
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
ســَلَّامُ ذِكْــرُكِ مُلْصــَقٌ بِلِسـَانِي
وَعَلَـى هَـوَاكِ تَعُـودُنِي أَحْزَانِـي
مَا لِي رَأَيْتُكِ فِي المَنَامِ مُطِيعَةً
وَإِذَا انْتَبَهْتُ لَجَجْتِ فِي العِصْيَانِ
أَبَـــداً مُحِبُّـكِ مُمْسـِكٌ بِفُـؤُادِهِ
يَخْشَى اللَجَاجَةَ مِنْكِ فِي الهِجْرَانِ
إِنْ كُنْــتِ عَاتِبَـةً فَـإِنِّي مُعْتِـبٌ
بَعْــدَ الإِسَاءَةِ فَـاقْبَلِي إِحْسَانِي
لَا تَقْتُلِـي رَجُلاً يَـرَاكِ لِمَـا بِـهِ
مِثْـلَ الشـَّرَابِ لِغُلَّـةِ الظَّمْــآنِ
وَلَقَـدْ أَقُولُ لِقَاطِنِينَ مِنَ اهْلِنَا
كَانَــا عَلَـى خُلُقِي مِـنَ الإِخْوَانِ
يَـا صـَاحِبَيَّ عَلَـى فُـؤَادِي جَمْرَةٌ
وَبَـرَى الهَـوَى جِسْمِي كَمَا تَرَيَانِ
أَمُرَقِّيَـــانِ إِلَـى سَلَامَةَ أَنْتُمَـا
مَــا قَـدْ لَقِيـتُ بِهَا وَتَحْتَسِبَانِ
لَا أَسْــتَطِيعُ الصَّبْرَ عَنْهَـا إِنَّهَا
مِــنْ مُهْجَـتِي نَزَلَـتْ بِكُـلِّ مَكَانِ
الأَحْوَصُ هوَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عاصِمٍ الأَنْصاريُّ، مِنْ بَني ضُبَيعَةَ، لُقِّبَ الْأَحْوَصَ لِضيقٍ فِي مُؤَخَّرِ عَيْنَيهِ، وَكَانَ مِنْ سُكّانِ المَدينَةِ، وَهُوَ مِنْ شُعَراءِ العَصْرِ الأُمَويِّ، وَكَانَ شَاعِراً مُجِيداً فِي الغَزَلِ والْهِجاءِ والْفَخْرِ، عَدَّهُ ابْنُ سَلامٍ فِي طَبَقاتِهِ مِنْ شُعَراءِ الطَّبَقَةِ السّادِسَةِ الإِسلاميِّينَ، وَكَانَ حَمّادُ الرّاويَةِ يُقَدِّمُهُ فِي الْنَّسِيبِ عَلَى شُعَراءِ زَمَنِهِ، وَقَدْ وَفَدَ عَلَى الوَليدِ بْنِ عَبْدِ المَلِكِ فَأَكْرَمُهُ ثُمَّ بَلَغَهُ عَنْهُ مَا ساءَهُ مِنْ سيرَتِهِ فَرَدَّهُ إِلَى المَدينَةِ وَأَمَرَ بِجِلْدِهِ، وَنَفْيَ بَعْدَ ذَلِكَ عَنْ المَدينَةِ وَرَفْضَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ العَزِيزِ أَنْ يُعيدَهُ فِي عَهْدِهِ فَبَقِيَ مَنْفِيّاً حَتَّى وَفاةِ عُمَرَ، ثُمَّ أُطْلِقَ فِي عَهْدِ يَزيدِ بنِ عَبْدِ المَلِكِ وَقَدمَ دِمَشْقَ، تُوُفِّيَ نَحْوَ عَامِ 105 لِلْهِجْرَةِ.