
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
سَــلِّمْ عَلَى الطَّلَــلِ المُحِيـلِ الـدَّاثِرِ
وَسَــلِ المَنَــازِلَ هَــلْ بِهَـا مِنْ خَابِرِ
هَــلْ بِالــدِّيَارِ لِسَــائِلٍ مِــنْ عَـامِرٍ
بَعْــدَ الأَنِيــسِ وَبَعْــدَ هَضْــبِ السَّامِرِ
أَقْـــوَتْ وَغَيَّــرَ رَسْــمَهَا مِــنْ بَعْـدِهِ
هُـــوجُ الرِّيَــاحِ وَكُــلُّ جَــوْنٍ مَـاطِرِ
بِـــذَوَاتِ أَجْــوَرَ فَــالعَزِيفِ فَمنْغــقٍ
فَهِضَـــابِ غُلْفَــةَ فَالعَــذِيبِ فَبَــادِرِ
أَيَّـــامَ سَـــلْمَى تَسْـــتَبِيكَ بِوَاضِــحٍ
كَـــالأُقْحُوَانِ وَطَـــرْفِ عَيْـــنٍ فَــاتِرِ
دَعْ عَنْــكَ ذَا وَاذْكُــرْ إِيَــاداً إِنَّهَـا
عَـــثَرَتْ وَمَــا كَــانَتْ بِــأَوَّلِ عَـاثِرِ
ضَـــلَّتْ إِيَـــادُ وَمَــا يَــرُدُّ ضَـلَالَهَا
دَاعِــي الرَّشَــادِ وَمَـا لَهَـا مِنْ زَاجِرِ
إِيهــاً إِيَــادُ فَقَــدْ جَرَيْــتِ لِغَايَـة
خِزْيــــاً عَلَيْــــكِ وَبَـابِ ذُلٍّ حَاضِــرِ
يَــا ابْــنَ المَرَاغَــةِ حِـرْتَ فِي دَوِّيَّةٍ
كَيْمَـــا تَنَــالُ إِذَا عَــدَدْتَ مَــآثِرِي
مَــنْ ذَا تَعُــدُّ إِلَــى جُذَيْمَــةَ فِيكُـمُ
وَإِلَـــى هَنَـــاءَةَ فَــرْعَ عِــزٍّ قَـاهِرِ
وَإِلَــــى سـَلِيمَةَ وَالعُقَــاةِ وَغَامِــدٍ
مَـــوْجٌ يُقَمِّـــصُ بِالمُشِــيحِ المَــاهِرِ
مِنِّـــي فَرَاهِيـــدُ الّــذِينَ مُلُــوكُهُمْ
عَمُّــوا وَزَادُوا فَــوْقَ فَخْــرِ الفَـاخِرِ
وَبَنُــو حُمَــامٍ فِــي أَرُومَــةِ مُلْكِهِـمْ
بَــذَخُوا وَهُــمْ صـَوْبُ الرَّبِيـعِ المَاطِرِ
وَالحَـــيُّ شَـــبْكٌ حَــالَ دُونَ حِمَــاهُمُ
حَلَــقَ الحَدِيــدِ وَكُــلُّ أَجْــرَدَ ضَـامِرِ
وَالحَـــيُّ مَعْـــنٌ جَــزْرُ كُــلِّ مُطَّــرِدٍ
وَرِثُــوا المَكَــارِمَ كَـابِراً عَـنْ كَابِرِ
رَهْــطُ ابْــنِ عَمْــرٍو سَــادَ لَا مُتَكَلِّفاً
أَهْــلَ العَمُــودِ وَسَــادَ أَهْـلَ الحَاضِرِ
إِنِّــي مِــنَ السَّــلَفِ المُقَصِّــرِ دُونَـهُ
شَـــرَفُ الأَنَــامِ وَبــذْخُ كُــلِّ مُنَـافِرِ
القَــــاهِرِينَ لِمَـــنْ أَرَادُوا قَهْــرَهُ
فِـي السـَّالِفَاتِ وَفِـي الزَّمَـانِ الغَابِرِ
وَالمَــانِعِينَ مِــنَ العَــدُوِّ حَرِيمَهُــمْ
وَالقَابِضِــينَ يَــدَ الهُمَــامِ الجَـائِرِ
جَـــبْرُ الكَسِـــيرِ إِذَا يَحُـلُّ إِلَيْهِــمُ
وَغِنَــى العَــدِيمِ وَأَمْــنُ كُــلِّ مُحَاذِرِ
فَلِــيَ الرِّيَــاحُ عَلَيْــكَ إِنْ جَـارَيْتَنِي
وَذُرَى الجِبَـــالِ وَكُــلُّ بَحْــرِ زَاخِــرِ
وَالشَّــمْسُ وَالقَمَـرُ المُنِيـرُ إِذَا بَـدَا
لَيْـــلُ التَّمَــامِ وَكُــلُّ نَجْــمٍ زَاهِـرِ
أَيَّـــامَ قَوْمُـــكَ لَا تُحَـــلُّ بُيُــوتُهُمْ
إِلَّا بِعَقْـــدٍ فِـــي حِبَـــالِ مُجَـــاوِرِ
لَا يَغْـــــدِرُونَ وَلَا يُجَـــاوَرُ فِيهِـــمُ
وَهُـــمْ لَعَمْـــرُكَ أُكْلَـــةٌ لِلغَـــادِرِ
غُضُّـــوا إِيَــادُ فَــإِنَّ فِيكُــمْ سِـيرَةً
شِيَـــرَ اللِّئَامِ وَنَظْـــرَةَ المُتَصَــاغِرِ
إِنِّــي مِــنَ القَــوْمِ الَّــذِينَ قُرُومُهُمْ
شَــهِدُوا جَبُــوبَ وَيَــوْمَ صَــدْمَةِ عَامِرِ
قَـــرْمٌ أَغَـــرٌّ كَالهِجَــانِ إِذَا بَــدَا
لِقِـــرَاعِ زَحْــفٍ كَالعُقَــابِ الكَاسِــرِ
فَأَصَــابَ جَمْــعَ بَنِــي مُحَــارِبَ كُلِّهِـمْ
وَانْصَــاعَ كَــالقَمَرِ المُنِيـرِ البَـاهِرِ
ضَــرَبَ السُّــرَادِقِ حِيــنَ لَيْــسَ سُرَادِقٌ
وَالنَّـــاسُ أَهْـــلُ قَنَابِــلٍ وَعَسَــاكِرِ
أَجَعَلْــــتَ مَــنْ مَنَــعَ الأَرَاكَ وَعَـافَهُ
وَالبَــانُ يُعْجِــبُ كُــلَّ نَظْــرَةِ نَـاظِرِ
وَحَـــوَى البِلَادَ سُـــهُولَهَا وَحُزُونَهَــا
أَهْــلَ العِــرَاقِ وَنَجْــدِهَا وَالغَــابِرِ
بِـــالمُعْلَمِينَ وَبِالقَنَابِــلِ وَالقَنَــا
وَالسَّـــابِغَاتِ وَكُـــلِّ أَبْيَــضَ بَــاتِرِ
يَوْمــاً كَمَــنْ تَــرَكَ القُــرَاحَ وَعِـزَّهُ
خَمْــرَ القَطِيــفِ مَـعَ الـذَّلِيلِ الكَافِرِ
مَــنْ لَا يَــزَالُ مَــعَ الهَــوَانِ مُطَنِّباً
فِــي البَحْــرِ أَهْــلَ حَظَــائِرٍ وَقَرَاقِرِ
هَيْهَــاتَ مَــا جُعِــلَ الـذُّنَابَى تَالِياً
كَــالأَنْفِ أَوْ جُعِــلَ الــذُّرَى كَالحَـافِرِ
فَــاجْلِبْ عَلَــيَّ بِكُــلِّ رُقْيَــةِ عَقْــرَبٍ
وَزُبَانِهَـــا وَبِكُـــلِّ عُقْـــدَةِ سَــاحِرِ
أَبُو مَالِكٍ كَعبُ بنُ مَعدانَ، مِنَ الأَشاقِرِ إِحْدَى قَبائِلِ الأَزْدِ، شَاعِرٌ أُمَوِيٌّ وَفارِسٌ وَخَطِيبٌ، وهُوَ مِنْ شُعراءِ خُراسانَ، وقد لَازَمَ المُهَلّبَ بنَ أَبِي صُفْرَةَ ومَدَحَهُ ومدَحَ أَبْناءَهُ، ولَهُ خَبَرٌ معَ الحَجَّاجِ وعَبدِ المَلِكِ بنِ مَروانَ، وكانَ بَينَهُ وبَينَ زِيادٍ الأَعْجَمِ مُهاجاةٌ، أَثْنى عَبدُ المَلِكِ عَلى شِعرِهِ فِي مَدحِ المُهلَّبِ وَوَلَدِهِ، وَعدَّهُ الفَرَزْدَقُ مِنْ شُعراءِ الإِسلامِ المقدَّمينَ، وكانَ بَينَهُ وبينَ ابنِ أَخٍ لَهُ عِداءٌ وتَباعُدٌ، فَقتَلَهُ ابنُ أَخِيهِ بِتَحْرِيضٍ مِنْ زِيادِ بنِ المُهَلّبِ سَنَةَ 102 لِلْهِجْرَةِ.