هَا أَنتُمْ هَٰؤُلَاءِ تُدْعَوْنَ لِتُنفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَمِنكُم مَّن يَبْخَلُ ۖ وَمَن يَبْخَلْ فَإِنَّمَا يَبْخَلُ عَن نَّفْسِهِ ۚتبرع الانجميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
إِنّـي لَبـاكٍ عَلـى الشَبابِ وَما
أَعـرِفُ مِـن شـِرَّتي وَمِـن طَرَبـي
وَمِــن تَصـابِيَّ إِن صـَبَوتُ وَمِـن
ناري إِذا ما اِستَعَرتُ في لَهَبي
أَبكــي خَليلاً وَلّــى بِبَهجَتِــهِ
بــانَ بِــاِثوابِ جِــدَّةٍ قُشــُبِ
عَلــى الأَحَـمِّ الأَثيـثِ مُنسـَدِلاً
عَلــى جَــبيني تَهَـدُّلَ العِنَـبِ
كـانَ صَفِيّي دونَ الصَفِيِّ وَذا ال
أُلفَـةِ مِنّـي فـي الوُدِّ وَالحَدَبِ
كـانَ خَليلـي عَلى الزَمانِ فَإِن
رابَ بِرَيــبٍ أَبــي فَلَـم يَـرِبِ
كـانَ إِذا نِمـتُ قـالَ قُم فَإِذا
قُمـتُ سـَما بـي لِأَعظَـمَ الرُتَـبِ
وَكــانَ أَنسـي إِذا فَزِعـتُ لَـهُ
وَكـانَ حِصـني فـي شـِدَّةِ الكُرَبِ
وَا بِـأَبي أَنـتَ مِـن أَخـي ثِقَةٍ
لَـو كـانَ تُغنـي مَقالَتي بِأَبي
إِنّــي لَبــاكٍ عَلَيــهِ أَعـوِلَهُ
بِواكِـــفٍ إِن أَجلِــهُ يَنســَكِبِ
كُــلُّ خَليــلٍ مَضــى فَفـارَقَني
كـانَ شـَوى لَـو ثَـوى فَلَم يَغَبِ
قــارَعَهُ عَنِّــيَ الزَمـانُ فَقَـد
صـِرتُ لَـهُ في الأَذى وَفي التَعَبِ
وَيحَـكَ يـا دَهـرُ كَيفَ جِئتَ بِما
أَكــرَهُ جَهـراً عَلَـيَّ مِـن كَثَـبِ
شــَوَّهتَني بَعــدَ مَنظَــرٍ حَسـَنٍ
كَــأَنَّ فيــهِ ســَبائِكَ الـذَهَبِ
قَلَبـتَ لَـوني إِلى السَوادِ وَقَد
بَيَّضــتَ رَأَسـي فَصـارَ كَـالعُطُبِ
مـا زِلـتَ تَرمـي مُخّـي فَتُرهِقَهُ
وَتَنتَحـي بِـالفُتورِ فـي عَصـَبي
حَتّــى كَـأَنّي وَلَـم أَقُـم لَغِـبٌ
وَكُنـتُ أَعلـو الـذُرى بِلا لَغَـبِ
مطيع بن إياس الكناني أبو سلمى.شاعر، من مخضرمي الدولتين الأموية والعباسية، كان ظريفاً، مليح النادرة ماجناً، متهماً بالزندقة. مولده ومنشؤه بالكوفة، وأصل أبيه من فلسطين،مدح الوليد بن يزيد ونادمه، في العصر الأموي، وانقطع في الدولة العباسية إلى جعفر بن المنصور فكان معه إلى أن مات . وكان صديقاً لحماد عجرد الشاعر وحماد الراوية . أقام ببغداد زمناً ، وولاه المهدي العباسي الصدقات بالبصرة فتوفي فيها ، وأخباره كثيرة ، وفي شعره ، ما كان يغنَّى به.
