
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أَراعـكَ مـا راعَنـي مِن رَدى
وجـدتُ لـه مثـلَ حـزّ المُدى
وَهَـل فـي حِسـابك أنّي كَرَعْتُ
بـرُزءِ الإمـامِ كـؤوس الشّجا
كـأنّي وقـد قيـل لـي إنّـه
أتاه الرَّدى في يَمينِ الرّدى
فَقُــل لِلأَكــارمِ مِـن هاشـمٍ
ومـن حلّ من غالبٍ في الثَّرى
رِدوها المَريرة طولَ الحياةِ
وكـم واردٍ كَدِراً وما اِنروى
وشقّوا القلوبَ مَكانَ الجُيوبِ
وجُـزّوا مكانَ الشّعورِ الطُّلى
وحلّـوا الحُبـا فعلـى رُزْئِهِ
كِـرامُ الملائكِ حلّـوا الحُبا
ولِــمْ لا ومـا كتبـوا زلّـةً
عليـه وأيُّ اِمـرئٍ مـا هَفـا
فيـا ليـتَ بـاكيَهُ ما بكاهُ
ويـا ليـت نـاعيَهُ مـا نعى
ويا لَيتنِي ذقتُ عنه الحِمامَ
ويـا لَيتَني كنتُ عنه الفِدا
هـوَ المَوتُ يَستلبُ الصالحينَ
وَيَأخـذُ مِـن بَيننـا مَن يَشا
فَكَـم دافَعـوه فَفات الدفاعُ
وَكَـم قَد رَقَوْه فَأَعيا الرُّقى
مَضـى وهوَ صِفْرٌ منَ الموبقاتِ
نقــيَّ الإزارِ خفيـفَ الـرِّدا
إِذا رابَـهُ الأَمـرُ لَـم يأتِهِ
وإن خَبُثَ الزَّادُ والَى الطَّوى
تعـزَّ إِمـامَ الـوَرى وَالّـذي
بِـه نَقتَـدي عَن إِمامِ الوَرى
وَخَـلِّ الأَسـى فَالمَحـلُّ الّـذي
جَثَمـتَ بِـهِ لَيـسَ فيـهِ أَسـى
فَإِمّــا مَضـى جَبـلٌ وَاِنقَضـى
فَمِنـكَ لَنـا جَبـلٌ قَـد رَسـَا
وَإِمّـا فُجِعنـا بِبَدرِ التمامِ
فَقَـد بَقيـت مِنك شمسُ الضُحى
وَإِن فاتَنا مِنهُ لَيثُ العَرين
فَقَـد حاطَنا مِنكَ لَيثُ الشَّرى
وَأَعجَــبُ مـا نالَنـا أَنَّنـا
حُرِمنا المنى وَبَلَغنا المنى
لَنـا حَـزَنٌ فـي محلِّ السرورِ
وَكَـم ضـَحِكٍ فـي خِلالِ البُكـا
فَجَفْـنٌ لَنـا سـالِمٌ مِـن قَذىً
وآخــرُ مُمتَلِــئٌ مِــن قَـذى
فَيــا صـارِماً أَغمـدته يـدٌ
لَنـا بَعدكَ الصارِمُ المُنتضى
ويـا رُكُنـاً ذَعْذَعته الخطوبُ
لَنـا بَعـدَ فَقـدِكَ رُكـنٌ ثوى
وَيا خالِداً في جِنانِ النّعيمِ
لَنـا خالـدٌ في جِنانِ الدُّنا
فَقوموا اِنظروا أَيّ ماضٍ مَضى
وَقومـوا اِنظُروا أيّ آتٍ أتى
فَـإِنْ كـانَ قادرُنـا قَد مضى
فَقائِمُنــا بَعـدَهُ مـا مَضـى
ولَمّـا دُوينـا بِفَقـدِ الإمامِ
عَجِلـتَ إلينـا فكنـت الدَّوا
رَضــيناكَ مالكَنـا فَاِرضـنا
فَمـا نَبتَغي مِنكَ غَيرَ الرِّضا
وَلَمّـا حَضـرناكَ عندَ البِياعِ
عَرَفنـا بِهَـديك طُـرقَ الهُدى
فَقابَلتَنـا بوَقـارِ المَشـيبِ
كَمــالاً وَســِنُّك سـِنُّ الفَـتى
وَجِئناكَ تَتلو عَلَينا العزاءَ
فَعزَّيتَنــا بِجَميــلِ العـزا
وَذادَتْ مَواعِظُــك البالغـاتُ
أَخامِصـَنا عَـن طَريـقِ الهَوى
وَعَلَّمتَنــا كَيـفَ نَرضـى إِذا
رَضي اللَّه أَمراً بِذاكَ القَضا
فَشـَمّرْ لَنـا أَيُّهـاذا الإمامُ
وَكُـن لِلـوَرى بَعـدَ فَقرٍ غِنى
وَنَـحِّ عَنِ الخَلقِ بَغيَ البُغاةِ
وَعُـطَّ عَـنِ الدّينِ ثوبَ الدُّجى
فَقَد هَزَّك القَومُ قَبلَ الضِّرابِ
فَمـا صـادَفوكَ كَليـلَ الشَّبا
وَأَعلَمَهــم طــولُ تَجريبِهـم
بِأَنَّـــكَ أَولاهــمُ بِــالعُلى
وَأَنّــك أَضــرَبُهم بِالسـّيوف
وَأَنَّــك أَطعنُهــم بالقنــا
وَأَنّـكَ أَضـرَبُهم فـي الرّجـا
ل عِرْقـاً وأطـولُ منهـم بنا
وَأَنّـك وَالحَربُ تُغلى لها ال
مَراجــلُ أوسـعُ منهـم خُطَـا
وَأَنّــك أَجــوَدُهم بالنُّضـارِ
وَأَنَّـــكَ أَبــذَلُهم لِلنّــدى
سـَقى اللَّـهُ قَـبراً دَفنَّا بِهِ
جَميـعَ العَفـافِ وَكُـلَّ التُّقى
وَجـادَ عَلَيـهِ قُطـارُ الصـّلاةِ
فَأَغنـاهُ عَـن قَطَـرات الحَيا
ومَيْـتٌ لـه جُـدُدٌ مـا بَليـن
مـــآثرُهُ لا يَمَــسُّ البِلــى
وَإِنْ غابَ مِن بَعدِ طولِ المَدى
فَإِنَّــك أَطــوَلُ مِنــهُ بقـا
علي بن الحسين بن موسى بن محمد بن إبراهيم أبو القاسم.من أحفاد علي بن أبي طالب، نقيب الطالبيين، وأحد الأئمة في علم الكلام والأدب والشعر يقول بالاعتزال مولده ووفاته ببغداد.وكثير من مترجميه يرون أنه هو جامع نهج البلاغة، لا أخوه الشريف الرضي قال الذهبي هو أي المرتضى المتهم بوضع كتاب نهج البلاغة، ومن طالعه جزم بأنه مكذوب على أمير المؤمنين.له تصانيف كثيرة منها (الغرر والدرر -ط) يعرف بأمالي المرتضى، و(الشهاب بالشيب والشباب -ط)، و(تنزيه الأنبياء -ط) و(الانتصار -ط) فقه، و(تفسير العقيدة المذهبة -ط) شرح قصيدة للسيد الحميري، و(ديوان شعر -ط) وغير ذلك الكثير.