
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
قَـد تَرَكْنَـا الصـِّبا لكُـلِّ غَـوِىٍّ
وانْسـَلَخْنَا مِـن كُـلِّ ذامٍ وعـابِ
وانْقَطَعْنَــا لِواعِظَــاتِ مَشــِيبٍ
آذَنَتْنَـــا حَيَاتُهَـــا بــذَهابِ
وإِذا مــا الصـِّبا تَحَمَّـلَ عنَّـا
فقَبِيـحٌ بنـا ارْتِضـَاءُ التَّصابِي
وارْتَكَضْنَا حتَّى مَضَى اللَّيْلُ يَسْعى
وأَتــى الصـُّبْحُ قـاطِعَ الأَسـْبَابِ
فكـأَنَّ النُّجُـومَ فـي اللَّيْلِ جَيْشٌ
دَخَلُـوا للْكُمُـونِ فـي جَـوْفِ غابِ
وكــأَنَّ الصــَّبَاحَ قــانِصُ طَيْـرٍ
قَبَضـــَتْ كَفُّــه برِجْــلِ غُــرابِ
وفُتُـوٍّ سـَرَوْا وقـد عَكَـفَ اللَّـيْ
لُ وأَرْخَــى مُغْــدَوْدِنَ الأَطْنَــابِ
وكــأَنَّ النُّجُــومَ لمّـا هَـدَتْهُم
أَشــرقَتْ للعُيُــونِ مِـن آدابِـي
وكــأَنَّ البُــرُوقَ إِذ طـالَعَتْهُم
أُوقِـدَتْ فـي سـَمائِهَا مِن شِهابِي
يَتَقَــــرَّوْنَ جَـــوْزَ كُـــلِّ فَلاةٍ
جُنْـحَ لَيْـلٍ جَـوْزَاؤُه مـن رِكابِي
عَـنَّ ذِكْـرِي لمُـدْلجِيهِمْ فتـاهُوا
مِـن حَـدِيثِي فـي عُرْضِ أَمْرٍ عُجَابِ
هِمَّـةٌ فـي السـَّمَاءِ تَسـْحَبُ ذَيْلاً
مِــن ذُيُــولِ العُلا وجَـدٌّ كـابِي
وفَتًـى أَرْهَفَـتْ ظُبَـاهُ المَعَـالِى
فَثَنَتْــهُ بالبــاتِرِ القِرْضــَابِ
نَيَّبَتْـــهُ أَيَّـــامُهُ ولَيـــالِي
هِ بظُفْــرٍ مِــن الخُطُـوبِ ونـابِ
حُــوَّلٌ لَـوْ رآهُ صـَرْفُ اللَّيَـالي
لَتَـوَارى مِـن خَـوْفِهِ فـي حِجـابِ
ذاقَ أَيّـــامَهُ فكـــانَ ســَواءً
عِنْــدَهُ طَعْــمُ شـُهْدِها والصـّابِ
ولَـو انَّ الـدُّنْيَا كَرِيمـةُ نَجْـرٍ
لــم تَكُـنْ طُعْمَـةً لفَـرْسِ الكِلابِ
وإِذا مـا نَظَـرْتُ مـا حازَ غَيْرِي
قــلَّ عمّـا حَمَلْتُـهُ فـي ثِيـابِي
جِيفــةٌ أَنْتَنَــتْ فطـارَ إلَيْهَـا
مِـن بَنـي دَهْرِهـا فِرَاخُ الذِّئَابِ
مِـن شـُهَيْدٍ فـي سِرِّهَا ثُمَّ مِنْ أَش
جَـعَ فـي السِّرِ مِن لُبَابِ اللُّبَابِ
خُطَبَــاءُ الأَنَــام إنْ عَـنَّ خَطْـبٌ
وأَعــارِيبُ فــي مُتُــونِ عِـرابِ
وقال في مكان آخر من الذخيرة أثناء حديثه عن انقلاب المستظهر أبي المطرف الناصري على الخلافة: (وكان رفع مقادير مشيخة الوزراء من بقايا مواليه بني مروان، منهم أحمد بن برد وجماعة من الأغمار، كانوا عصابةً يحل بها الفتاء، ويذهب بها العجب، قدمهم على سائر رجاله، فأحقد بهم أهل السياسة، فانقضت دولته سريعاً، منهم أبو عامر بن شهيد فتى الطوائف، كان بقرطبة في رقته وبراعته وظرفه خليعها المنهمك في بطالته، وأعجب الناس تفاوتاً ما بين قوله وفعله، وأحطهم في هوى نفسه، وأهتكهم لعرضه، وأجرأهم على خالقه. ومنهم أبو محمد بن حزم، وعبد الوهاب ابن عمه، وكلاهما من أكمل فتيان الزمان فهماً ومعرفةً ونفاذاً في العلوم الرفيعة).وفي (بغية الملتمس): وتوفي ضحى يوم الجمعة آخر يوم من جمادى الأولى سنة 426 بقرطبة ولم يعقب وانقرض عقب الوزير بموته، وكان له من علم الطب نصيب وافر. (عن الأعلام للزركلي والذخيرة لابن بسام وبغية الملتمس لابن عميرة)