
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
لَا تَجْعَلَنِّـــي كَـــأَقْوامٍ عَلِمْتُهُـــمُ
لَـمْ يَظْلِمُـوا لَبَّـةً يَوْمـاً وَلَا وَدَجا
إِنِّــي لَأَغْلاهُـمُ بِـاللَّحْمِ قَـدْ عَلِمُـوا
نَيْئاً وَأَرْخَصـُهُمْ بِـاللَّحْمِ إِذْ نَضـَجا
أَنَا ابْنُ قاتِلِ جُوعِ الْقَوْمِ قَدْ عَلِمُوا
إِذَا السـَّماءُ كَسـَتْ آفَاقَهَـا رَهَجـا
يَـا رُبَّ أَمْرَيْـنِ قَـدْ فَرَّجْـتُ بَيْنَهُمَـا
إِذَا هُمَـا نَشَبَا فِي الصَّدْرِ وَاعْتَلَجا
وَلَا أَرَى صـــاحِبِي هَجْــرانِ زَوْجَتُــهُ
وَلَا أُحَــدِّثُها الســَّوْآتِ إِنْ خَرَجــا
أُدِيــمُ خُلْقِـي لِمَـنْ دَامَـتْ خَلِيقَتُـهُ
وَأَمْـزُجُ الحُلْـوَ أَحْيَانـاً لِمَنْ مَزَجا
وَأَقْطَــعُ الْخَــرْقَ بِالْخَرْقـاءِ لَاهِيَـةً
إِذَا الكَواكِبُ كَانَتْ فِي الدُّجَى سُرُجا
مَـا أَنْـزَلَ اللَّـهُ مِـنْ أَمْـرٍ فَأَكْرَهُهُ
إِلَّا ســَيَجْعَلُ لِـي مِـنْ بَعْـدِهِ فَرَجـا
مَـا مَـدَّ قَـوْمٌ بِأَيْـدِيهِمْ إِلَـى شـَرَفٍ
إِلَّا رَأَوْنــا قِيَامـاً فَـوْقَهُمْ دَرَجـا
لَـمْ يَجْعَـلِ اللَّهُ قَلْبِي حِينَ يَنْزِلُ بِي
هَـــمٌّ تَضــَيَّقَنِي ضــِيقاً وَلَا حَرَجــا
هُوَ رَبيعةُ بنُ عامِرِ بنِ أُنَيْفِ الدَّارِمِيِّ التَّمِيمِيِّ، غَلَبَ عَلَيهِ لَقَبُ (مِسْكِين) لِأَبياتٍ قالَها، وهوَ شاعِرٌ أُمَوِيٌّ مُجيدٌ مِنَ العِراقِ، كانَ يَفِدُ على الخُلفاءِ والْأُمراءِ، قَدِمَ على مُعاويةَ ومَدَحهُ وسَأَلَهُ أَنْ يَفْرِضَ لَهُ فَأَبَى ثُمَّ عادَ فَأَعْطاهُ، وَكانَ مِسكِينٌ مُقرَّباً مِن يَزيدَ بنِ مُعاويَةَ فكانَ يزيدُ يَصِلُهُ ويَقُومُ بِحوائِجِهِ عِندَ أَبِيهِ، وَقَد رَثَى مسكينٌ زيادَ بنَ أَبيهِ فَرَدَّ عليهِ الْفَرَزْدَقُ فَتَهاجَيا ثُمَّ تَكافّا، تُوفِّيَ نَحوَ سَنَةِ 89 لِلْهِجْرَةِ.