
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أَنَـا مِسْـكِينٌ لِمَـنْ يَعْرِفُنِي
لَـوْنِيَ السُّمْرَةُ أَلْوانُ الْعَرَبْ
مَـنْ رَأَى ظَبْيـاً عَلَيْهِ لُؤْلُؤٌ
واضِــحَ الْخَدَّيْنِ مَقْرُوناً بِضَبْ
أَكْسَـبَتْهُ الْوَرِقُ البِيضُ أَباً
وَلَقَــدْ كـانَ وَمَـا يُدْعَى لِأَبْ
اصْـحَبِ الْأَخْيارَ وَارْغَبْ فِيهِمُ
رُبَّ مَــنْ صَـحِبْتَهُ مِثْلُ الْجَرَبْ
وَاصْـدُقِ النَّاسَ إِذا حَدَّثْتَهُمْ
وَدَعِ الْكــِذْبَ لِمَـنْ شاءَ كَذَبْ
رُبَّ مَهْــزُولٍ سَــمِينٌ بَيْتُـهُ
وَسـَمِينِ الْبَيْتِ مَهْزُولِ النَّسَبْ
أَصْــبَحَتْ عــاذِلَتِي مُعْتَلَّـةً
قَرِمــاً أَمْ هِـيَ وَحْمَى لِلصَّخَبْ
أَصْبَحَتْ تَتْفِلُ فِي شَحْمِ الذُّرَى
وَتَظُــنُّ اللَّـوْمَ دُرّاً يُنْتَهَـبْ
لَا تَلُمْهـا إِنَّهـا مِـنْ نِسْوَةٍ
مِلْحُهــا مَوْضُوعَةٌ فَوْقَ الرُّكَبْ
كَشُـمُوسِ الْخَيْلِ يَبْدُو شَغْبُها
كُلَّمَــا قِيـلَ لَهـا هالٍ وَهَبْ
هُوَ رَبيعةُ بنُ عامِرِ بنِ أُنَيْفِ الدَّارِمِيِّ التَّمِيمِيِّ، غَلَبَ عَلَيهِ لَقَبُ (مِسْكِين) لِأَبياتٍ قالَها، وهوَ شاعِرٌ أُمَوِيٌّ مُجيدٌ مِنَ العِراقِ، كانَ يَفِدُ على الخُلفاءِ والْأُمراءِ، قَدِمَ على مُعاويةَ ومَدَحهُ وسَأَلَهُ أَنْ يَفْرِضَ لَهُ فَأَبَى ثُمَّ عادَ فَأَعْطاهُ، وَكانَ مِسكِينٌ مُقرَّباً مِن يَزيدَ بنِ مُعاويَةَ فكانَ يزيدُ يَصِلُهُ ويَقُومُ بِحوائِجِهِ عِندَ أَبِيهِ، وَقَد رَثَى مسكينٌ زيادَ بنَ أَبيهِ فَرَدَّ عليهِ الْفَرَزْدَقُ فَتَهاجَيا ثُمَّ تَكافّا، تُوفِّيَ نَحوَ سَنَةِ 89 لِلْهِجْرَةِ.