
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أَصــُبَيْحٌ شــِيمَ أَمْ بَـرْقٌ بَـدَا
أَمْ سـَنَا المَحبوبِ أَوْرَى أَزنُدَا
هَــبَّ مِــن مرْقــدِهِ مُنْكَســِراً
مُســْبِلاً للْكُــمِّ مُــرْخٍ للـرِّدا
يمْسـحُ النَّعْسـةَ مِـنْ عيْنَيْ رشا
صــائِدٍ فــي كُـلِّ يـوْمٍ أَسـدا
أَوْرَدتــــهُ لُطُفـــا آيتُـــهُ
صــفْوةَ العيْــشِ وأَرْعتْـهُ ددا
فَهْــوَ مِــن دلٍّ عــراهُ زُبْـدةٌ
مِـن صـريحٍ لـم يُخَـالِطْ زَبـدا
قُلْـتُ هَـبْ لـي يا حبِيبِي قُبْلَةً
تَشـْفِ مِـن غَمّـك تَبريـح الصَّدى
فــانثَنَى يَهْتَــزُّ مِـن مَنكِبِـه
قـائِلاً لا ثُـمَّ أَعْطَـانِي اليـدا
كُلَّمــــا كَلَّمنِـــي قَبَّلْتُـــهُ
فَهْــو إِمّــا قـال قَـوْلاً ردَّدا
كـاد أَنْ يرْجِـع مِـن لَثْمِـي له
وارْتِشـَافِي الثَّغْـر منه أَدْرَدَا
قـال لـي يلْعـبُ صِدْ لي طائِراً
فـترانِي الـدَّهْر أَجْرِي بالكُدَى
وإِذا اســْتَنْجَزْتُ يَوْمـاً وَعْـدَه
قـالَ لـي يَمْطُـلُ ذَكِّرْنِـي غَـدا
شــَرِبَتْ أَعْطَـافُهُ خَمْـرَ الصـِّبا
وســَقَاه الحُسـْنُ حَتَّـى عَرْبَـدَا
وإِذا بِــتُّ بــه فــي رَوْضــة
أَغْيَـداً يَعْـرُو نَباتـاً أَغْيَـدَا
قـامَ فـي اللَّيْـلِ بجيـدٍ أَتْلَعٍ
يَنْفُـضُ اللمّـةَ مِـن دَمْعِ النَّدَى
رَشــَأٌ بَــلْ غــادةٌ مَمْكُــورةٌ
عُمِّمَــتْ صــُبْحاً بلَيْـلٍ أَسـْوَدَا
أَحَحَـتْ مِـن غَضـَّتِي فـي نَهْـدِها
ثُــمَّ عَضــَّتْ حُـرَّ وَجْهـي عَمَـدَا
فَأنَــا المجْـرُوحُ مِـن عَضـَّتِهَا
لا شـَفانِي اللَّـهُ منهـا أَبَـدَا
ومَكــانٍ عــازِبٍ مِــن جِيــرَةٍ
أَصــْدِقَاءٍ وهُــم عَيْـنُ العِـدَا
ذِي نبـــاتٍ طَيِّـــبٍ أَعْرَافُــهُ
كَعِـذَارِ الشـَّعْر فـي الخَدِّ بَدَا
تَحْســَبُ الهَضــْبَةَ منــه جَبَلاً
وحُــدُورَ المـاءِ منـه أَبْـردَا
قُلْــتُ إِذ خَيَّمْـتُ فيـه قاطِنـاً
وتَلاقَتْنِـــي الأَمَــانِي ســُجَّدَا
وَرَأَيْـتُ الـدَّهْرَ خَـوْفِي سـاكِناً
وبَنِـي الأَحْـرَارِ حَـوْلِي أَعْبُـدَا
جـادَ مَـن أَصـْبَحْتُ فـي أَيَّـامِه
والـرَّدى يَحْذَرُ مِن خَوْفِي الردَى
مَلِـــكٌ يُحْســَبُ عَــدْلاً مَلَكــاً
وإِمـــامٌ أَمَّ فينـــا فَهَــدَى
خِلْتُــهُ والرُّمْــحُ فـي راحَتِـهِ
قَمَــراً يَحْمِــلُ منــه فَرْقَـدَا
نِعمَ ما اخْتَرْتُ لنَفْسِي فاعْلَمُوا
إِنْ زَمَـانٌ جـارَ أَوْ صـَرْفٌ عَـدَا
لَيْـسَ من يَعْشُو إِلى نار القِرى
مِثْـلَ مَن يَعْشُو إِلى نارِ الهُدَى
وقال في مكان آخر من الذخيرة أثناء حديثه عن انقلاب المستظهر أبي المطرف الناصري على الخلافة: (وكان رفع مقادير مشيخة الوزراء من بقايا مواليه بني مروان، منهم أحمد بن برد وجماعة من الأغمار، كانوا عصابةً يحل بها الفتاء، ويذهب بها العجب، قدمهم على سائر رجاله، فأحقد بهم أهل السياسة، فانقضت دولته سريعاً، منهم أبو عامر بن شهيد فتى الطوائف، كان بقرطبة في رقته وبراعته وظرفه خليعها المنهمك في بطالته، وأعجب الناس تفاوتاً ما بين قوله وفعله، وأحطهم في هوى نفسه، وأهتكهم لعرضه، وأجرأهم على خالقه. ومنهم أبو محمد بن حزم، وعبد الوهاب ابن عمه، وكلاهما من أكمل فتيان الزمان فهماً ومعرفةً ونفاذاً في العلوم الرفيعة).وفي (بغية الملتمس): وتوفي ضحى يوم الجمعة آخر يوم من جمادى الأولى سنة 426 بقرطبة ولم يعقب وانقرض عقب الوزير بموته، وكان له من علم الطب نصيب وافر. (عن الأعلام للزركلي والذخيرة لابن بسام وبغية الملتمس لابن عميرة)