَنْهـا
وَلَـمْ أَهْتِـكْ لَهـا حُرَمَ السُّتُورِ
فَــأَعْيَتْ تَغْلِـبٌ وَبَغَـتْ عَلَيْنـا
وَلَــمْ تَحْـذَرْ مُعاقَبَـةَ الْأُمُـورِ
صــَبَحْناهُمْ بِكُــلِّ أَصــَمَّ لَـدْنٍ
وَكُـــلِّ مُجَــرِّبٍ بَطَــلٍ جَســُورِ
عَواســِلُ فِــي الْأَكُـفِّ مُثَقَّفـاتٍ
خَضــَبْناهُنَّ مِـنْ ثُغَـرِ النُّحُـورِ
فَلَــمْ نَقْتُــلْ شـِرارَهُمُ وَلَكِـنْ
قَتَلْنــا كُــلَّ ذِي كَـرَمٍ كَثِيـرِ
شـَهَرْتُ السَّيْفَ إِذْ قَتَلُوا بُجَيْراً
فَـأَهْلَكْتُ الصـَّغِيرَ مَـعَ الْكَبِيرِ
فَلَـوْ قَتَّلْـتُ تَغْلِـبَ فِـي بُجَيْـرٍ
لَكـانُوا فِيـهِ كَالشَّيْءِ الْحَقِيرِ
عَلـى أَنْ لَيْـسَ عَـدْلاً مِـنْ جُبَيْرٍ
إِذا اخْتَلَطَ الْقَبِيلُ مَعَ الدَّبِيرِ
فَقَــدْ فَرَّقْـتُ تَغْلشـبَ يـالَبَكْرٍ
فَحُلِّــي فِــي بِلادِكِ أَوْ فَسـِيرِي
تَرَكْنـاهُمْ بِهـا صـَرْعَى جُنـوداً
تُجَرِّدُهــا السـِّباعُ وَكُـلُّ غُـورِ
الحارِثُ بنُ عُبادٍ، مِنْ ساداتِ قَبِيلَةِ بَكْرِ بْنِ وائِلٍ، شاعِرٌ جاهِلِيٌّ مِنْ سادَةِ العَرَبِ وَحُكَمائِهِمْ، اعْتَزَلَ حَرْبَ البَسُوسِ وَقالَ فِيها قَوْلَتَهُ الَّتِي أَصْبَحَتْ مَثَلاً (لا ناقَةَ لِي فِيها وَلا جَمَلَ)، حَتَّى قَتَلَ المُهَلْهِلُ ابْنَهُ بُجَيْراً وَقِيلَ إنّه ابْنُ أَخِيهِ، فَثارَ الحارِثُ وَقالَ قَصِيدَتَهُ المَشْهُورَةَ (قَرِّبا مَرْبِطَ النَّعامَةِ مِنِّي) وَقد أَكْثَرَ فِي بَنِي تَغْلِبَ القَتْلَ، وَنُصِرْتْ بِهِ بَكْرٌ عَلَى تَغْلِبَ، وَعُرِفَ بِشَجاعَتِهِ وَوَفائِهِ حَتَّى قِيلَ (أَوْفَى مِنْ الحارِثِ بنِ عُبادٍ).