
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
نـادِ اِمـرءاً غُيّـبَ خَلف النَّقا
فكَـم فَـتىً نـادَيته مـا وَعـى
وَقُـل لمَـن لَيـس يـرى قـائلاً
بــأيِّ عهــدٍ دبّ فيـكَ البِلـى
وَكَيــف دُلّيــتَ إِلــى حُفــرةٍ
يَمحوكَ مَحو الطِّرسِ فيها الثَّرى
كَـذِي ضـنىً مُلقـىً وَلَيـتَ الّذي
سـيطَ بِـهِ جِسـمكَ كـانَ الضـّنى
أَرّقنِــي فَقــدُك مِــن راحــلٍ
وَاِسـتَلَّ مِـن عَينَـيَّ طعمَ الكَرى
وَبِنــتَ لا عَـن مَلـلٍ مِـن يَـدي
وَغبـتَ عَـن عَينـيَّ لا عـن قِلـى
فَكَيـــفَ وَلّيـــت وَخَلَّفتنـــي
أَكـرعُ مِـن بَعـدك كـأسَ الأَسـى
كَــأَنَّني ســارٍ عَلــى قَفــرةٍ
مَســلوبَةٍ أَعلامُهــا وَالصــُّوى
أَو مُنفِــضٍ مِــن كــلِّ أَزواده
يَحــرِقُ القَيـظ بِنـارِ الصـَّدى
وصــاحِبٍ لِــي كُنـتُ صـَبَّاً بِـهِ
أَخشـى عَلَيـهِ مِـن مُرورِ الصَّبا
تَــمَّ وَلَمّـا لَـم يَجِـد مُنتهـى
غافَصــنِي فيـهِ طـروق الـرَّدى
خُولِســـتهُ مُحتظــراً رابعــاً
كــالنّجم ولّـى أو كغصـنٍ ذَوى
فَفـي جُفـونِي منـهُ سَيلُ الزُّبَى
وَفـي فُـؤادِي مِنـهُ نارُ القِرى
وَإنْ تَقلّبـــتُ عَلــى مَضــجَعي
كـانَ لِجَنـبي فيـهِ جَمرُ الغَضا
وَكـانَ فـي العَينيـنِ لـي قرّةً
فَصــارَ مَيتــاً لِجفـوني قَـذى
قَـد قُلـتُ لِلمُسـلينَ عَـن حُزنِه
مـا أَنـا طَوعـاً لِعَـذولٍ سـَلا
فَـإِن رَقـا دَمعِـي فلـم يَبكِـهِ
فَلـــن أُصــبِحَ فيمَــن بَكــى
وَكَيــفَ أَســلاهُ وَبــي صــَبوةٌ
أَم كَيـفَ أَنسـاهُ وفيـهِ الهُدى
كَــانَ كَنـارٍ أُضـرمت وَاِنطَفـت
أَو بـارِقٍ مـا لاحَ حتّـى اِنجَلى
أَو كَــوكَبٍ مــا لحظـتْ نـورَهُ
فـي أُفقِـه العَينـانِ حتّى خوى
يَنبـو عَـنِ الفُحـشِ وَلَم يَستطِعْ
مُعرّســاً فــي عَرَصـَات الخَنـا
وَإنْ تَنُــطْ ســِرّاً إِلـى حفظِـهِ
فَهـوَ عَلـى طولِ المَدى ما فشا
كَـم أَخَـذَ الـدّهر لَنـا صاحِباً
وَكَـم طَـوى فـي تُربِـهِ ما طَوى
وَكَــم أَمــالَت كفُّــهُ صــَعْدةً
عالِيـــةً شــاهِقةَ المُرتَقــى
إِن شـِئتَ أَنْ تَعجَـب فَانظُر إِلى
مُرتَبَـــعٍ بـــادَ ورَبْــعٍ خلا
وَنِعمَــــةٍ ســـابغةٍ قَلّصـــتْ
وَمَنــزلٍ بَعَــد كَمــالٍ عفــا
وَمَعشــَرٍ حَلّـوا وَلَـم يَرتَضـوا
بَأسـاً وعـزّاً فـي محـلِّ السُّها
مِــن دونِ مـا أرغـم آنـافهم
ضـَربُ الوَريـدَينِ وَطَعـنُ الكُلى
أَكفُّهُــم لِلمُجتَــدين الغِنــى
وَدورُهُـم فـي النائِباتِ الحِمى
وَكَــم لَهُـم مِـن مُعجِـزٍ بـاهرٍ
أظهــرهُ للنـاسِ يَـوم الـوغى
سـيقوا إِلـى الموتِ كَما سُوِّقتْ
لِلعَقْـرِ بِـالكُرهِ بِهـامُ الفلا
وَطوّحــوا فــي بَــرزَخٍ واسـعٍ
بَيــنَ هُــوى مظلمَـةٍ أو كُـدى
كَــأَنَّهم مــا قســّمتْ برهــةً
أَيـديهمُ الأَرزاقَ بَيـنَ الـوَرى
وَلا أَقـاموا العـزَّ مـا بَينَهم
بِـالبيضِ مَعمـوداً وسُمر القنا
هــوَ الـرَّدى لَيـسَ لَـه مَـدفعٌ
وَالمَـوتُ لا يَقبـلُ بـذلَ الرّشا
وَكَــم مَضــى قبلــك أغلوطـةً
بِالسـّيفِ مِـن غَفلتـه مِـن فَتى
إِن سـاءَني الـبينُ فَقَـد سَرَّني
أَنّــك فــارَقتَ شـَهيرَ الظبـا
تَمضِي إِلى القومِ الأُلى لَم تَزلْ
تَجعلهـم فـي الظّلمـاتِ الهُدى
فَــإِنْ تَبــوّأتَ لَهُــم مَنـزلاً
كُنـتَ بِهـم في الدرجاتِ العُلى
وَلَــم يَـزَل قَـبركَ تُبلـى بـهِ
عَليـكَ إِن شـِئتَ دُمـوعُ الحَيـا
فَلَــم يَضــِرْ وَهـوَ نـدٍ تُربـه
مِـن رَحمـةٍ أَن لَم يُصبه النّدى
وَإِنْ تَكُـــن مُظلمـــةً حَــوله
قُبــورُ أَقـوامٍ فَفيـهِ السـَّنا
وَإِنْ يَبِـتْ فـي غَيِـر مـا رَبوةٍ
فَهـوَ لَدَى الرّحمَنِ أَعلى الرُّبى
علي بن الحسين بن موسى بن محمد بن إبراهيم أبو القاسم.من أحفاد علي بن أبي طالب، نقيب الطالبيين، وأحد الأئمة في علم الكلام والأدب والشعر يقول بالاعتزال مولده ووفاته ببغداد.وكثير من مترجميه يرون أنه هو جامع نهج البلاغة، لا أخوه الشريف الرضي قال الذهبي هو أي المرتضى المتهم بوضع كتاب نهج البلاغة، ومن طالعه جزم بأنه مكذوب على أمير المؤمنين.له تصانيف كثيرة منها (الغرر والدرر -ط) يعرف بأمالي المرتضى، و(الشهاب بالشيب والشباب -ط)، و(تنزيه الأنبياء -ط) و(الانتصار -ط) فقه، و(تفسير العقيدة المذهبة -ط) شرح قصيدة للسيد الحميري، و(ديوان شعر -ط) وغير ذلك الكثير.