
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
ومشـرعةٍ بـالموتِ للطّعـنِ صـَعْدَةً
فلا قِـرْنَ إنْ نادَتْهُ يوماً يُجيبها
مُداخِلَـةٌ فـي بعْضـها خَلْقَ بَعضها
كجوْشــن عظــم ثَلّمَتْـهُ حروبهـا
تـذيقُ خفـيّ السـمّ من وَخْزِ إبرةٍ
إذا لَسـَبَتْ مـاذا يلاقـي لسيبها
وتمهل بالرّاحاتِ مَن لم يَمُتْ بها
إلـى حين خاضت في حشاه كروبها
إذا لم يكنْ لونُ البهارةِ لوْنَهَا
فمــن يرقـانٍ دبّ فيـه شـحوبها
لهــا ســَوْرَةٌ خُصـّتْ بصـورةِ ردّةٍ
ترَى العين منها كل شيء يريبها
وقـد نصـلت للطعـن مَحْنِـيَّ صَعْدَةٍ
بشــوكةِ عُنّــابٍ قتيـلٍ زبيبهـا
ولـم تـرَ عَيْـنٌ قبلَهـا سـَمْهريّةً
منظمــةً نَظْـمَ الفرنـد كعوبهـا
لهــا طعنـةٌ لا تسـْتَبينُ لنـاظرٍ
ولا يُرْسـِلُ المسبارَ فيها طبيبها
نسـيتُ بهـا قيسـاً وذكرى طعينهِ
وقـد دقّ معناهـا وجلّـت خطوبها
يحمـل منهـا مـائع السـمّ بغتةً
نجيـعَ قلـوب في الضلوع دبيبها
لهـا سقطةٌ في الليلِ مؤذيةٌ بها
إذا وَجَبَـتْ راع القلـوبَ وجيبها
ونَقْـرٌ خفـيّ فـي الشـخوص كـأنّه
بكــلّ مكــان ينتحيـه رقيبهـا
ومـن كـلّ قطـر يتّقـي شرّها كما
تـذاءب فـي جنـح الدجنة ذيبها
تجيـء كـأمّ الشـبل غضبى تَوَقّدَتْ
وقـد تَوّجَ اليافوخَ منها عسيبها
بعيـنٍ تـرى فيهـا بعينـك زرقةً
وإن قلّ منها في العيون نصيبها
حكـى سـَرطاناً خَلْقُهَـا إذ تَقَدّمت
وقــدّمَ قرنيهـا إليـه دبيبهـا
وتـالٍ من القرآن قلْ لنْ يصيبنا
وقد حانَ من زُهْرِ النجوم غروبها
يقـولُ وسـقفُ الـبيت يحذفُهُ بها
حصاةُ الرّدى يا ويح نفسٍ تصيبها
فصــَبّ عليهــا نعلَــهُ فتَكَسـّرَت
من اليبس تكسيرَ الزّجاج جنوبها
عـدوّ مـن الإنْسـان يَعْمُـرُ بيتَـهُ
فكيـف يـوالي رقـدة يسـتطيبها
ولـولا دفـاعُ اللَّـه عَنّـا بلطفِهِ
لَصـُبّتْ من الدنْيا علينا خطوبها
عبد الجبار بن أبي بكر بن محمد بن حمديس الأزدي الصقلي أبو محمد.شاعر مبدع، ولد وتعلم في جزيرة صقلية، ورحل إلى الأندلس سنة 471هـ، فمدح المعتمد بن عباد فأجزل له عطاياه.وانتقل إلى إفريقية سنة 516 هـ. وتوفي بجزيرة ميورقة عن نحو 80 عاماً، وقد فقد بصره.له (ديوان شعر- ط) منه مخطوطة نفيسة جداً، في مكتبة الفاتيكان (447 عربي)، كتبها إبراهيم بن علي الشاطبي سنة 607.