
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أَبكيـتَ إذ ظَعَـنَ الفَريـقُ فراقضها
إِنِّـي امْـرُؤ لَعِـب الزَّمـانُ بهِمّـتي
وسـُقِيتُ مِـن كـأس الخُطـوبِ دهاقَهَا
وكَبَـوْتُ طِرْفـاً فـي العُلا فاستَضْحَكَتْ
حُمُـرُ الأَنـامِ فمـا تَرِيـمُ نِهاقَهَـا
وإِذا ارْتَمَـتْ نَحْـوِي المُنى لأَنالَها
وَقـفَ الزَّمـانُ لهـا هُنـاكَ فَعاقَهَا
وإِذا أَبُــو يَحْيَــى تَــأَخَّرَ سـَعْيُهُ
فمَـتى أُؤَمِّـلُ فـي الزَّمـانِ لَحاقَهَا
المُلْبِســـِي ذَهَبِيّــةً مِــن فَضــْلِهِ
شـَنَتِ العُيُـونَ فلـم تُطِـق رقْراقَها
والمـانِعي مِـن صـَرْفِ دهْـرِي بعدما
قَلَبــتْ إِلــيّ الحادِثـاتُ حِـداقَهَا
حَتَّــامَ لا تــزوي جِيــادُكَ للـوَغى
وتَشـِيم مِـن بِيـضِ السـُّيُوفِ رقاقَهَا
وتَســُدُّ طُــرْقَ الأَرْضِ منــكَ بجَحْفَـلٍ
يــذَرُ المُلُــوكَ مُديمـةً إِطرْاقَهَـا
بَحْــر إِذا خَفَقَــتْ عُقــابُ لِـوائِهِ
بتُخُــومِ أَرْضٍ لــم تَخَـفْ إِخْفاقَهَـا
اللَّــه فــي أَرْضٍ غُــذِيتُ هَواءَهـا
وعِصــابةٍ لــم تَتَّهِــمْ إِشــْفاقَهَا
نَكَزَتْهُـمُ أَفْعَـى الخُطُـوبِ وعُوجلُـوا
بمُثَمَّــلٍ منهــا فكُــنْ دِرْياقَهَــا
وافْتَــحْ مَغالِقَهــا بعَزْمـةِ فَيْصـَلٍ
لَـوْ حـاوَلَتْ سـَوْقَ الثُّرَيَّـا سـاقَهَا
بَطَـلٌ إِذا خَطَـبَ النُّفُوسَ إِلى الوَغى
جَعَـلَ الظُّبـا تَحْـتَ العَجاجِ صِداقَهَا
لَـوْ عارَضـَتْ هُـوجَ الرِّيـاحِ بَنـانُهُ
يَوْمــاً لســدَّ ببَعْضــِها آفاقَهَــا
ولَـو انَّهـا منـه إِذا مـا اسْتَلَّها
تَتَعَــرَّضُ الجَــوْزاء حَــلَّ نِطاقَهَـا
وإِذا المُلُوكُ جَرَتْ جياداً في الوَغى
والجُــود قَطَّــعَ جَفْــوةً أَعْناقَهَـا
ولَــو انَّ أَفْـواهَ الضـَّراغِمِ مَنْهَـلٌ
لِلْـــوِرْدِ أَوْردَ خَيْلَــهُ أَشــداقَهَا
وقال في مكان آخر من الذخيرة أثناء حديثه عن انقلاب المستظهر أبي المطرف الناصري على الخلافة: (وكان رفع مقادير مشيخة الوزراء من بقايا مواليه بني مروان، منهم أحمد بن برد وجماعة من الأغمار، كانوا عصابةً يحل بها الفتاء، ويذهب بها العجب، قدمهم على سائر رجاله، فأحقد بهم أهل السياسة، فانقضت دولته سريعاً، منهم أبو عامر بن شهيد فتى الطوائف، كان بقرطبة في رقته وبراعته وظرفه خليعها المنهمك في بطالته، وأعجب الناس تفاوتاً ما بين قوله وفعله، وأحطهم في هوى نفسه، وأهتكهم لعرضه، وأجرأهم على خالقه. ومنهم أبو محمد بن حزم، وعبد الوهاب ابن عمه، وكلاهما من أكمل فتيان الزمان فهماً ومعرفةً ونفاذاً في العلوم الرفيعة).وفي (بغية الملتمس): وتوفي ضحى يوم الجمعة آخر يوم من جمادى الأولى سنة 426 بقرطبة ولم يعقب وانقرض عقب الوزير بموته، وكان له من علم الطب نصيب وافر. (عن الأعلام للزركلي والذخيرة لابن بسام وبغية الملتمس لابن عميرة)