
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
حَبَّــذا فِتيــانُ صـدْقٍ أَعرسـوا
بعــذارى مـن سـُلافاتِ الخُمـورْ
عَرْبَــدَ الصـحوُ عليهـمْ بالأسـَى
فاتَّقـاه السـُّكْرُ عَنهم بِالسُّرور
عَمَـرُوا ربـعَ الصِّبَا من قبلِ أنْ
يَتَمشــّى فيــه بالشـَّيب دُثُـور
إنّ للأَعمــــارِ أَعجـــازاً إذا
بُلِغَــتْ لـم تُثْـنَ مِنهُـنَّ صـُدور
كــلُّ نـافي العمـر فـي شـِرَّتِهِ
للصـِّبَا نـارٌ وفـي الوَجْنَةِ نور
يقتنــون العيــشَ مـن قانيـةٍ
ذاتِ عمـرٍ كَثُـرت فيهـا الدُّهور
أطلَــعَ الســاقي عشـاءً مِنهُـمُ
أَنجُمَ الكاساتِ في أيدي البُّدور
عَــدّ بــالأكوابِ عَنّــي إنّ لـي
فــي يَــدِ الآنـسِ عَنهُـنَّ نُفـور
غَمَـرَ الشـَّيبُ الـدُّجى مِـن لِمَّتي
بِنُجــومٍ طُلَّــعٍ لَيســَتْ تَغــور
لا نُشــورٌ لِشــَبابي بَعــدَ مـا
مـاتَ مِن عُمري إلى يَومِ النُّشور
وَخِضـــابُ الشـــَّيبِ لا أَقبَلُــهُ
إِنَّــهُ فــي شــَعَري شـاهِدُ زُور
أَنـا مِـنْ وَجْـدي بِأَيَّـام الصِّبا
أَذرِفُ الــدَّمعَ رَواحــاً وَبُكـور
فَكَـــأنِّي ذو غليـــلٍ تَلتَظــي
لَوعـةٌ مِنـهُ إِلـى مـاءِ الثُّغور
أصـــِفُ الـــراحَ ولا أشــْرَبُهَا
وهـيَ بالشـّدْوِ على الشَّرْبِ تَدور
كَالَّـــذي يــأمرُ بــالكرِّ ولا
يَصـْطلي نـارَ الـوَغى حَيثُ تَفور
فَســَواءٌ بَيــنَ إِخـوانِ الصـّفا
وذَوي اللَّهـوِ مَغيـبي والحُضـور
أَنــا مَــن كَسـْب ذُنـوبي وَجِـلٌ
وإنِ اســتَغفَرتُ فَــاللَّهُ غَفـور
عبد الجبار بن أبي بكر بن محمد بن حمديس الأزدي الصقلي أبو محمد.شاعر مبدع، ولد وتعلم في جزيرة صقلية، ورحل إلى الأندلس سنة 471هـ، فمدح المعتمد بن عباد فأجزل له عطاياه.وانتقل إلى إفريقية سنة 516 هـ. وتوفي بجزيرة ميورقة عن نحو 80 عاماً، وقد فقد بصره.له (ديوان شعر- ط) منه مخطوطة نفيسة جداً، في مكتبة الفاتيكان (447 عربي)، كتبها إبراهيم بن علي الشاطبي سنة 607.