
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
بَلْ لَيْتَ شِعْرِي حِينَ أُنْدَبُ هالِكاً
مــاذا يُـؤَبِّنُنِي بِـهِ أَنْـواحِي
أَيَقُلْـنَ لا تَبْعَـدَ؟ فَرُبَّـتَ كُرْبَةٍ
فَرَّجْتَهـــا بِيَســارَةٍ وَســَماحِ
وَمُغِيـرَةٍ شـَعْواءَ يُخْشـَى دَرْؤُها
يَوْمــاً رَدَدْتَ ســِلاحَها بِســِلاحِ
وَلَــرُبَّ مُشـْعَلَةٍ يُشـَبُّ وَقُودُهـا
أَطْفَــأْتَ حَـدَّ رِماحِهـا بِرِمـاحِ
وَكَتِيبَــةٍ أَدْنَيْتَهــا لِكَتِيبَـةٍ
وَمُضــاغِنٍ صــَبَّحْتَ شــَرَّ صـَباحِ
وَإِذا عَمَـدْتُ لِصـَخْرَةٍ أَسـْهَلْتُها
أَدْعُــو بِأَفْلَــحَ مَـرَّةً وَرَبـاحِ
لا تَبْعُــدَنَّ فَكُــلُّ حَــيٍّ هالِـكٌ
لا بُــدَّ مِــنْ تَلَـفٍ فَبِـنْ بِفَلاحِ
إِنَّ امْـرَأً أَمِنَ الْحَوادِثَ جاهِلاً
وَرَجـا الْخُلُـودَ كَضـارِبٍ بِقِداحِ
وَلَقَـدْ أَخَـذْتُ الْحَقَّ غَيْرَ مُخاصِمٍ
وَلَقَـدْ دَفَعْـتُ الضـَّيْمَ غَيْرَ مُلاحِ
سَعْيَةُ بنُ غَرِيْضٍ، مِنْ شُعراءِ اليَهودِ المَشهُورِينَ، وَهوَ أَخو السَّمَوْأَلِ الشَّاعِرِ وقِيلَ ابنُهُ، شاعِرٌ مُجيدٌ اختارَ لَهُ الأَصمَعيُّ قَصيدَةً فِي مُختاراتِهِ مَطلَعُها: (أَلا إِنِّــي بَلِيــتُ وَقَـدْ بَقِيـتُ / وَإِنِّـي لَـنْ أَعُـودَ كَمـا غَنِيـتُ) أدرَكَ سَعيةُ الإِسلامَ وأَسلَمَ، وعُمِّرَ طَويلاً، فقد ذُكِرَ أَنَّهُ ماتَ فِي آخِرِ خِلافَةِ مُعاوِيَةَ بنِ أَبِي سُفيانَ.