
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
يَــا حَفْــصَ إِنِّـي عَـدَانِي عَنْكُمُ السَّفَرُ
وَقَـــدْ أَرِقْـــتُ فَـآذَى عَيْنِـيَ السَّـهَرُ
عُلِّقْــتَ يَـا كَعْـبُ بَعْـدَ الشَّـيْبِ غَانِيَةً
وَالشَّــيْبُ فِيــهِ عَـنِ الأَهْـوَاءِ مُزْدَجَـرُ
أَمُمْسـِكٌ أَنْــتَ عَنْهَــا بِالّــذِي عَهِـدَتْ
أَمْ حَبْلُهَــا إِذْ نَأَتْــكَ اليَـوْمَ مُنْبَتِرُ
عُلِّقْــتَ خَــوْداً بِـأَعْلَى الطَّـفِّ مَنْزِلُهَا
فِــي غُرْفَــةٍ دُونَهَـا الأَبْـوَابُ وَالحجَرُ
دُرْمـــاً مَنَاكِبُهَـــا رَيّــاً مَآكِمُهَــا
تَكَـــادُ إِذْ نَهَضَـــتْ لِلمَشْــيِ تَنْبَـتِرُ
وَقَـــدْ تَرَكْــتُ بِشَـطِّ الزَّابِيَيْـنِ لَهَـا
دَاراً بِهَــا يَسْــعَدُ البَـادُونَ وَالحَضْرُ
وَاخْــتَرْتُ دَاراً بِهَـا حَــيٌّ أُسـَرُّ بِهِـمْ
مَــا زَالَ فِيهِــمْ لِمَـنْ نَخْتَـارُهُمْ خِيَرُ
لَمَّــا نَبَــتْ بِـي بِلَادِي سِـرْتُ مُنْتَجِعـاً
وَطَـــالِبُ الخَيْـــرِ مُرْتَــادٌ وَمُنْتَظِـرُ
أَبَـــا سَـــعِيدٍ فَــإِنِّي جِئْتُ مُنْتَجِعـاً
أَرْجُـــو نَوَالَــكَ لَمَّــا مَسَّنِي الضَّـرَرُ
لَـــوْلَا المُهَلَّــبُ مَا زُرْنَــا بِلَادَهُــمُ
مَــا دَامَـتِ الأَرْضُ فِيهَا المَاءُ وَالشَّجَرُ
فَمَــا مِــنَ النَّـاسِ مِـنْ حَـيٍّ عَلِمْتُهُـمُ
إِلَّا يُـــرَى فِيهِـــمُ مِـنْ سَـيْبِكُمْ أَثَـرُ
أَحْيَيْتَهُـــمْ بِسِــجَالٍ مِـنْ نَـدَاكَ كَمَـا
تَحْيَــا البِلَادُ إِذّا مَــا مَسـَّهَا المَطَرُ
إِنِّـــي لَأَرْجُــو إِذَا مَـا فَاقَـةٌ نَزَلَـتْ
فَضْــلاً مِــنَ اللـهِ فِـي كَفَّيْـكَ يَبْتَـدِرُ
فَــاجْبُرْ أَخــاً لَـكَ أَوْهَى الفَقْرُ قُوَّتَهُ
لَعَلَّـــهُ بَعْـــدَ وَهْـيَ العَظْـمْ يَنْجَـبِرُ
جَفَـــا ذَوُو نَسَــبِي عَنِّــي وَأَخْلَفَــنِي
ظَنِّـــــي فللـهِ دَرِّي كَيْـــفَ آتَمِـــرُ
يَــا وَاهِــبَ القَيْنَـةِ الحَسْنَاءِ سُنَّتَهَا
كَالشَّــمْسِ هِرْكُولَــةٌ فِـي طَرْفِهَـا فَـتَرُ
وَمَـــا تَـــزَالُ بُــدُورٌ مِنْـكَ رَائِحَـةٌ
وَآخَـــرُونَ لَهُـــمْ مِـنْ سَـيْبِكَ الغُـرَرُ
نَمَــــاكَ لِلمَجْــــدِ أَمْلَاكٌ وَرِثْتَهُـــمُ
شُـــمُّ العَرَانِيــنِ فِـي أَخْلَاقِهِـمْ يَسَـرُ
ثَـــارُوا بِقَتْلَـــى وَأَوْتَـارٍ تُعَـدِّدُهَا
فِـــي حِيـنِ لَا حَـدَثٌ فِي الحَـرْبِ يَـتَّئِرُ
وَاسْتَسْــلَمَ النَّــاسُ إِذْ حَلَّ العَدُوُّ بِهِمْ
فَمَــــــا لِأَمْرِهِـــــمُ وِرْدٌ وَلَا صــَدَرُ
وَمَــا تَجَــاوَزَ بَـابَ الجِسْـرِ مِـنْ أَحَدٍ
وَعَضـَّتِ الحَــرْبُ أَهْـلَ العَصْرْ فَانْجَحَرُوا
وَأُدْخِــلَ الخَـوْفُ أَجْــوَافَ البُيُوتِ عَلَى
مِثْــلِ النِّسَــاءِ رِجَـالٍ مَـا بِهِـمْ غِيَرُ
وَاشْــتَدَّتِ الحَــرْبُ وَالبَلْـوَى وَحَلَّ بِنَا
أَمْـــرٌ تُشَـــمَّرُ فِــي أَمْثَــالِهِ الأُزُرُ
نَظَـــلُّ مِــنْ دُونِ خَفْـضٍ مُعْصِـمِينَ بِهِـمْ
فَشَـــمَّرَ الشَّــيْخُ لَمَّـا أَعْظَـمَ الخَطَـرُ
كُنَّـــا نُهَـــوِّنُ قَبْـلَ اليَـوْمِ شَـأْنَهُمُ
حَـــتَّى تَفَــاقَمَ أَمْـــرٌ كَـانَ يُحْتَقَـرُ
لَمَّـــا وَهَنَّــا وَقَـدْ حَلُّـوا بِسَـاحَتِنَا
وَاسْــتُنْفِرَ النَّــاسُ تَارَاتٍ فَمَا نَفَرُوا
نَـــادَى امْـــرُؤٌ لَا خِلَافٌ فِـي عَشِـيرَتِهِ
عَنْـــهُ وَلَيْـــسَ بِـهِ فِـي مِثْلِـهِ قِصَـرُ
أَفْشَــى هُنَالِــكَ مِمَّـا كَـانَ مُذْ عَصَرُوا
فِيهِـــمْ صَـــنَائِعُ مِمَّــا كَـانَ يُـدَّخَرُ
تَلَبَّسُـــوا لِقِـــرَاعِ الحَــرْبِ بَزَّتُهَـا
فَأَصْــبَحُوا مِـنْ وَرَاءِ الجِسْرِ قَدْ عَبَرُوا
سَــارُوا بِأَلْوِيَــةٍ لِلْمَجْـدِ قَـدْ رُفِعَـتْ
وَتَحْتَهُـــنَّ لُيُـــوثٌ فِـي الـوَغَى وُقـرُ
حَــتَّى إِذّا خَلَّفُــوا الأَهْوَازَ وَاجْتَمَعُوا
بِرَامَهُرْمُـــزَ وَافَـــاهُمْ بِهَـا الخَبَـرُ
نَعِــيُّ بِشْــرٍ فَجَـالَ القَـوْمُ وَانْصَدَعُوا
إِلَّا بَقَايَــا إِذَا مَــا ذُكِّـرُوا ذَكَـرُوا
ثُـــمَّ اسْـــتَمَرَّ بِنَــا رَاضٍ بِــبَيْعَتِهِ
يَنْــوِي الوَفَـاءَ وَلَمْ نَغْدِرْ كَمَا غَدَرُوا
حَــتَّى اجْتَمَعْنَــا بِسَابُورِ الجُنُودِ وَقَدْ
شُـــبِّتْ لَنَــا وَلَهُـمْ نَـارٌ لَهَـا شَـرَرُ
نَلْقَـــى مَسَـــاعِيرَ أَبْطَــالاً كَــأَنَّهُمُ
جِـــنٌّ نُقَــارِعُهُمْ مَــا مِثْلِهِــمْ بَشَـرُ
نُسْـــقَى وَنَسْـــقِيهِمُ سـُمّاً عَلَـى حَنَـقٍ
مُسْــتَأْنِفِي اللَّيْــلِ حَـتَّى أَسْفَرَ السَّحَرُ
قَتْلَـــى هُنَالِـــكَ لَا عَقْــلٌ وَلَا قَــوَدٌ
مِنَّـــا وَمِنْهُـــمْ دِمَـاءٌ سَـفْكُهَا هَـدَرُ
حَـــتَّى تَنَحَّــوْا لَنَـا عَنْهَـا تَسُـوقُهُمُ
مِنَّــا لُيُــوثٌ إِذَا مَـا أَقْدَمُوا جَسَرُوا
لَــمْ يُغْــنِ عَنْهُـمْ غَـدَاةَ التَّلِّ كَيْدُهُمُ
عِنْــدَ الطِّعَـانِ وَلَا المَكْرُ الّذِي مَكَرُوا
بَـــاتَتْ كَتَائِبُنَـــا تَــرْدِي مُسَــوَّمةً
حَـــوْلَ المُهَلَّـــبِ حَـتَّى نَـوَّرَ القَمَـرُ
هُنَــاكَ وَلَّــوْا حِزَانـاً بَعْدَ مَا فَرِحُوا
وَحـَــالَ دُونَهُــمُ الأَنْهَـــارُ وَالجـدُرُ
عَبَّــوْا جُنُــودَهُمُ بِالسَّـفْحِ إِذْ نَزَلُـوا
بِكـــازَرونَ فَمَـــا عَـزُّوا وَلَا ظَفِـرُوا
وَقَـــدْ لَقُــوا مَصْـدَقاً مِنَّـا بِمَنْزِلَـةٍ
ظَنُّــوا بِـأَنْ يُنْصَرُوا فِيهَا فَمَا نُصِرُوا
بِدَشْــت بــارينَ يَـوْمَ الشِّعْبِ إِذْ لُحِقَتْ
أُسْــدٌ بِسَــفْكِ دِمَـاءِ النَّاسِ قَدْ زَئِرُوا
لَاقَـــوْا كَتَـــائِبَ لَا يُخْلُــونَ ثَغْرَهُـمُ
فِيهِــمْ عَلَــى مَـنْ يُقَاسِـي حَرْبَهُمْ صَعَرُ
المُقْـــدِمِينَ إِذَا مَـــا خَيْلُهُـمْ وَرَدَتْ
وَالعَـــاطِفِينَ إِذَا مَــا ضـُيِّعَ الـدَّبرُ
وَفِـــي جُـــبَيْرِينَ إِذْ صَـفُّوا بِزَحْفِهِـمُ
وَلَّــوْا خَزَايَــا وَقَدْ فَلُّوا وَقَدْ قُهِرُوا
وَاللـهِ مَــا نَزَلُــوا يَوْمـاً بِسَاحَتِنَا
إِلَّا أَصَــــابَهُمُ مِـــنْ حَرْبِنَــا ظُفُــرُ
نَنْفِيهِـــمُ بِالقَنَــا عَـنْ كُـلِّ مَنْزِلَـةٍ
تَــــرُوحُ مِنَّـــا مَسَــاعِيرٌ وَتَبْتَكِــرُ
وَلَّـــوْا حَـذَاراً وَقَـدْ هَـزُّوا أَسِـنَّتَنَا
نَحْــوَ الحُــرُوبِ فَمَـا نَجَّـاهُمُ الحَـذَرُ
صَــلْتُ الجَــبِينِ طَوِيـلُ البَاعِ ذُو قُرَحٍ
ضَـــخْمُ الدَّسِـــيعَةِ لَا وَانٍ وَلَا غمُـــرُ
مُجَـــرَّبُ الحَـــرْبِ مَيْمُــونٌ نَقِيبَتُــهُ
لَا يَسْـــتَحِقُّ وَلَا مِـــنْ رَأْيِــهِ البَطَـرُ
وَفِـــي ثَلَاثِ سِـــنِينٍ يَسْــتَدِيمُ بِنَــا
يُقَـــارِعُ الحَـــرْبَ أَطْـوَاراً وَيَـأْتَمِرُ
يَقُــــولُ إِنَّ غَـــداً مُبْــدٍ لِنَــاظِرِهِ
وَفِــي اللَّيَــالِي وَفِـي الأَيَّـامِ مُعْتَبَرُ
دَعُــوا التَّتَــابُعَ وَالإِسْرَاعَ وَارْتَقِبُوا
إِنَّ المُحَــــارِبَ يَسْـــتَأْنِي وَيَنْتَظِــرُ
حَـــتَّى أَتَتْـــهُ أُمُــورٌ عِنْـدَهَا فَـرَجٌ
وَقَـــدْ تَــبَيَّنَ مَـا يَـأْتِي وَمَـا يَـذَرُ
لَمَّــا زَوَاهُــمْ إِلَـى كَرْمَانَ وَانْصَدَعُوا
وَقَـــدْ تَقَـــارَبَتِ الآجَــالُ وَالقَــدَرُ
سِــرْنَا إِلَيْهِـمْ بِمِثْلِ المَوْجِ وَازْدَلَفُوا
وَقبْـــلَ ذَلِـــكَ كَــانَتْ بَيْنَنَــا مِئَرُ
وَزَادَنَـــا حَنَقـــاً قَتْلَــى نُــذَكِّرُهَا
لَا تَسْـــتَفِيقُ عُيُـــونٌ كُلَّمَــا ذُكِـرُوا
إِذَا ذَكَرْنَـــا جَــرُوزاً وَالّـذِينَ بِهَـا
قَتْلَــى مَضَــى لَهُـمْ حَـوْلَانِ مَـا قُبِرُوا
تَــأْبَى عَلَيْنَــا حَـزَازَاتُ النُّفُوسِ فَمَا
نُبْقِــي عَلَيْهِــمْ وَمَا يُبْقُونَ إِنْ قَدَرُوا
وَلَا يُقِيلُونَنَــا فِــي الحَـرْبِ عَثْرَتَنَـا
وَلَا نُقِيلُهُــــمْ يَوْمـــاً إِذَا عَــثَرُوا
لَا عُـــذْرَ يُقْبَـــلُ مِنَّـا دُونَ أَنْفُسِـنَا
وَلَا لَهُـمْ عِنْــدَنَا عُــذْرٌ لَـوِ اعْتَذَرُوا
صَــفَّانِ بِالقَــاعِ كَـالطَّوْدَيْنِ بَيْنَهُمَـا
كَــالبَرْقِ يَلْمَــعُ حَـتَّى يَشْـخَصَ البَصَـرُ
عَلَـــى بَصَـــائِرَ كــلٌّ غَيْـرُ تَارِكِهَـا
كِلَا الفَرِيقَيْــنِ تُتْلَــى فِيهِــمُ السُّوَرُ
يَمْشـُونَ فِـي البِيضِ وَالأَبْدَانِ إِذْ وَرَدُوا
مَشْـــيَ الزَّوَامِــلِ تَهْـدِي صَـفَّهُمْ زُمَـرُ
وَشَــــيْخُنَا حَـــوْلَهُ مِنَّــا مُلَمْلَمَــةٌ
حَـــيٌّ مِــنَ الأَزْدِ فِيمَـا نَـابَهُمْ صَـبْرُ
فِـــي مَــوْطِنٍ يَقْطَـعُ الأَبْطَـالَ مَنْظَـرُهُ
تُشَـــاطُ فِيـــهِ نُفُــوسٌ حِيـنَ تَبْتَكِـرْ
مَـــا زَالَ مِنَّــا رِجَـالٌ ثَـمَّ نَضْـرِبُهُمْ
بِالمَشْـــرِفِيِّ وَنَـــارُ الحَـرْبِ تَسْـتَعِرُ
وَبَــــادَ كُــلُّ سِــلَاحٍ يُسْــتَعَانُ بِــهِ
فِــي حَوْمَــةِ المَوْتِ إِلَّا الصَّارِمُ الذَّكَرُ
نَدُوسُـــــهُمْ بِعَنَاجِيـــــجٍ مُجَفَّفَـــةٍ
وَبَيْنَنَــا ثَــمَّ مِــنْ صُمِّ القَنَـا كِسَـرُ
يَغْشَــيْنَ قَتْلَــى وَعَقْـرَى مَـا بِهَا رَمَقٌ
كَأَنَّمَـــا فَوْقَهَـــا الجَــادِيُّ يَعْتَصِـرُ
قَتْلَــى بِقَتْلَــى قِصَـاصٌ يُسْـتَقَادُ بِهَـا
تَشْــفِي صُــدُورَ رِجَـالٍ طَالَمَـا وَتَـرُوا
مُجَـــــاوِرِينَ بِهَــــا خَيْلاً مُعَقَّـــرَةً
لِلطَّيْــرِ فِيهَــا وَفِـي أَجْسَـادِهِمْ جَـزَرُ
فِــي مَعْــرَكٍ تَحْسَـبُ القَتْلَـى بِسَـاحَتِهِ
أَعْجَــازَ نَخْـلٍ زَفَتْــهُ الرِّيـحُ يَنْعَقِـرُ
وَفِــي مَــوَاطِنَ قَبْـلَ اليَـوْمَ قَدْ سَلَفَتْ
قَــدْ كَــانَ لِلأَزْدِ فِيهَا الحَمْدُ وَالظَّفَرُ
فِـــي كُــلِّ يَـوْمٍ تُلَاقِـي الأَزْدُ مُفْظِعَـةً
يَشِــيبُ فِــي سَـاعَةٍ مِـنْ هَوْلِهَا الشَّعَرُ
وَالأَزْدُ قَــوْمِي خِيَـارُ القَوْمِ قَدْ عَلِمُوا
إِذَا قُرُومُهُـــمُ يَــوْمَ الـوَغَى خَطَـرُوا
فِيهِـــمْ مَعَاقِـــلُ مِـنْ عِـزٍّ يُلَاذُ بِهَـا
يَوْمـــاً إِذَا شَـــمَّرَتْ حَـرْبٌ لَهَـا دِرَرُ
حَـــيٌّ بِأَسْـــيَافِهِمْ يَبْغُــونَ مَجْــدَهُمُ
إِنَّ المَكَــارِمَ فِــي المَكْـرُوهِ تُبْتَـدِرُ
لَــوْلَا المُهَلَّــبُ لِلجَيْـشِ الّـذِي وَرَدُوا
أَنْهَــارَ كَرْمَــانَ بَعْدَ اللهِ مَا صَدَرُوا
إِنَّــا اعْتَصـَمْنَا بِحَبْلِ اللهِ إِذْ جَحَدُوا
بِالمُحْكَمَــاتِ وَلَــمْ نَكْفُـرْ كَمَا كَفَرُوا
جَــارُوا عَــنِ القَصْدِ وَالإِسْلَامِ وَاتَّبَعُوا
دِينــاً يُخَــالِفُ مَـا جَـاءَتْ بِهِ النُّذُرُ
أَبُو مَالِكٍ كَعبُ بنُ مَعدانَ، مِنَ الأَشاقِرِ إِحْدَى قَبائِلِ الأَزْدِ، شَاعِرٌ أُمَوِيٌّ وَفارِسٌ وَخَطِيبٌ، وهُوَ مِنْ شُعراءِ خُراسانَ، وقد لَازَمَ المُهَلّبَ بنَ أَبِي صُفْرَةَ ومَدَحَهُ ومدَحَ أَبْناءَهُ، ولَهُ خَبَرٌ معَ الحَجَّاجِ وعَبدِ المَلِكِ بنِ مَروانَ، وكانَ بَينَهُ وبَينَ زِيادٍ الأَعْجَمِ مُهاجاةٌ، أَثْنى عَبدُ المَلِكِ عَلى شِعرِهِ فِي مَدحِ المُهلَّبِ وَوَلَدِهِ، وَعدَّهُ الفَرَزْدَقُ مِنْ شُعراءِ الإِسلامِ المقدَّمينَ، وكانَ بَينَهُ وبينَ ابنِ أَخٍ لَهُ عِداءٌ وتَباعُدٌ، فَقتَلَهُ ابنُ أَخِيهِ بِتَحْرِيضٍ مِنْ زِيادِ بنِ المُهَلّبِ سَنَةَ 102 لِلْهِجْرَةِ.