
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
كَـم تَيَّمَنـي بِـوَردِ الخَـدِّ وَالبَلـج
وَكَلَّمَــت كَبِــدي بَطَرفِهــا الغَنـجِ
مَليحَـةٌ قَـد رَمَـت عَـن قَوسِ حاجِبِها
بِأَســهُمٍ صـُنِعَت مِـن رَونَـقِ الدَعـجِ
وَأغرَقَـت نـارَ قَلـبي بالدُموعِ كَما
قَـد أَحرَقَـت أَدمُعـي مِن شِدَّةِ الوَهجِ
لَـولا دُمـوعي لَكـانَ القَلبُ مُحتَرِقاً
وَلَـو خَبا الحُرُّ كانَ الطرفُ في لَججِ
كـانَ بِـالعَينِ مـا بِالقَلبِ مِن ضَرَمٍ
شـَوقاً وَبِالقَلبِ ما بِالعَينِ مِن ثَجَجِ
يـا لَيـتَ شـِعري هَـل لِوَصـلِها سَبَبٌ
فَــأَبتَغيهِ وَلَـو بِـالروحِ وَالمُهـجِ
وَعاشـِق قَـد شـَرى وَصلَ الحَبيبِ بِما
حَـوَت يَـداهُ فَمـا عَلَيـهِ مِـن حَـرَجِ
قُـل لِلَّـذي عَـزَّ نَفساً دونَ مَن عَشِقَت
لَقَـد أَتيـتُ طَريـقَ العِشـقِ عَن عوجِ
إِن لَـم تَكُـن مُسـتَقيماً فـي مَحَبَّتِهِ
تَكُـن عَلـى خَجَـلٍ مِـن وَصـمَةِ العَرجِ
هَيهـاتَ هَيهـاتَ إِنَّ الصـَبَّ لَو فَنِيَت
أَوصـالُهُ عَـن رُسـومِ الحُـبِّ لَم يَعِجِ
وَالحُـبُّ ما لَم يَمُت بِهِ الفَتى دَلفا
فَــإِنَّ صــاحِبَهُ حَقّــاً مِـنَ الهَمـجِ
لِأَنَّ مَـوتَ الكَئيـب الصـَبّ فـي كَبِـدٍ
عَن صِدقِهِ في الهَوى مِن أَوضَحِ الحُجَجُ
أبو عبد الله محمد بن محمد الحراق بن عبد الواحد بن يحيى بن عمر بن الحسن بن الحسين الحسيني.شاعر وإمام جليل، متضلع في علم الظاهر انتهت إليه فيه الرياسة، مشاركاً في فنونه من تفسير وحديث وفقه وفتوى ومعقول.وكان أديباً شاعراً كاد ينفرد به في عصره مع كثرة وجوده.وقد كان تلميذاً للقطب الرباني العربي الدرقاوي.مات ودفن بزاويته المشهورة بثغر تطوان بباب المقابر.