
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
إِنْ أُدْعَ مِسـْكِيناً فَـإِنِّي ابْنُ مَعْشَرٍ
مِـنَ النّـاسِ أَحْمِـي عَنْهُـمْ وَأَذُوْدُ
إِلَيْـكَ أَمِيـرُ الْمُـؤْمِنِينَ رَحَلْتُهـا
تُثِيــرُ الْقَطـا لَيْلاً وَهُـنَّ هُجُـودُ
لَــدَى كُــلِّ قُرْمُـوصٍ كَـأَنَّ فِراخَـهُ
كُلَـىً غَيْـرَ أَنْ كَـانَتْ لَهُـنَّ جُلُودُ
وَهــاجِرَةٍ ظَلَّــتْ كَــأَنَّ ظِباءَهــا
إِذا مـا اتَّقَتْهـا بِالْقُرُونِ سُجودُ
تَلُـوذُ لِشـُؤْبُوبٍ مِـنَ الشَّمْسِ فَوْقَها
كَمـا لاذَ مِـنْ حَـرِّ السـِّنانِ طَرِيدُ
أَلا لَيْـتَ شِعْرِي ما يَقُولُ ابْنُ عامِرٍ
وَمَـرْوانُ أَمْ مـاذا يَقُـولُ سـَعِيدُ
بَنِــي خُلَفـاءِ اللَّـهِ مَهْلاً فَإِنَّمـا
يُبَوِّؤُهــا الرَّحْمــنُ حَيْـثُ يُرِيـدُ
إِذا الْمِنْبَــرُ الْغَرْبـيُّ خَلّاهُ رَبُّـهُ
فَــإِنَّ أَمِيــرَ الْمُـؤْمِنِينَ يَزِيـدُ
عَلى الطّائِرِ الْمَيْمُونِ والْجِدِّ صاعِدٌ
لِكُـــلِّ أُنــاسٍ طــائِرٌ وَجُــدُودُ
فَلا زِلْتَ أَعْلى النّاسِ كَعْباً وَلا تَزَلْ
وُفُــودٌ تُســامِيها إِلَيْـكَ وُفُـودُ
وَلا زَالَ بَيْـتُ المُلْـكِ فَوْقَكَ عَالِياً
تُشـــَيِّدُ أَطْنــابٌ لَــهُ وَعَمــودُ
قُـدُورُ ابْنُ حَرْبٍ كَالْجَوابِي وَتَحْتَها
أُثــافٌ كَأَمْثــالِ الـرِّئَالِ رُكُـودُ
هُوَ رَبيعةُ بنُ عامِرِ بنِ أُنَيْفِ الدَّارِمِيِّ التَّمِيمِيِّ، غَلَبَ عَلَيهِ لَقَبُ (مِسْكِين) لِأَبياتٍ قالَها، وهوَ شاعِرٌ أُمَوِيٌّ مُجيدٌ مِنَ العِراقِ، كانَ يَفِدُ على الخُلفاءِ والْأُمراءِ، قَدِمَ على مُعاويةَ ومَدَحهُ وسَأَلَهُ أَنْ يَفْرِضَ لَهُ فَأَبَى ثُمَّ عادَ فَأَعْطاهُ، وَكانَ مِسكِينٌ مُقرَّباً مِن يَزيدَ بنِ مُعاويَةَ فكانَ يزيدُ يَصِلُهُ ويَقُومُ بِحوائِجِهِ عِندَ أَبِيهِ، وَقَد رَثَى مسكينٌ زيادَ بنَ أَبيهِ فَرَدَّ عليهِ الْفَرَزْدَقُ فَتَهاجَيا ثُمَّ تَكافّا، تُوفِّيَ نَحوَ سَنَةِ 89 لِلْهِجْرَةِ.