
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
خَــلِّ مَــن كـانَ لِلجنـادلِ جـارا
لا تُعِـــرهُ تلهّفـــاً واِدّكـــارا
فَغــبين الرّجــال مَــن ســلَبَتْهُ
نُـوَبُ الـدّهرِ في المصابِ اِصطبارا
وَاِعتَـبر بِالّـذين حلّـوا من العل
يــاءِ وَالكِبريــاء داراً فـدارا
مَلَكـوا الأرضَ كلّهـا ثـمّ مَـن كـا
نَ عَلـى الأرضِ فـي الزمـانِ مرارا
فــــترى دورهــــمْ وكـــنّ مِلاءً
بالمســـرّات بعـــدهنّ قفـــارا
مُظلمـاتٍ مِـن بعـدِ أَن أوقـدت في
هـا اللّيـالي نـوراً يلوح ونارا
وأكفَّــا يوابســاً طالمَــا فِــضْ
ن علـى الخلـق عَسـْجَداً أو نُضارا
أيـن قـومٌ كنّـا نراهـمْ على الأط
واد حلّـوا ثـرى الصّعيد اِنتِشارا
وَحَمـوا الأنجـمَ العُلا غيـر راضـي
نَ لَهــم ذلــك الجــوارَ جِـوارا
كـلُّ قَـرْمٍ قـد طـاب أصـلاً وفرعـاً
وقـــديماً وحادثـــاً ونِجـــارا
ضـــمَّ ملكـــاً وبســطةً بيــديهِ
طيّعـاتٍ إلـى الـبراري البحـارا
وتـــراه يجــرّ فــي كــلِّ فــجٍّ
طَلــبَ العــزِّ جيشــَه الجــرّارا
لَــم يَــزل آنـس المفـارقِ حتّـى
خَلــعَ المــوتُ تـاجَه والسـِّوارا
ثُـــمّ وَلّــى ممكِّنــاً مِــن رَداه
فيــه تلــك الأنيـابَ والأظفـارا
إِنّ هَــذا الزّمــان يأخــذ منّـا
كــلَّ يــومٍ خِيارنــا والخِيـارا
وَأعزّاؤنـــا إِذا لَـــم يَفوتــو
نـا صـغاراً فاتوا وماتوا كبارا
وكــأنّ الّـذي تهالـك فـي الفَـج
عــاتِ حُزنــاً تظلَّــمَ الأقــدارا
حـاشَ للَّـه أَن تَكونـوا وقـد سـِي
طَـتْ بنـا القارعـاتُ فينا جُبارا
وَإِذا لَــم تُطـقْ ثقيـلَ الرّزايـا
فعلـــى مــا نعجّــزُ الأغمــارا
عَــزّ مَــن بـزّ مَـن أراد وأفنـى
حِمْيَــراً تــارةً وأخــرى نِـزارا
فَتَراهــمْ مِــن بعــدِ عـزٍّ عزيـزٍ
فـي بطـون الهُـوى غُبـاراً مُطارا
وإذا مــا أجَلْــتَ بيــن ديــارٍ
لَهُـمُ اللّحـظ لَـم تَجِـدها دِيـارا
لـم تَـدعْ حادثـاتُ هـذي الليالي
منهُــــمُ أعيُنـــاً ولا آثـــارا
وطَــوَتْ عنهُــمُ ومنهـمْ إلـى الأح
يــاءِ منّــا الأنبـاء والأخبـارا
ورأينــا مـن واعظـاتِ المواضـِي
لِلبـــواقي مــا يَملأ الأبصــارا
غَيـر أَنّـا نَـزدادُ فـي كـلّ يـومٍ
خُــدَعاً مِــن زَماننـا وَاِغتِـرارا
فَــإِلى كَــم نصـدّق المَيْـنَ منـه
كـــلَّ يــومٍ ونــأمنُ الغَــرّارا
وَنَسـومُ الأربـاحَ والرّبـح يـا صا
حِ إذا مــا مضــيت كـان خسـارا
يا اِبنَ عبد العزيز ليتك ما بِنتَ
ولا ســـار ســـائرٌ بــك ســارا
كـان حِـذري عَليـك يسـتلب الغُـمْ
ضَ ســُهاداً فقـد كفيـتُ الحِـذارا
إِنّمـا المَـرءُ طـائرٌ سـكن الـوَكْ
رَ قليلاً مهجّـــراً ثـــمَّ طـــارا
وَطِـــوال الســّنين بعــدَ تقــضٍّ
وَنفــادٍ مــا كــنّ إلّا اِسـتدارا
وَظلامٍ مـــا جـــاء غِــبَّ صــباحٍ
ملأ الأرضَ كلَّهــــا وَاِســــتنارا
لَيـسَ عـاراً هَذا المصابُ وكان ال
ضــَعفُ عنـه بيـن الأجالـدِ عـارا
إِنّمــا العَيـشُ لـو تـأمَّلتَ ثـوبٌ
خِيــل مُلكـاً لنـا وكـان مُعـارا
أيّهــا الثّاكــل المحبّـةَ لا تـث
كــلْ جـزاءً عنهـا طـويلاً كُثـارا
وَاِصــطَبر مــؤثراً تفُــز بِثَـوابٍ
لا تُضــِعْهُ بِــأَن صـَبرتَ اِضـطِرارا
فَـدَع الشـَّكوَ مِـن جـروحِ اللّيالي
فجـــروح الأيَّــام كــنّ جُبــارا
لا تشـــكّنَّ بالّـــذي قَســـَمَ الأع
مــارَ فــاللَّهُ قســّمَ الأعمــارا
وَبلغــتَ الأوطـارَ قِـدْماً فمـا را
بَــكَ يومــاً أن تحـرم الأوطـارا
قَــد مَضــى رائداً أَمامـك بِشـْرِي
لــك فـي عرْصـةِ الجنـانِ قـرارا
أَيُّ نَفــعٍ فــي أَن تُقيـم وتمضـِي
حَيَـــداً عــن ثَــوابِهِ وَاِزوِرارا
وَإِذا مـــا وزنـــتَ ذاكَ بِهــذا
كنـتَ معطـىً فيمـا عراك الخِيارا
وَلَـو اِنّـي اِسـتَطعتُ دفعـاً لدافع
ت ولكــن جــاراك مَـنْ لا يُجـارى
كــنْ وَقــوراً علـى مضاضـةِ خطـبٍ
حـطّ عـن مَنْكِبَـيْ سـواك الوَقـارا
وَاِصـحُ كـي تُـدرك الثّوابَ فكلّ ال
نــاسِ فـي هـذه الخطـوبِ سـُكارى
وَاِســتَمعْ مــا أَقــوله ودعِ الأَقْ
والَ فــالقولُ مـا صـفا وأنـارا
وَإِذا مــا ســواك كــان دِثـاراً
كنـتَ لِـي بـالوِدادِ منـك شـِعارا
وَسـَقى اللَّـه قَـبره كلّمـا اِرفـض
ضَ قُطــارٌ ثنــى إليــه قُطــارا
وَتَـــولّى بــه الغمــامُ يُســقّي
هِ مــتى شــاء ظُلمــةً ونهــارا
وَتَــرى بَرقَــه ضــَحوكاً وإِن كـا
نَ عَبوســـاً ورعـــده النقّــارا
وعَــدَته الجــدوبُ فـي كـلِّ مَحْـلٍ
وكَســـَتْهُ أنـــوارهُ الأنـــوارا
علي بن الحسين بن موسى بن محمد بن إبراهيم أبو القاسم.من أحفاد علي بن أبي طالب، نقيب الطالبيين، وأحد الأئمة في علم الكلام والأدب والشعر يقول بالاعتزال مولده ووفاته ببغداد.وكثير من مترجميه يرون أنه هو جامع نهج البلاغة، لا أخوه الشريف الرضي قال الذهبي هو أي المرتضى المتهم بوضع كتاب نهج البلاغة، ومن طالعه جزم بأنه مكذوب على أمير المؤمنين.له تصانيف كثيرة منها (الغرر والدرر -ط) يعرف بأمالي المرتضى، و(الشهاب بالشيب والشباب -ط)، و(تنزيه الأنبياء -ط) و(الانتصار -ط) فقه، و(تفسير العقيدة المذهبة -ط) شرح قصيدة للسيد الحميري، و(ديوان شعر -ط) وغير ذلك الكثير.