
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
لا يوحِشـَنَّكَ فَقـدُ الحَـيِّ إِن رَحَلـوا
دَعهُــم لِكُــلِّ فَقيــدٍ مِنهُـم بَـدَلُ
وَإِن نَـأَو حَيـثُ تَرتابُ الظُنونُ بِهِم
فَلا تَقُـل لَيتَ شِعري ما الَّذي فَعَلوا
وَلا تُبَــكِّ عَلــى رَســمٍ بِـذي سـَلَمِ
وَلا يُــــذَكِّركَ الصــــِبا مَلَــــلُ
وَلا تَقِـــف بَيــنَ أَطلالٍ تُســائِلُها
فَلَـن يَـرُدَّ جَـوابَ السـائِلِ الطَلَـلُ
وَلا تَــزُر بَلَـداً دونَ الحُلـولِ بِـهِ
قَطـعُ المَهـامِهِ وَالتَعريـسِ وَالرَحَلُ
تَطـوي بِـهِ العيسُ وَالظَلماءُ داجِيَةٌ
أَرضـاً يَكـادُ بِهـا المُجتازُ يَختَزِلُ
فـي وَصـفِ أَيـرِكَ شـُغلٌ لَو عُنيتَ بِهِ
إِنَّ اللَــبيبَ بِمـا يَعنيـهِ مُشـتَغِلُ
أَيــرٌ ضــَعيفٌ مُـدَلّى فَـوقَ خُصـيَتِهِ
أَودَت بِقُــوَّتِهِ الأَســقامُ وَالعِلَــلُ
لا يَسـتَقِلُّ إِلـى الأَنفـالِ إِن عَرَضـَت
وَلا يُحَرِّكُـــهُ التَخيمــرُ وَالغَــزَلُ
يَنــامُ وَاللَيــلُ داءٌ لا دَواءَ لَـهُ
تَعِـزُّ فيـهِ عَلـى ذي الحيلَةِ الحِيَلُ
كَــأَنَّهُ وَيَــدُ الحَســناءِ تَغمِــزُهُ
ســَيرُ الإِداوَةِ لَمّــا مَسـَّهُ البَلَـلُ
لَــم تَبـقَ إِلّا جُلـودٌ مِنـهُ بالِيَـةٌ
مِثـلَ الرُسـومِ مَحَتهـا الأَعصُرُ الأُوَلُ
مَيــتٌ يَـروحُ وَيَغـدو فـي حَـوائِجِهِ
لَــم يَختَرِمــهُ عَلـى عِلّاتِـهِ الأَجَـلُ
تَـاللَهِ مـا كـانَ أَمضـاهُ وَأَنجَـدَهُ
في الحَربِ لَو لَم تَغُل أَيّامَهُ الغِيَلُ
يـا رُبَّ ضـَخمٍ مِـنَ الأَبطـالِ جَـدَّ لَهُ
كَــأَنَّهُ وَهــوَ مُلقــىً تَحتَـهُ جَبَـلُ
أَيّــامَ يَسـتَقبِلُ الأَقـرانَ مُنتَصـِباً
أَيّـــامَ لا عِــوَجٌ فيــهِ وَلا مَيَــلُ
إِذا الكُمــاةُ تَـأَبَّت فـي تَقَـدُّمِها
مَضــى وَعـادَتُهُ التَشـميرُ وَالعَجَـلُ
كَـم ذالَـهُ حينَ يَحمي الأَرضَ صائِنُها
مِـن مَشـهَدٍ لَـم تُعايِن مِثلَهُ المُقَلُ
وَغَمـــرَةٍ ذاتِ أَهـــوالٍ تَقَحَّمَهــا
لَــم يَثنِــهِ خَـوَرٌ عَنهـا وَلا وَجَـلُ
تَهتَــزُّ فيـهِ قَنـاةٌ لا يَقـومُ لَهـا
يَـومَ الكَريهَـةِ إِلّا السـادَةُ النُبُلُ
يَسـتَنُّ بِـالطَعنِ فـي أَعراضِ ذي شَرَفٍ
مُمَنَّــعٍ حَــولَهُ الأَنصــارُ وَالخَـوَلُ
لَم يَجرِ في حَلبَةٍ تَجري الخُيولُ بِها
وَلا عَلا مَتنَـــهُ ســـَرجٌ وَلا جُمَـــلُ
فـي عَسـكَرٍ لا تَـرى إِلّا الرِمـاحَ بِهِ
يَرتـاعُ مِـن هَولِهِ المِقدامَةُ البَطَلُ
تَظَــلُّ صــَرعاهُ قَـد حُلَّـت مَآزِرُهـا
وَلِلأَســـِنَّةِ فــي أَوســاطِها عَمَــلُ
تَقـولُ سـُلَيمى وَقَـد ذاقَـت حَلاوَتَـهُ
لِلَّــهِ دَرُّكَ مِــن أَيـرٍ بِـهِ المَثَـلُ
فَلَـم تَـزَل حادِثـاتُ الـدَهرِ تَنكُبُهُ
حَتّـى تَبَيَّـنَ فيـهِ العَجـزُ وَالفَشـَلُ
غَيَّــرنَ دَولَتَــهُ بَعـدَ اِسـتِقامَتِها
وَقَــد تَغَيَّـرُ عَـن حالاتِهـا الـدُوَلُ
مــا زِلـتُ آمُـلُ عُتبـاهُ وَيُخلِفُنـي
حَتّــى تَقَطَــعَ مِـن أَسـبابِهِ الأَمَـلُ
فَـاِذكُر مَنـاقِبَهُ بِـالأَمسِ وَاِبكِ لَها
فَـذاكَ هَمُّـكَ لَيـسَ الرَحـلُ وَالجَمَـلُ
راشد بن إسحاق أبو حكيمة.من الشعراء المقدمين في العقود الأولى من القرن الثالث وهو من الشعراء المنسيين ذلك أنه استفرغ معظم شعره في التألم لما أصيب به من العنة مما زهد الباحثين في جمع شعره.له شعر في كتاب شعراء عباسيون منسيون.