
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
إِنَّ فـي الصَّبرِ لَخَيراً فَاِصطَبِر
وَاِستَعِذ بِاللَّهِ مِن سوءِ القَدَر
إِجعَــلِ الصـَّبرَ لِمـا تحـذرُهُ
جُنَّـةً فَالصـَّبرُ مِفتـاحُ الظَفَر
كُــلُّ مَــن حُـدِّثت عَنـهُ إِنَّـهُ
نالَ خَيراً فَاِعلَمَن أَن قَد صَبَر
إِنَّ فـي الصـَّبرِ مُجيراً لَكَ مِن
صـَولَةِ الهَـمِّ إِذا الهَـمُّ حَضَر
عــادَ بِالســّوءِ عَلَـيَّ حَـذَري
رُبَّمـا أَدّى إِلى السّوءِ الحَذَر
قَــدَّرَ اللَّــهُ عَلَــيَّ أَنَّنــي
لا أَرى يَــومَ ســُرورٍ فَأســَر
أَتجـافى عَـن هَنـاتِ لَـو بِها
مُنـي الخلـق جَميعـاً لَاِنتَحَـر
إِنَّ فـي قَلـبي وَلا ذَنـبَ لَكُـم
حُرقَـةً أثبتهـا فيـهِ النَّظَـر
بَصـَري جَـرَّ عَلـى قَلبي الشَّقا
فَـأَراحَ اللَّـهُ قَلـبي مِن بَصَر
زادَنـي شـَوقاً إِلَيكُـم هَجرُكُم
رُبَّمـا يَـزدادُ شـَوقاً مَن هَجَر
وَعَجيـــبٌ أَنَّ حُبّـــي لَكُـــمُ
صـارَ ذَنبـا عِنـدكُم لا يُغتَفَر
لا يضـق عَفـوك مـا بـي جَلَـد
وَاِغفِـري ذَنـبي وَإِن كانَ كبَر
إِنَّ لِلمَـــوتِ إِلَـــيَّ ســُبُلاً
غَيـرَ أَنَّ المَـوتَ يَـأتي بِقَدَر
لامَنــي النَّــاسُ عَلـى حُبِّكُـم
خـابَ مَـن عَنَّـفَ فيكُـم وَخَسـَر
وَلَكُــمْ نَبــلٌ حِــدادٌ صــُيُبٌ
نَبــلُ حُـبٍّ لَـم تُفَـوَّق بِـوَتَر
فَـإِذا مـا شـِئتِ أَن تَستَعبِدي
أَحَــداً أَرسـَلتِ سـَهماً فَعَقَـر
فَهـوَ عَبـدٌ لَيـسَ يَعـدو كُلَّما
أَوجَـبَ المَـولى عَلَيـهِ وَأَمَـر
إِنَّنــي أَصــبَحتُ فــي حُبِّكُـمُ
بَيـنَ حـالَينِ كِلا الحالَينِ شَر
بَيــنَ هجــرانٍ وَبُعـد أَجَّجـا
فـي بَناتِ القَلبِ ناراً تَستَعِر
إِجعَلــي نَفســَكِ لـي ناصـِرَةً
لَســتُ إِلَّا بِـكِ مِنكُـم اِنتَصـَر
إِنَّ فـي الهَجـرِ لَـداءً مُعضَلاً
وَلَــداءُ الحُـبِّ أَدهـى وَأَمَـر
محمد بن عبد الملك بن أبان بن حمزة، أبو جعفر المعروف بابن الزيات.وزير المعتصم والواثق العباسيين، وعالم باللغة والأدب، من بلغاء الكتاب والشعراء.نشأ في بيت تجارة في الدسكرة (قرب بغداد) ونبغ فتقدم حتى بلغ رتبة الوزارة.وعول عليه المعتصم في مهام دولته. وكذلك ابنه الواثق ولما مرض الواثق عمل ابن الزيات على توليه ابنه وحرمان المتوكل فلم يفلح، وولي المتوكل فنكبه وعذبه إلى أن مات ببغداد.وكان من العقلاء الدهاة وفي سيرته قوه وحزم.