
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أَذَّنَ الــدِّيكُ فَثُــبْ أَوْ ثَـوِّب
وانْضـَحِ القَلْـبَ بمـاءِ العِنَبِ
وَتَأَمَّــــلْ آيـــةً مُعْجِـــزَةً
مـا قَرَأْنَـا مِثْلَها في الكُتُبِ
رَكَــعَ الإبْرِيــقُ مِـن طـاعتِهِ
وبَكــى فابْتَـلَّ ثَـوْبُ الأَكْـوُبِ
وَلْـوَلَ المِزْهَـرُ يَنْفِـي كُرَبـي
وَتَطَرَّبْـــتُ فأَعْيـــا طَربَــي
ورَبِيــبٍ قـامَ فينـا سـاقِيًا
كالرَّشـا أُرْضـِعَ بَيْـنَ الرَّبْرَبِ
ظَبْيــة دُونَ الصـَّبايا قُصِّصـَتْ
فـأَتَتْ غَيْـداءَ في شَكْل الصَّبي
فُتِّــحَ الـوَرْدُ علـى صـَفْحتِها
وحَمــاهُ صــُدْغُها بــالعَقْرَبِ
فَمشــَتْ نَحْـوِي وقـد مُلِّكْتُهـا
مِشـْيةَ العُصـْفورِ نَحْوَ الثَّعْلَبِ
وغَمـــامٍ باكَرَتْنــا عَيْنُــهُ
تُتْــرِعُ الأُفْــقَ بــدَمْعٍ صـَيِّبِ
مِثْـلَ بَحْـرٍ جَاءَنـا مِن فَوْقِنا
جِرْمُـه مِـن لُؤْلُـؤٍ لـم يُثْقَـبِ
فَــدَنا حــتى حَســِبْنا أَنَّـه
يَمْســَحُ الأَرْضَ بفَضـْلِ الهَيْـدَبِ
فســـَأَلْناهُ وقــد أَعْجَبَنــا
حَشـوُهُ العَيْـنَ بمَـرأى مُعْجِـبِ
أَنْـتَ مـاذا قـالَ مُـزْنٌ عَلَّمَتْ
كَفَّـــهُ النُّجْعــةَ كَفَّــا دَرِبِ
سـامَني بالشـَّرْقِ أَنْ أَسـْقِيَكُم
رَحْمـةً منـه بأَقْصـَى المَغْـرِبِ
فَســَأَلْناهُ أَبِــنْ ذاك لنــا
قـالَ هـل يَخْفى ضِياءُ الكَوْكَبِ
مَلِــكٌ ناصــَبَ مَــن خـالَفَكُمْ
عــامِرِيُّ المُنْتَمَـى والمَنْصـِبِ
فَعلمْنــا أَنَّهَــا نَفْحـةُ مَـن
وَرِثَ الجُــودَ أَبــاً بَعْـدَ أَبِ
لــكَ كَــفٌّ بالثُّرَيَّـا فَيْضـُها
ولهـا بَسـْطُ النَّـدَى مِـن كَثَبِ
كَقَلِيـــبٍ دَلْوُهـــا مُتْرَعَــةٌ
أَشـْرَقَتْ بالمـاءِ عَقْـدَ الكَرَبِ
تُبْصـِرُ العَيْنـانِ منه إِنْ بَدا
قَمَـرَ السـَّرْجِ وشـَمْسَ المَـوْكِبِ
أَنْجَبَتْــهُ للمعــالي أُســْرَةٌ
نَزَلُـوا للمَجْـدِ أَعْلَـى الرُّتَبِ
بنُفُــوسٍ مِــن ســَناءٍ غَضــَّةٍ
فــي جُســُومٍ بَضـَّة مـن حَسـَبِ
ووُجُــوهٍ مُشــْرِقاتٍ أَوْ مَضــَتْ
ضــاحِكات فـي وُجُـوهِ الكُـرَبِ
لهُــمُ أَيّــامُ حَــرْبٍ كَثَّــرَتْ
فـي عِـداهُمْ داعِيـاتِ الحَـرَبِ
لـم يُطِـقْ عـامِرُ قِدْما مِثْلَها
لا ولا عَمْـرُو بـن مَعْـدِ يكـرِبِ
سـَحَبُوا مِـن ذَيْـلِ مَجْد إِذْ هُمُ
للْـوَغَى فـي ظِـلِّ نَقْـعٍ أَشـْهَبِ
يا ابْن أُمِّ المَجْدِ خُذْها عِبْرةً
جِــدّ قَــوْلٍ يُشـْتَهَى كـاللَّعِبِ
مِـن بَنـاتِ اللُّـبِّ زانَتْكَ كما
زانَ صـَدْرَ المُهْـرِ حَلْيُ اللَّبَبِ
خَمْـرةٌ مِـن طيبِهـا قـد سُبيَتْ
قَطَعَــتْ نَحْـوَكَ عَـرْضَ السَّبْسـَبِ
وقال في مكان آخر من الذخيرة أثناء حديثه عن انقلاب المستظهر أبي المطرف الناصري على الخلافة: (وكان رفع مقادير مشيخة الوزراء من بقايا مواليه بني مروان، منهم أحمد بن برد وجماعة من الأغمار، كانوا عصابةً يحل بها الفتاء، ويذهب بها العجب، قدمهم على سائر رجاله، فأحقد بهم أهل السياسة، فانقضت دولته سريعاً، منهم أبو عامر بن شهيد فتى الطوائف، كان بقرطبة في رقته وبراعته وظرفه خليعها المنهمك في بطالته، وأعجب الناس تفاوتاً ما بين قوله وفعله، وأحطهم في هوى نفسه، وأهتكهم لعرضه، وأجرأهم على خالقه. ومنهم أبو محمد بن حزم، وعبد الوهاب ابن عمه، وكلاهما من أكمل فتيان الزمان فهماً ومعرفةً ونفاذاً في العلوم الرفيعة).وفي (بغية الملتمس): وتوفي ضحى يوم الجمعة آخر يوم من جمادى الأولى سنة 426 بقرطبة ولم يعقب وانقرض عقب الوزير بموته، وكان له من علم الطب نصيب وافر. (عن الأعلام للزركلي والذخيرة لابن بسام وبغية الملتمس لابن عميرة)