
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
قَرِيـــبٌ بِمُحْتَــلِّ الهَــوانِ بعِيــدُ
يجُـــودُ ويَشـــْكُو حُزْنَــهُ فيُجِيــدُ
نَعَــى ضـرَّه عِنْـد الإِمـامِ فيـا لـه
عـــدُوٌّ لأَبْنَـــاءِ الكِــرَامِ حســُودُ
ومـــا ضـــَرَّهُ إِلا مُـــزَاحٌ ورِقَّــةٌ
ثَنَتْــهُ ســفِيه الـذِّكْرِ وهْـو رشـِيدُ
جَنَـى مـا جَنَـى في قُبَّة الماءِ غَيْرُهُ
وطُـــوِّقَ منـــه بالعَظيمــةِ جيــدُ
ومـا فِـيَّ إِلَّا الشـِّعْر أَثْبَتَـهُ الهَوى
فســارَ بــه فـي العـالَمِين فَرِيـدُ
أَفُــوهُ بمــا لــم آتِــهِ مُتَعَرِّضـاً
لحُســْنِ المعــانِي تَــارةً فأَزِيــدُ
فـإِنْ طـال ذِكْـرِي بـالمُجُونِ فـإِنَّنِي
شــــَقِىٌّ بِمَنظـــومِ الكَلامِ ســـعيدُ
وهَـلْ كُنْـتُ فـي العُشـَّاقِ أَوَّل عاشـِقٍ
هَـــوتْ بحِجـــاهُ أَعْيُـــنٌ وخُــدُودُ
وإِنْ طَــال ذِكْـرِي بـالمُجُونِ فإِنَّهَـا
عَظــائِمُ لــم يصــْبِرْ لهُــنَّ جلِيـدُ
فـــراقٌ وســِجْنٌ واشــْتِياقٌ وذلَّــة
وجبَّـــارُ حُفَّـــاظٍ علـــيّ عَتيـــدُ
فَمـن مُبْلـغُ الفِتْيـان أَنِّـيَ بعْـدهُم
مُقِيــمٌ بــدارِ الظــالِمِين طَرِيــدُ
مُقِيــمٌ بِــدارٍ سـاكنُوها مِـن الأَذى
قِيــامٌ علــى جمْـرِ الحِمـام قُعُـودُ
ويُســْمعُ للجنَّــانِ فــي جنَباتِهَــا
بســِيطٌ كَتَرْجِيــعِ الصــَّدَى ونَشــِيدُ
ومـا اهْتَـزَّ بـابُ السـِّجْنِ إِلا تَفَطَّرتْ
قُلُــوبٌ لنــا خَـوْف الـرَّدى وكُبُـودُ
ولَســْتُ بِــذِي قَيْــدٍ يــرِقُّ وإِنَّمـا
علـى اللَّحْـظِ مِـن سـُخْطِ الإِمامِ قُيُودُ
وقُلْــتُ لصـدَّاحِ الحمـامِ وقـد بكَـى
علـى القَصـْرِ إِلْفـاً والـدُّمُوع تجُودُ
ألا أَيُّهـا البـاكِي علـى مـن تُحِبُّـهُ
كِلانَـــا مُعنـــى بــالخَلاءِ فَرِيــدُ
وهـل أَنْـت دانٍ مـن مُحِـبٍّ نـأَى بـه
عــن الإِلْــفِ ســُلْطَانٌ علَيْـهِ شـَدِيدُ
فَصـفَّق مِـن ريِـش الجنَـاحيْنِ واقِعـاً
علـى القُـرْبِ حتَّـى مـا علَيْـهِ مزِيدُ
ومــازال يُبْكِينِـي وأُبكِيـهِ جاهِـداً
وللشــَّوْقِ مِــن دُونِ الضـُّلُوعِ وقُـودُ
إِلى أَن بكى الجُدْرانُ مِن طُولِ شَجْوِنا
وأَجْهَـــشَ بـــابٌ جانِبــاهُ حدِيــدُ
أَطــاعتْ أَمِيــر المُـؤْمِنِين كَتـائِبٌ
تَصــرَّف فــي الأَحْــوالِ كَيْـف يُرِيـدُ
فللشــَّمْسِ عنهــا بالنَّهَــارِ تَـأَخُّرٌ
وللبــدْرِ عنهــا بــالظَّلامِ صــُدُودُ
أَلا إِنَّهــا الأَيَّــامُ تَلْعـبُ بـالفَتَى
نُحُـــوسٌ تهـــادى تــارةً وســُعُودُ
ومـا كُنْـتُ ذا أَيْـدٍ فيُـذْعِنَ ذُو قُوى
مِــن الــدَّهْرِ مُبْــدٍ صـرْفَهُ ومُعِيـدُ
وراضـــَتْ صــِعابِي ســطْوةٌ علَوِيَّــةٌ
لهــا بــارِقٌ نَحْـوَ النَّـدى ورُعـودُ
تَقُـولُ التَّـي مِـن بَيْتِهـا خَفَّ مَرْكَبِي
أَقُربُـــكَ دان أَمْ نَـــوَاكَ بَعِيـــدُ
فقُلْـتُ لهـا أَمْـرِي إِلـى من سَمَتْ به
إِلــى المجْــدِ آبــاءٌ لـه وجُـدُودُ
وقال في مكان آخر من الذخيرة أثناء حديثه عن انقلاب المستظهر أبي المطرف الناصري على الخلافة: (وكان رفع مقادير مشيخة الوزراء من بقايا مواليه بني مروان، منهم أحمد بن برد وجماعة من الأغمار، كانوا عصابةً يحل بها الفتاء، ويذهب بها العجب، قدمهم على سائر رجاله، فأحقد بهم أهل السياسة، فانقضت دولته سريعاً، منهم أبو عامر بن شهيد فتى الطوائف، كان بقرطبة في رقته وبراعته وظرفه خليعها المنهمك في بطالته، وأعجب الناس تفاوتاً ما بين قوله وفعله، وأحطهم في هوى نفسه، وأهتكهم لعرضه، وأجرأهم على خالقه. ومنهم أبو محمد بن حزم، وعبد الوهاب ابن عمه، وكلاهما من أكمل فتيان الزمان فهماً ومعرفةً ونفاذاً في العلوم الرفيعة).وفي (بغية الملتمس): وتوفي ضحى يوم الجمعة آخر يوم من جمادى الأولى سنة 426 بقرطبة ولم يعقب وانقرض عقب الوزير بموته، وكان له من علم الطب نصيب وافر. (عن الأعلام للزركلي والذخيرة لابن بسام وبغية الملتمس لابن عميرة)