
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
لِــي منــزلٌ ولمــنْ سـلاكمْ منـزلُ
فـدعوا العَـذولَ علـى هواكمْ يعذُلُ
وإذا مـــررتُ بغيرهــا أســطيعُهُ
فمــن الضــّرورةِ أنّنِــي لا أَقبَـلُ
بــأبي وأُمّـي راحـلٌ طَـوْعَ النّـوى
ويَـــوَدُّ قلـــبي أنّــه لا يَرحــلُ
ولقــد حملـتُ غـداةَ زُمّـتْ للنّـوى
أحمـالُكمْ فـي الحـبِّ مـا لا يُحمَـلُ
وعجبتُــمُ أنّــي بقيـتُ وقـد مضـى
بـالعِيشِ مـن كفّـي الخَليطُ المُعْجَلُ
لَيـس اِصـطباراً مـا تـرون وإنّمـا
هـــو للّحُـــاةِ تصـــبُّرٌ وتَجَمُّــلُ
فـدعوا القُـرونَ بزفـرةٍ لم تُسْتَمَعْ
بعــد الفــراقِ ودمعــةٍ لا تَهطِـلُ
فالنّـارُ يخمـد ظـاهراً لـك ضوءُها
ووراء ذاك لهيـــبُ جَمْــرٍ مُشــْعَلُ
مَـن لـي بقلب الفارغين من الهوى
لا مهجَـــةٌ تضـــنى ولا تَتَقَلْقَـــلُ
مَــن شــاء فـارقني فلا طَلَـلٌ لـه
يُبكـــى وَلا عنــه ربــاعٌ تُســأَلُ
وإذا الرّجـالُ تعـزّزوا ومشـتْ إلى
مهجــاتهمْ رُسـُلُ الغـرامِ تـذلّلوا
وأُســاةُ أدواءِ الشــِّكايةِ كُلُّهــمْ
يـــدرون أنّ الحـــبَّ داءٌ مُعضــِلُ
مَــن مبلـغٌ ملـكَ الملـوكِ بـأنّنِي
بلســـانِ طــاعته أعِــلُّ وأنْهَــلُ
قـد كنـتُ أمطل مَنْ بغى منّي الهوى
حتّــى دعــاني منـك مَـن لا يَمطُـلُ
فبلغــتُ عنــدك رتبــةً لا تُرتَقـى
ونزلــتُ منــك مكانــةً لا تُنــزَلُ
وعلمــتُ حيــن وزنـتُ فضـلك أنّـه
مــن كــلّ فضــلٍ للأماجــدِ أفضـلُ
للَّـــه درُّ بنـــي بُــوَيْهٍ إنّهــمْ
أعطـوا وقـد قـلّ العطاءُ وأجزلوا
ولهــمْ بأســماكِ المجــرَّةِ منـزلٌ
مــا حَلَّــهُ إلّا الســِّماكُ الأَعــزلُ
المُطعِميــن إذا السـّنونُ تكـالحتْ
واِغـبرّ فـي النّاسِ الزّمان المُمحلُ
والمبصــرين مكــانَ حـزّ شـفارهمْ
في الرَّوْع إذ أعشى العيونَ القَسْطَلُ
وَالــدّاخلين علــى الأسـنّةِ حُسـَّراً
إنْ قــلَّ إدخــالٌ وعــزّ المــدخَلُ
فهُـمُ الجبـالُ رزانـةً فـإذا دُعُوا
لعظيمــةٍ خفّـوا لهـا واِسـتعجلوا
وهُــمُ الـرؤوس وكـلُّ مَـن يعـدوهم
فــي المعتليـن أخـامصٌ أو أرجـلُ
لهُــمُ القُطـوبُ تَـوَقُّراً فـإذا هُـمُ
همّـوا بـأنْ يُعطوا النّوالَ تهلّلوا
وإذا المحــاذرُ بالرّجـالِ تـولّعتْ
فهـمُ مـن الحَـذَرِ المُلِـمِّ المَعقِـلُ
إنْ خَوّلـوا مـن غير أن يعنوا بما
قَــد خوّلـوا فكـأنّهمْ مـا خوّلـوا
وَإِذا اِلتَفـتّ إلـى عِراصـِهمُ الّـتي
عـزّ الـذّليلُ بهـا وأثـرى المُرْمِلُ
لَـــم تَلــقَ إلّا مَعشــراً روّاهُــمُ
غِـــبَّ العِطـــاشِ تفضــُّلٌ وتطــوّلُ
كــم موقــفٍ حَــرِجٍ فرجـتَ مضـيقه
والرّافــدان لـك القنـا والأنصـُلُ
فـي حيـث لا تنجـي الجيـادُ وإنّما
تُنجيـــك بِيــضٌ للقــراعِ تُســَلَّلُ
وشـــهودُ بأســك أســمرٌ متــدقّقٌ
أو أبيــضٌ ماضــي الغِـرارِ مُفَلَّـلُ
أعطيــتَ حتّــى قيــل إنّـك مُسـرِفٌ
وحلُمــتَ حتّــى قيــل إنّـك مُهمِـلُ
وجـددتَ فـي كـلّ الأمـور فلـم يكن
مــن قبــل إلّا مَــن يَجِـدُّ ويهـزِلُ
وَمشـيتَ فـي الخطط الصّعائب رافلاً
ومَــنِ الّــذي لَـولاك فيهـا يرفُـلُ
وَأَريتنــا لمّـا رميـتَ فلـم تَطِـشْ
عــن مقتــلٍ أنّـى يُصـابُ المَقتـلُ
والملـكُ مـذ دافعـتَ عـن أرجـائهِ
مَطْــوَى الأســاود أو عريـنٌ مُشـبِلُ
قــلْ للّــذين تحكّمــوا جهلاً بــه
ولطالمـا قتـل الفـتى مـا يجهـلُ
خلّــوا التعــرّضَ للّــذي لا يُتَّقَـى
فلربّمــا عجــل الّــذي لا يعجــلُ
والسـُّمُّ مكروعـاً وإنْ طـال المـدا
بمِطــالِهِ يُــردِي الرّجـالَ ويقتُـلُ
وَأَنــا الّــذي جرّبتــه ولَطالَمـا
نخـــل الرّجــالَ تــدبّرٌ وتأمُّــلُ
ثــاوٍ بـدارٍ أنـت فيهـا لـم أُرِدْ
عوضــاً بهــا أبــداً ولا أسـتبدلُ
وعجمــتَ حيــن عجمـتَ منّـي صـَعْدَةً
تنبــو إذا ضــُمّتْ عليهـا الأنْمُـلُ
وَعلمـتَ أنّـي خَيـر مـا اِدّخَـرتْ يدٌ
وأوى إليــه لـدَى الحِـذار مُعَـوِّلُ
وعصـــائبٍ أعييتُهـــمْ بمنــاقبي
إنْ يصـدقوا فـي عَضـْهَتي فتقوّلـوا
قــالوا وكـم مـن قولـةٍ مطـرودةٍ
عــن جــانبِ الأســماع لا تُتَقَبَّــلُ
هيهـات أيـن مـن الصـُّقورِ أبـاغثٌ
يومـاً وأيـن مـن الأعـالي الأسـفلُ
وَتَضـاحكوا ولـو اِنّهـمْ علموا بما
تجنــي جهـالتُهمْ عليهـمْ أعْوَلـوا
وإذا عَرِيـتَ عـن العيـوب فدع لها
مَــن شـاء فـي أثوابهـا يتسـربلُ
وَكـن الّـذي فـاتَ الخـداعَ فكلّ مَنْ
تبـع الطّماعـةَ فـي الخديعة يُبْهَلُ
وأعُــدُّ إثــرائي وجــاري مُعســِرٌ
دَنَســاً علــى أُكرومــتي لا يُغسـلُ
وقنعــتُ مــن خلّــي بعفـوِ ودادِهِ
لا بالّــذي يجفــو عليــه ويثقـلُ
وإذا بــدا منـه التـودّدُ فليكـنْ
فــي صــَدره يَغلـي علـيَّ المِرْجَـلُ
قولــوا لمـن ورد الأُجـاجَ تعسـّفاً
لـي فـوقَ ما أهوى الرّحيقُ السَّلْسَلُ
عنـدي المُـرادُ وأنـت فيما تجتوِي
دونـي وفـي رَبْعـي المَرادُ المُبْقِلُ
وظفــرتُ بــالبحر الخِضـَمِّ وإنّمـا
أغنــاك لا يرويــك منـه الجـدْوَلُ
ولـك الجَـدائدُ فـي حِلابِـك طالبـاً
دونـي وفـي كفّـي الضـُّروعُ الحُفَّـلُ
فَاِسـعَد بهـذا العيـد وأبقَ لمثلهِ
يمضـي الـورى ولـك البقاءُ الأطولُ
فـي ظـلّ مملكـةٍ تزول جبالنا الش
شــُمّ العــوالي وهــي لا تـتزلزلُ
واِسـمَعْ كَلامـاً مـن مـديحك شـارداً
طـارت بـهِ عنّـي الصـَّبا والشـَّمْأَلُ
صــَعْبَ المَطـا ممّـنْ يُريـد ركـوبَه
لكنّــــه عَـــوْدٌ لـــديَّ مـــذلَّلُ
هـــو كــالزّلالِ عذوبــةً وسلاســةً
وإذا شــددتَ قـواه فهـو الجَنـدلُ
صــبحٌ وفــي أبصــار قـومٍ ظلمـةٌ
أَريٌ وفــي حَنَــكِ العـدوِّ الحَنظـلُ
لــو عــاش نافسـنِي بـه مُزْنِيُّهُـمْ
أو لا فيحســـدني عليـــه جَــرْوَلُ
علي بن الحسين بن موسى بن محمد بن إبراهيم أبو القاسم.من أحفاد علي بن أبي طالب، نقيب الطالبيين، وأحد الأئمة في علم الكلام والأدب والشعر يقول بالاعتزال مولده ووفاته ببغداد.وكثير من مترجميه يرون أنه هو جامع نهج البلاغة، لا أخوه الشريف الرضي قال الذهبي هو أي المرتضى المتهم بوضع كتاب نهج البلاغة، ومن طالعه جزم بأنه مكذوب على أمير المؤمنين.له تصانيف كثيرة منها (الغرر والدرر -ط) يعرف بأمالي المرتضى، و(الشهاب بالشيب والشباب -ط)، و(تنزيه الأنبياء -ط) و(الانتصار -ط) فقه، و(تفسير العقيدة المذهبة -ط) شرح قصيدة للسيد الحميري، و(ديوان شعر -ط) وغير ذلك الكثير.