
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
يـا حامـلَ الكـأس نـاوِلْني مُشَعشَعةً
لــم تَقْــرِ همّـاً ولا بُخلاً بواديهـا
أحسـِرْ بهـا غَيْهَـبَ الأحزانِ عن فِكَري
فكــم ليــالٍ بهـا زيّـدتُ وارِيهـا
لَـم أدرِ لمّـا اِمتطتهـا كفّ حاملها
أَحلّــتِ الكــأسَ أم خَـدَّي مُعاطِيهـا
وَعـــائبٍ لمشـــيبي وَهــو لابِســُهُ
ولـم يَعِـبْ حُلّـةً فـي النّاسِ كاسيها
لـم يـدر أنّ مشـيبَ الرّأس من فكري
لَـم يَسـْرِ رَكْـبُ مشـيبٍ فـي نواحيها
أَليــسَ ينقـص يومـاً فـي ذُراً لهـمُ
مـاءُ الشـّباب غزيـرٌ فـي عَزاليهـا
ومــا الفنـاءُ بموقـوفٍ علـى حَـدَثٍ
وَالنّابُ في الذَّوْدِ أغْنى من حواشيها
وعــاذلٍ مــن صــنيعٍ قــد تـدرّعه
وليـسَ يَشـفِي مِـنَ الأمـراضِ شـاكيها
طــويتُ كشــحَيَّ عنـه ثـمّ قلـتُ لـه
مـا العيـشُ إنْ جَنَحَـتْ نفسِي لِلاحيها
دَعْنـي أنَـلْ مـن زمـاني بعـضَ لَذَّتِهِ
فقــد وثِقْـتُ بـأنّ الـدّهرَ يَفْرِيهـا
وكيــف آنــسُ بالـدُّنيا ولسـتُ أرى
إلّا اِمـرءاً قـد تعـرّى مـن عَواريها
كأنّهـــا غُصـــّةٌ حلّــتْ بِمَبْلَعِهــا
أوْ كالقَــذاةِ أقـامتْ فـي مآقِيهـا
نَصــبوا إليهــا بآمــالٍ مُخَيَّبَــةٍ
كَأنّنــا مـا نـرى عُقْـبى أمانِيهـا
فـي وَحشـةِ الـدّار ممّنْ كان يسكنها
كُـلُّ اِعتبـارٍ لمـن قـد ظـلّ يأويها
لا تكــذِبنَّ فمــا قلـبي لهـا وطـنٌ
وقــد رأيــتُ طُلـولاً مـن مَغانيهـا
كـم قد ركبتُ إلى العلياءِ ظهرَ فَلاً
تضــلّ فيــه قَطــاةٌ عـن مَجاثيهـا
وَقفـرةٍ تُنكـرُ الأنْـس الوحـوش بهـا
ولا يُرجّــي ورودَ المــاءِ صــاديها
إذا تراخَــتْ رِكـابي عـن مَهامِهِهـا
رَكِبـتُ فيهـا اِعتزامـاً لا يُباليهـا
هـانَت علـيَّ مَخوفـاتُ الخطـوبِ فمـا
أَثْنِـي يمينـيَ عـن قُصـْوى مَراقيهـا
كَأنّمـا قَـد نعَـى الـدّنيا مُخَلَّـدُها
أَوْ فــي يـديَّ أمـانٌ مـن لياليهـا
وَمـنْ تَكـنْ نفسـُهُ لـم يَمْلَهـا جَـزَعٌ
فزجـرُ مُهْـرِك فـي الهيجـاءِ ماليها
وإنْ تكـن لـم تَـذَرْ كُثْرَ الأنامِ لها
قُلّاً فَشــِلوُ هَزيــلِ الجَنْـبِ كافيهـا
نَفســي تُنـازِعُني حـالاً يضـيق لهـا
عَـرضُ البلادِ فمـن لـي مِـن تقاضيها
لقـد دَعَـتْ سـامعاً لـم تَكْـدَ دعوتُهُ
وطــالبتْ بعظيــمٍ مَــنْ يُؤاتيهــا
أَقلِـل لَـديَّ بِأَنبـاءِ الزّمـانِ فمـا
أهـــابُ نفســي لأنّــي لا أُرَجِّيهــا
لا تَجتَــنِ العِــزَّ إلّا مــن حـدائِقِهِ
فكــم ريــاضٍ عِـراضٍ خـاب جانيهـا
مــا عــزّ مـن ذلَّ فـي تطلابِ عِزَّتِـهِ
مجــاوِرُ النّـارِ مـن قُـرٍّ كصـاليها
إنَّ المعــالِيَ لا تُعطيــك صــَهْوَتَها
ومـا سـَعَتْ لـك رِجـلٌ فـي مسـاعيها
لـم تَنتَهِـزْ ما دنا من فرعِ دَوْحتِها
فكيـف تسـمو إلـى مـا في أقاصيها
علي بن الحسين بن موسى بن محمد بن إبراهيم أبو القاسم.من أحفاد علي بن أبي طالب، نقيب الطالبيين، وأحد الأئمة في علم الكلام والأدب والشعر يقول بالاعتزال مولده ووفاته ببغداد.وكثير من مترجميه يرون أنه هو جامع نهج البلاغة، لا أخوه الشريف الرضي قال الذهبي هو أي المرتضى المتهم بوضع كتاب نهج البلاغة، ومن طالعه جزم بأنه مكذوب على أمير المؤمنين.له تصانيف كثيرة منها (الغرر والدرر -ط) يعرف بأمالي المرتضى، و(الشهاب بالشيب والشباب -ط)، و(تنزيه الأنبياء -ط) و(الانتصار -ط) فقه، و(تفسير العقيدة المذهبة -ط) شرح قصيدة للسيد الحميري، و(ديوان شعر -ط) وغير ذلك الكثير.