
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
لَـجَّ المُعـاتِبُ فـي لَـومي فَقُلتُ لَهُ
دَع عَنـكَ لَـومي فَـإِنَّ اللَومَ إِغراءُ
هــذا وَلا تَلتَمِــس بُـرئي بِمعتَبَـة
وَداوِنـي بِـالَّتي كـانَت هِـيَ الداءُ
أَراكَ تَجهَــلُ أَحـوالي فَتَحسـَبُ لـي
لامـــاً وَبـــاءً وَلا لامٌ وَلا بـــاءُ
أَعِــر لِكَفّــي سـَمعاً تَسـتَفيدُ بِـهِ
مِنــكَ النَصــيحَةُ إِنَّ الأُذنَ صــَمّاءُ
تَلومُ بِالنَوكِ في الصَهباءِ مَن نسخَت
مِنــهُ الحَقيقَـة فَهـوَ الآنَ صـَهباءُ
أَنـا السـَفيهُ إِذا تَرَكتُهـا أَبَـداً
لِأَنَّهــا الـروحُ وَالكيـزانُ أَعضـاءُ
بِهـا اِنبَسَطنا مَعَ الأَحبابِ إِذ نَشَرَت
مِنهـا عَلـى عـالَمِ الأَكـدارِ سـَرّاءُ
مـا ضيّعَ الحَزمُ مَن أَضحى بِها ثَملاً
قَـد أَمطَرَتـهُ بِمـاءِ البَسـطِ أَنواءُ
يَهـزُّ بِـالرَقصِ مِـن أَعطـافِهِ فَرَحـاً
أَيّــامُهُ أَبَــداً بِــالراحِ خَضـراءُ
شـَمسٌ مَـتى سـَطَعَت فـي عَقلِ شارِبِها
يَصـيرُ ذاتـاً لَهـا الأَكـوانُ أَسماءُ
إِذا تَــذهَّبَ مِنهــا الكَـأس نَضـّدَه
درُّ الحَبـــابِ فَلَــونُ الكُــلِّ لَألاءُ
بِـالعُرفِ قَـد عَـرَفَ الحُـذّاقُ حِدَّتها
مِـن داخِـلِ الـدنِّ ذوقاً وَهيَ عَذراءُ
أَضحوا نَشاوى وَما فَضّوا الخِتامَ لأَن
نَ حالَ أَهلِ النُهى في السُكرِ حَسناءُ
مـا كَسـَرَ الكَـأسَ مِنهُم شارِبٌ أَبَداً
بَينَ النَدامى وَلا بِالطَيشِ قَد باؤوا
إِن بــاحَ غَيرهُــم بِالسـِرِّ صـانَهُمُ
عَـن هَفـوَةِ الشـَرِّ إِظهـارٌ وَإِخفـاءُ
لا يُثبِتــونَ وَلا يَنفــونَ مـا لَهُـمُ
لَعَلَّهُـــم بِحَقيـــقِ الأَمـــرِ آواءُ
تَنفيهِـمُ الـذاتُ تَحقيقـاً وَيُثبِتُهُم
نـورُ الصـِفاتِ فَهُـم مَـوتى وَأَحياءُ
قَد باشَروا الشُربَ بِالأَكواسِ أَجمَعها
ســـِيّانَ عِنــدَهُم غَيــمٌ وإِصــحاءُ
هُــمُ الرِجـالُ أَدامَ اللَـهُ مَجـدَهُمُ
وَالغَيــرُ وَاللَـهِ أَوبـاشٌ وَغَوغـاءُ
أبو عبد الله محمد بن محمد الحراق بن عبد الواحد بن يحيى بن عمر بن الحسن بن الحسين الحسيني.شاعر وإمام جليل، متضلع في علم الظاهر انتهت إليه فيه الرياسة، مشاركاً في فنونه من تفسير وحديث وفقه وفتوى ومعقول.وكان أديباً شاعراً كاد ينفرد به في عصره مع كثرة وجوده.وقد كان تلميذاً للقطب الرباني العربي الدرقاوي.مات ودفن بزاويته المشهورة بثغر تطوان بباب المقابر.