
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
دَعِ القَوْمَ مَا حَلُّوا بِبَطْنِ قُرَاضِمٍ
وَحَيْـــثُ تَقَشـَّى بَيْضُهُ المُتَفَلِّـقُ
فَإِنَّـكَ لَـوْ قَارَبْتَ أَوْ قُلْتَ شُبْهَةً
لِذِي الحَقِّ فِيهَا وَالمُخَاصِمِ مَعْلَقُ
عَـذَرْنَاكَ أَوْ قُلْنَـا صَدَقْتَ وَإِنَّمَا
يُصـَدَّقُ بِـالأَقْوَالِ مَـنْ كَانَ يَصْدُقُ
سـَتَأْبَى بَنُو عَمْروٍ عَلَيْكَ وَيَنْتَمِي
لَهُــمْ حَسَبٌ فِـي جِذْمِ غَسَّانَ مُعْرِقُ
فَإِنَّـكَ لَا عَمْــراً أَبَـاكَ حَفِظْتَـهُ
وَلَا النَّضْـرَ إِنْ ضَيَّعْتَ شَيْخَكَ تَلْحَقُ
وَلَمْ تُدْرِكِ القَوْمَ الّذِينَ طَلَبْتَهُمْ
فَكُنْـتَ كَمَا كَانَ السِّقَاءُ المُعَلَّقُ
بِجِذْمَـةِ سَـاقٍ لَيْـسَ مِنْهُ لِحَاؤُهَا
وَلَــمْ يَـكُ عَنْهَـا قَلْبُـهُ يَتَعَلَّقُ
فَأَصْــبَحْتَ كَالمُهْرِيقِ فَضْلَةَ مَائِهِ
لِبَــادِي سَرَابٍ بِـالمَلَا يَتَرَقْـرَقُ
الأَحْوَصُ هوَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عاصِمٍ الأَنْصاريُّ، مِنْ بَني ضُبَيعَةَ، لُقِّبَ الْأَحْوَصَ لِضيقٍ فِي مُؤَخَّرِ عَيْنَيهِ، وَكَانَ مِنْ سُكّانِ المَدينَةِ، وَهُوَ مِنْ شُعَراءِ العَصْرِ الأُمَويِّ، وَكَانَ شَاعِراً مُجِيداً فِي الغَزَلِ والْهِجاءِ والْفَخْرِ، عَدَّهُ ابْنُ سَلامٍ فِي طَبَقاتِهِ مِنْ شُعَراءِ الطَّبَقَةِ السّادِسَةِ الإِسلاميِّينَ، وَكَانَ حَمّادُ الرّاويَةِ يُقَدِّمُهُ فِي الْنَّسِيبِ عَلَى شُعَراءِ زَمَنِهِ، وَقَدْ وَفَدَ عَلَى الوَليدِ بْنِ عَبْدِ المَلِكِ فَأَكْرَمُهُ ثُمَّ بَلَغَهُ عَنْهُ مَا ساءَهُ مِنْ سيرَتِهِ فَرَدَّهُ إِلَى المَدينَةِ وَأَمَرَ بِجِلْدِهِ، وَنَفْيَ بَعْدَ ذَلِكَ عَنْ المَدينَةِ وَرَفْضَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ العَزِيزِ أَنْ يُعيدَهُ فِي عَهْدِهِ فَبَقِيَ مَنْفِيّاً حَتَّى وَفاةِ عُمَرَ، ثُمَّ أُطْلِقَ فِي عَهْدِ يَزيدِ بنِ عَبْدِ المَلِكِ وَقَدمَ دِمَشْقَ، تُوُفِّيَ نَحْوَ عَامِ 105 لِلْهِجْرَةِ.