
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
يــدُ الــدهرِ جارحـةٌ آسـيَهْ
ودنْيَـــاكَ مُفْنِيَــةٌ فــانيَهْ
وربّــــكَ وارثُ أربابهــــا
وَمُحيــي عظــامِهمُ البـاليه
رأيـتُ الحِمـامَ يبيـدُ الأنامَ
وَلَــدْغَتُهُ مــا لهـا راقيـه
وأرواحنـــا ثَمَـــرَاتٌ لــه
يَمُــدّ إليهــا يـداً جـانيَه
وكــلّ امـرئٍ قـد رأى سـمْعُهُ
ذهابـاً مـنَ الأمَـمِ الماضـيه
وعاريــةٌ فـي الفـتى روحُـهُ
ولا بــدّ مــن رَدّة العـاريه
سـقى اللّـه قـبر أبـي رحمةً
فســـقياهُ رائحــةٌ غــاديه
وســيّرَ عــن جِســمه روحــه
إلى الرَّوْحِ والعيشة الرّاضيه
فكــم فيـه مـن خُلُـقٍ طـاهرٍ
ومـن همّـةٍ فـي العُلى ساميَه
ومــن كَـرَمٍ فـي العُلـى أوّل
وشــمسُ النّهـارِ لـهُ ثـانيَه
ولــوْ أنّ أخلاقَــهُ للزّمــانِ
لكـــانتْ مــواردُهُ صــافيه
أتـاني بـدارِ النـوَى نَعْيُـهُ
فيـا روعـةَ السمع بالداهيه
فحمّـرَ مـا ابيـضّ مـن عَبرتي
وَبَيّـــضَ لِمّـــتيَ الــداجيه
بـدارِ اغـترابٍ كـأنّ الحياةَ
لـذكر الغريـب بهـا ناسـيه
فمثّلــتُ فــي خلــدي شخْصـَهُ
وَقَرّبْــتُ تربتــه القاصــيه
ونُحْــتُ كثكلــى علـى ماجـدٍ
ولا مُسـْعِدٌ لـي سـوى القافيه
قــديمُ تــراثِ العلـى سـَيّدٌ
علــى النّجْـمِ خُطّتُـهُ سـاميه
مضــى بالرّجاحـةِ مـن حِلمِـهِ
فمـا سـَيّرَ الهضـبَةَ الراسيه
ومـا أنْسَ لا أنْسَ يوْم الفراق
وأســرارُ أعيننَــا فاشــيَه
ومَـــرّتْ لتوديعنَــا ســاعةٌ
بلؤلـــؤ أدْمُعِنَــا حَــاليَه
ولـي بـالوقوفِ علـى جمرهـا
وإنْضـــاجه قَـــدَمٌ حــافيَه
ورحــتُ إلــى غربــةٍ مُــرّةٍ
وراحَ إلــى غُرْبَــةً ســاجيَه
وقَــــدْ أوْدَعَتنــــي آراؤهُ
نجومــاً طوالعُهــا هــاديه
سـمعتُ مقالَـةَ شـيخي النّصيحِ
وأَرضــِيَ عَــنْ أرضـِهِ نـائيه
كــأنّ بــأذني لهــا صـرخةً
أرادَ بهـــا عُمَــرٌ ســاريه
مَضــَى ســالكاً سـُبْلَ آبـائهِ
وأجــدادِهِ الغُـرَرِ الماضـيه
كـرامٌ تولـوا بريـب المنونِ
وأبقــوْا مفــاخرَهُمْ بـاقيَه
مَضـَى وهـو منّـي أخـو حَسـرَةٍ
تُمــازِجُ أنفاســَهُ الرّاقيَـه
تجـودُ بـدفع الأسـى والـرّدى
علــى خـدّه عينُـهُ البـاكيه
وإنــي لــذو حَــزَنٍ بعــده
شــؤونُ الــدمعِ لـهُ داميَـه
بكيــتُ أبــي حقبَـةً والأسـى
علـــيّ شـــَواهدُهُ بـــاديه
ومــا خمــدتْ لوعـةٌ تلتظـي
ولا جَمَـــدَتْ عَــبرةٌ جــاريه
ونفسـي وإن مُـدّ فـي عُمرِهـا
لمــا لقيَــتْ نفســُه لاقيـه
عبد الجبار بن أبي بكر بن محمد بن حمديس الأزدي الصقلي أبو محمد.شاعر مبدع، ولد وتعلم في جزيرة صقلية، ورحل إلى الأندلس سنة 471هـ، فمدح المعتمد بن عباد فأجزل له عطاياه.وانتقل إلى إفريقية سنة 516 هـ. وتوفي بجزيرة ميورقة عن نحو 80 عاماً، وقد فقد بصره.له (ديوان شعر- ط) منه مخطوطة نفيسة جداً، في مكتبة الفاتيكان (447 عربي)، كتبها إبراهيم بن علي الشاطبي سنة 607.