
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
ظَنَنَّـا الَّـذِي نـادى مُحِقَّـا بمَـوْتِهِ
لِعُظْـمِ الَّذِي أَنْحَى منَ الرزءِ كاذِبَا
وخلْنـا الصـَّباحَ الطلقَ لَيْلاً وإِنَّما
حَبَطْنـا خُـداريَّا مِـن الحُزْنِ كارِبَا
ثَكِلْنـا الـدُّنا لمـا اسْتَقَلَّ وإِنَّما
فقَـدْناكَ يـا خَيْـرَ البَريّـةِ ناعِبَا
ومـا ذَهَبَـتْ إِذ حَصـَّلَ القَبْـرُ نَفْسَهُ
ولكِنَّمــا الإِســْلامُ أَدْبَــرَ ذاهِبَـا
ولمّــا أَبَــى إِلَّا التَّحَمُّـلَ رائِحـاً
مَنَحْنـاهُ أَعْنـاقَ الكِـرامِ رَكائِبَـا
يَســِيرُ بـه النَّعْـشُ الأَغَـرُّ وحَـوْلهُ
أَباعِــدُ راحُـوا للمُصـابِ أَقارِبَـا
علَيْـــهِ حَفِيـــف لِلْمَلائِكِ أَقْبَلَــتْ
تُصـافِحُ شـَيْخاً ذاكِـر اللَّـه تائِبَا
تخـالُ لَفِيـفَ النَّـاسِ حَـوْلَ ضـَريحِهِ
خَلِيـطَ قَطـاً وافـى الشَّرِيعَةَ هَارِبَا
إِذا ما امْتَرَوْا سُحْبَ الدُّمُوعِ تَفَرَّعَتْ
فُـرُوعُ البُكا عن بارِقِ الحُزْن لاهِبَا
فمَـن ذَا لِفَصـْلِ القَـوْلِ يَسْطَعُ نُورُهُ
إِذا نحـنُ نَاوَأْنَـا الألَدّ المناوبَا
ومَـن ذا رَبيـعُ المُسـْلِمينَ يَقُوتُهُم
إِذا النَّـاسُ شامُوها بُرُوقا كَواذِبَا
فيـا لَهْـفَ قَلْـبي آهِ ذابَتْ حُشاشتي
مَضـى شَيْخُنا الدَّفَّاعُ عنَّا النَّوائِبَا
ومـاتَ الَّـذِي غـابَ السـُّرُورُ لمَوْتِهِ
فلَيْـسَ وإِنْ طـالَ السـُّرَى منه آيِبَا
وكـانَ عَظِيمـاً يُطْـرِقُ الجَمْـعُ عِنْدَهُ
ويَعْنُــو لـه رَبُّ الكَتِيبـةِ هائِبَـا
وذا مِقْـوَلٍ عَضـْبِ الغرارَيْـنِ صـارِم
يَـرُوحُ بـه عـن حَوْمَةِ الدِّينِ ضارِبَا
أَبــا حـاتِم صـَبْرَ الأَدِيـبِ فـإِنَّني
رَأَيْـتُ جَمِيـلَ الصـَّبْرِ أَحْلَى عَواقِبَا
وَمـا زِلْـتَ فِيْنَا ترْهب الدَّهْرَ سطْوةً
وصـَعْباً بـه نُعْي الخُطُوبَ المَصاعِبَا
سَأَســْتَعْتِبُ الأَيَّــامَ فيــكَ لَعَلَّهـا
لصــِحَّةِ ذاك الجِسـْمِ تَطْلُـبُ طالِبَـا
لَئِنْ أَفَلَــتْ شـَمْسُ المكـارِمِ عنكُـمُ
لقـد أَسـأَرَتْ بَـدْراً لهـا وكَواكِبَا
وقال في مكان آخر من الذخيرة أثناء حديثه عن انقلاب المستظهر أبي المطرف الناصري على الخلافة: (وكان رفع مقادير مشيخة الوزراء من بقايا مواليه بني مروان، منهم أحمد بن برد وجماعة من الأغمار، كانوا عصابةً يحل بها الفتاء، ويذهب بها العجب، قدمهم على سائر رجاله، فأحقد بهم أهل السياسة، فانقضت دولته سريعاً، منهم أبو عامر بن شهيد فتى الطوائف، كان بقرطبة في رقته وبراعته وظرفه خليعها المنهمك في بطالته، وأعجب الناس تفاوتاً ما بين قوله وفعله، وأحطهم في هوى نفسه، وأهتكهم لعرضه، وأجرأهم على خالقه. ومنهم أبو محمد بن حزم، وعبد الوهاب ابن عمه، وكلاهما من أكمل فتيان الزمان فهماً ومعرفةً ونفاذاً في العلوم الرفيعة).وفي (بغية الملتمس): وتوفي ضحى يوم الجمعة آخر يوم من جمادى الأولى سنة 426 بقرطبة ولم يعقب وانقرض عقب الوزير بموته، وكان له من علم الطب نصيب وافر. (عن الأعلام للزركلي والذخيرة لابن بسام وبغية الملتمس لابن عميرة)