
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
رُبَّ أُمُـــورٍ قَــدْ بَرَيْــتُ لِحاءَهـا
وَقَــوَّمْتُ مِــنْ أَصْـلَابِها ثُـمَّ زُعْتُهـا
أُقِيـمُ بِدارِ الْحَرْبِ مَا لَمْ أَهُنْ بِهَا
فِــإِنْ خِفْــتُ مِنْ دارٍ هَواناً تَرَكْتُها
وَأُصْــلِحُ جُـلَّ الْمَـالِ حَـتَّى تَخالُنِي
شَــحِيحاً وَإِنْ حَــقٌّ عَرَانِـي أَهَنْتُهـا
وَلَسْـــتُ بِــوَلَّاجِ الْــبُيوتِ لِفاقَـةٍ
وَلَكِــنْ إِذا اسـْتَغْنَيْتُ عَنْها وَلَجْتُها
أَبِيــتُ عَـنِ الْإِدْلَاجِ فِي الْحَيِّ نَائِماً
وَأَرْضٌ بِــــإِدْلَاجٍ وَهَــــمٍّ قَطَعْتُهــا
أَلَا أَيُّهــا الْجـارِي سَنِيحاً وَبَارِحاً
يُعَــرِّضُ نَفْســاً لَـوْ أَشَـاءُ قَتَلْتُهـا
تُعـَــارِضُ فَخْـرَ الْفـاخِرِينَ بِعُصْـبَةٍ
وَلَــوْ وُضِــعَتْ لِـي فِي إِناءٍ أَكَلْتُها
وَإِنَّ لَنَـــا رَبْعِيَّـةَ الْمَجْـدِ كُلَّهـا
مَـــوارِثُ آبـــاءٍ كِــرامٍ وَرِثْتُهـا
إِذا قَصَّـرَتْ أَيْدِي الرِّجالِ عَنِ الْعُلَى
مَــدَدْتُ يَــدِي بَاعَـاً عَلَيْهِمْ فَنِلْتُها
وَدَاعٍ دَعَـــانِي لِلْعُلَــى فَــأَجَبْتُهُ
وَدَعْــوَةُ دَاعٍ فِــي الصَّـدِيقِ خَذَلْتُها
وَمَكْرُمَـــةٍ كَــانَتْ رِعايَـةُ وَالِـدِي
فَعَلَّمَنِيهــــا وَالِـــدِي فَفَعَلْتُهــا
وَعَــوْراءَ مِـنْ قَبْلِ امْرِئٍ ذِي قَرابَةٍ
تَصَــامَمْتُ عَنْهـا بَعْـدَما قَدْ سَمِعْتُها
رَجــاةَ غَـدٍ أَنْ يَعْطِفَ الرَّحْمُ بَيْنَنا
وَمَظْلَمَـــةٍ مِنْـــهُ بِجَنْـبِي عَرَكْتُهـا
إِذا مَــا أُمُـورُ النَّاسِ رَثَّتْ وَضُيِّعَتْ
وَجَــدْتُ أُمُــورِي كُلَّهـا قَـدْ رَمَيْتُها
وَإِنِّــي سَـأَلْقَى اللَّـهَ لَمْ أَرْمِ حُرَّةً
وَلَـــمْ تَتَمَـــنَّ يَـوْمَ سِـرٍّ فَخُنْتُهـا
وَلَا قَـــاذِفٌ نَفْسـِي وَنَفْسِـي بَـرِيئَةٌ
وَكَيْـفَ اعْتِـذارِي بَعْدَ ما قَدْ قَذَفْتُها
هُوَ رَبيعةُ بنُ عامِرِ بنِ أُنَيْفِ الدَّارِمِيِّ التَّمِيمِيِّ، غَلَبَ عَلَيهِ لَقَبُ (مِسْكِين) لِأَبياتٍ قالَها، وهوَ شاعِرٌ أُمَوِيٌّ مُجيدٌ مِنَ العِراقِ، كانَ يَفِدُ على الخُلفاءِ والْأُمراءِ، قَدِمَ على مُعاويةَ ومَدَحهُ وسَأَلَهُ أَنْ يَفْرِضَ لَهُ فَأَبَى ثُمَّ عادَ فَأَعْطاهُ، وَكانَ مِسكِينٌ مُقرَّباً مِن يَزيدَ بنِ مُعاويَةَ فكانَ يزيدُ يَصِلُهُ ويَقُومُ بِحوائِجِهِ عِندَ أَبِيهِ، وَقَد رَثَى مسكينٌ زيادَ بنَ أَبيهِ فَرَدَّ عليهِ الْفَرَزْدَقُ فَتَهاجَيا ثُمَّ تَكافّا، تُوفِّيَ نَحوَ سَنَةِ 89 لِلْهِجْرَةِ.