
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
مــا أَعجَـبَ الحُـبَّ فـي مَـذاهِبِه
مـا يَنقَضـي القَـولُ فـي عَجائِبِه
يُفســِدُ ذا الــدّينِ بَعـدَ عِفَّتِـه
وَيُــذهِلُ المَــرءَ عَــن مَــآرِبِه
الحُــبُّ نــارٌ وَلا خُمــودٌ لَهــا
تَــترُكُ ذا اللُّــبِّ جــدّ عـازِبِه
ثُمَّـــتَ تَرفَـــضُّ فــي مَفاصــِلِه
فَتُشــعِلُ الســُّقمَ فــي جَـوانِبِه
لَيـسَ أَخـو الحُـبِّ مَـن يَمَـلُّ وَلا
مَـن يَطـرَحُ الحَبـلَ فَـوقَ غـارِبِه
يَأخُــذُ مِنــهُ الَّـذي يَطيـبُ لَـه
غَيـــرَ صــَبورٍ عَلــى نَــوايِبِه
لَــــم أَرَ داءً وَلا دَواءَ لَــــه
إِلَّا وَفــي الحُـبِّ مـا يُقـاسُ بِـه
ســائِل عَــنِ الحُـبِّ مـن تَضـَمَّنَه
مــا شـاهِدُ الأَمـرِ مِثـلُ غـايِبِه
مــا جَــرَّبَ الحُـبَّ فَوقَهـا أَحَـدٌ
إِلَّا رَأى المَــوتَ فــي تَجــارِبِه
وَلا رَأى المَــوتَ فــي تَجــارِبِه
إِلَّا فَــــتىً مُخلِـــصٌ لِصـــاحِبِه
انظُـر إِلى المُؤمِنِ الَّذي اِجتَمَعَت
أَلســِنَةُ النَّــاسِ فــي مَنـاقِبِه
مِـــن بَعـــدِ ســجَّادة مرَكَّبَــةٍ
تَلــوحُ لِلعَيــنِ فَــوقَ حــاجِبِه
وَلِحيَــــةٍ كَـــالمِجَنِّ وافِـــرَةٍ
أَليـــقُ شـــَيءٍ بِحُــفِّ شــارِبِه
لا يَرفَعُ الطَّرفَ في السَّماءِ من ال
إِشــفاقِ وَالخَــوفِ مـن مُحاسـِبِه
أُتيــح لِلحَيــنِ وَالقَضــاءِ لَـهُ
مَــن قَصــَّرَت عَنــهُ كـفُّ طـالِبِه
اِنســَكَبَ الحَســنُ فَــوقَ جَبهَتِـه
فَمَـــرَّ يَجــري إِلــى ترايِبِــه
ثُـــمَّ تَــوافى إِلــى أَظــافِرِه
فَاِنطَمَســَت ثــمَّ عَيــنُ عــايِبِه
ثُـــمَّ أَعــادَت عَلَيــهِ ثانِيَــةً
فَثَبَّـــتَ الحُســنَ كَــفُّ ســاكِبِه
فَالحُســنُ فيــهِ مُضــاعَف وَلَــهُ
شـــيمَةُ بُخــل عَلــى مطــالِبِه
لَــم يَخلِـقِ اللَّـهُ مِثلَـهُ أَحَـداً
فــي مَشــرِقِ الأَرضِ أَو مَغــارِبِه
كَـــــأَنَّهُ دُميَــــةٌ مُصــــَوَّرَةٌ
يَعبُــدُها القَــسُّ فــي مَحـارِبِه
صــــَوَّرَها راهِـــبٌ وَزَخرَفَهـــا
فَاِبتَزَّهــا القَــسُّ دونَ راهِبِــه
تَنازَعاهــــا كِلاهُمـــا حَنِـــقٌ
يَفقَــأ بِالســِّنِّ عَيــنَ صــاحِبِه
وَأَجلَــبَ القــسُّ أَهــلَ بيعَتِــه
وَجــاءَ يَختــالُ فــي كتــايِبِه
فَصــانَها دونَ مــا حَــوَت يَـدُه
مِــن جُــلِّ مــالٍ وَمِـن رَغـايِبِه
يَســـطو عَلـــى أَهــلِ بيعَتِــه
كَســَطوِ كِســرى عَلــى مَرازِبِــه
تَبكـــي اِبــن عَبَّــاد إِنَّ لَــه
فَضــلاً ســَأُبدِيهُ غَيــر كــاذِبِه
فــي لَفظِــهِ غنَّــةٌ يخـالُ بِهـا
دُراً جَــرى مِــن ســُلوكِ ثاقِبِـة
إِذا عَلا مَوضــِع الحقــابِ وَقَــد
ضـــَمَّ يَـــدَيهِ عَلــى مَنــاكِبِه
واهــاً لَــهُ مركبــاً لِراكِبِــه
لا خَيَّــبَ اللَّــهُ ســَعيَ جــالِبِه
محمد بن عبد الملك بن أبان بن حمزة، أبو جعفر المعروف بابن الزيات.وزير المعتصم والواثق العباسيين، وعالم باللغة والأدب، من بلغاء الكتاب والشعراء.نشأ في بيت تجارة في الدسكرة (قرب بغداد) ونبغ فتقدم حتى بلغ رتبة الوزارة.وعول عليه المعتصم في مهام دولته. وكذلك ابنه الواثق ولما مرض الواثق عمل ابن الزيات على توليه ابنه وحرمان المتوكل فلم يفلح، وولي المتوكل فنكبه وعذبه إلى أن مات ببغداد.وكان من العقلاء الدهاة وفي سيرته قوه وحزم.