
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
عَفَـا وَاسـِطٌ مِـنْ آلِ رَضـْوَى فَنَبْتَـلُ
فَمُجْتَمَــعُ الْحُرَّيْـنِ فَالصـَّبْرُ أَجْمَـلُ
فَرَابِيَـةُ السـَّكْرانِ قَفْـرٌ فَمـا بِهَا
لَهُـــمْ شـــَبَحٌ إِلَّا ســَلَامٌ وَحَرْمَــلُ
صـَحَا الْقَلْـبُ إِلَّا مِـنْ ظَعَائِنَ فاتَنِي
بِهِــنَّ ابْــنُ خَلَّاسٍ طُفَيْــلٌ وَعَزْهَــلُ
كَـأَنِّي غَـداةَ انْصـَعْنَ لِلْبَيْـنِ مُسْلَمٌ
بِضـــَرْبَةِ عُنْــقٍ أَوْ غَــوِيٌّ مُعَــذَّلُ
صـَرِيعُ مُـدَامٍ يَرْفَـعُ الشـَّرْبُ رَأْسـَهُ
لِيَحْيَـا وَقَـدْ مـاتَتْ عِظـامٌ وَمَفْصـِلُ
نُهَــادِيهِ أَحْيَانــاً وَحِينـاً نَجُـرُّهُ
وَمَــا كَــادَ إِلَّا بِالْحُشاشـَةِ يَعْقِـلُ
إِذَا رَفَعُــوا عَظْمـاً تَحَامَـلَ صـَدْرُهُ
وَآخَــرُ مِمَّــا نَــالَ مِنْهـا مُخَبَّـلُ
شـــَرِبْتُ وَلَاقَــانِي لِحَــلِّ أَلِيَّتِــي
قِطــارٌ تَـرَوَّى مِـنْ فَلَسـْطِينَ مُثْقَـلُ
عَلَيْــهِ مِـنَ الْمِعْـزَى مُسـُوكٌ رَوِيَّـةٌ
مُمَلَّأَةٌ يُعْلَــــى بِهــــا وَتُعَـــدَّلُ
فَقُلْــتُ اصــْبَحُونِي لَا أَبَـا لِأَبِيكُـمُ
وَمَـا وَضـَعُوا الْأَثْقَـالَ إِلَّا لِيَفْعَلُوا
أَنَــاخُوا فَجَـرُّوا شَاصـِياتٍ كَأَنَّهـا
رِجـالٌ مِـنَ السـُّودانِ لَمْ يَتَسَرْبَلُوا
وَجَــاؤُوا بِبَيْســانِيَّةٍ هِـيَ بَعْـدَما
يَعُــلُّ بِهـا السـَّاقِي أَلَـذُّ وَأَسـْهَلُ
تَمُـرُّ بِهَـا الْأَيْـدِي سـَنِيحاً وَبَارِحاً
وَتُوضــَعُ بِــ (اللَّهُـمَّ حَيِّ) وَتُحْمَـلُ
فَتُوقَــفُ أَحْيَانــاً فَيَفْصـِلُ بَيْنَنـا
غِنــاءُ مُغَــنٍّ أَوْ شــِواءٌ مُرَعْبَــلُ
فَلَــذَّتْ لِمُرْتــاحٍ وَطــابَتْ لِشـَارِبٍ
وَرَاجَعَنِــي مِنْهــا مِــرَاحٌ وَأَخْيَـلُ
فَمَــا لَبَّثَتْنـا نَشـْوَةٌ لَحِقَـتْ بِنَـا
تَوَابِعُهـــا مِمَّــا نُعَــلُّ وَنُنْهَــلُ
تَــدِبُّ دَبِيبـاً فـي الْعِظـامِ كَـأَنَّهُ
دَبِيــبُ نِمــالٍ فــي نَقـاً يَتَهَيَّـلُ
فَقُلْــتُ اقْتُلُوهـا عَنْكُـمُ بِمِزَاجِهـا
وَأَطْيِـبْ بِهـا مَقْتُولَـةً حِيـنَ تُقْتَـلُ
رَبَـتْ وَرَبـا فـي حَجْرِها ابْنُ مَدِينَةٍ
يَظَـــلُّ عَلَـــى مِســْحاتِهِ يَتَرَكَّــلُ
إِذا خَـافَ مِـنْ نَجْـمٍ عَلَيْهـا ظَمَاءَةً
أَدَبَّ إِلَيْهـــا جَـــدْوَلاً يَتَسَلْســـَلُ
أَعَــاذِلَ إِلَّا تُقْصــِرِي عَــنْ مَلَامَتِـي
أَدَعْــكِ وَأَعْمِـدْ لِلَّـذِي كُنْـتُ أَفْعَـلُ
وَأَهْجُــرْكِ هِجْرانــاً جَمِيلاً وَيَنْتَحِـي
لَنَـا مِـنْ لَيَالِينـا الْعَـوَارِمِ أَوَّلُ
فَلَمَّـا انْجَلَـتْ عَنّـي صـَبابَةُ عَاشـِقٍ
بَــدَا لِـيَ مِـنْ حَاجـاتِيَ الْمُتَأَمَّـلُ
إِلَـى هَـاجِسٍ مِـنْ آلِ ظَمْيَـاءَ وَالَّتي
أَتَــى دُونَهـا بـابٌ بِصـِرِّينَ مُقْفَـلُ
وَبَيْــدَاءَ مِمْحــالٍ كَــأَنَّ نَعَامَهـا
بِأَرْجَائِهــا الْقُصـْوَى أَبَـاعِرُ هُمَّـلُ
تَــرَى لَامِعــاتِ الْآلِ فِيهـا كَأَنَّهـا
رِجَـــالٌ تَعَــرَّى تَــارَةً وَتَســَرْبَلُ
وَجَــوْزِ فَلَاةٍ مَــا يُغَمِّــضُ رَكْبُهــا
وَلَا عَيْـنُ هَادِيهـا مِـنَ الْخَوْفِ تَغْفُلُ
بِكُـلِّ بَعِيـدِ الْغَـوْلِ لَا يُهْتَـدَى لَـهُ
بِعِرْفــانِ أَعْلَامٍ وَمَــا فِيـهِ مَنْهَـلُ
مَلَاعِـــبُ جِنَّـــانٍ كَــأَنَّ تُرَابَهــا
إِذَا اطَّـرَدَتْ فِيـهِ الرِّيَـاحُ مُغَرْبَـلُ
أَجَـزْتُ إِذَا الْحِرْبـاءُ أَوْفَـى كَـأَنَّهُ
مُصـــَلٍّ يَمَــانٍ أَوْ أَســِيرٌ مُكَبَّــلُ
إِلـى ابْـنِ أَسـِيدٍ خَالِدٍ أَرْقَلَتْ بِنَا
مَســـَانِيفُ تَعْـــرَوْرِي فَلَاةً تَغَــوَّلُ
تَـرَى الثَّعْلَـبَ الْحَـوْلِيَّ فِيها كَأَنَّهُ
إِذَا مَــا عَلَا نَشــْزاً حِصـَانٌ مُجَلَّـلُ
تَـرَى الْعِرْمِسَ الْوَجْناءَ يَضْرِبُ حَاذَها
ضــَئِيلٌ كَفَــرُّوجِ الدَّجَاجَــةِ مُعْجَـلُ
يَشـُقُّ سـَمَاحِيقَ السـَّلَا عَـنْ جَنِينِهـا
أَخُـو قَفْـرَةٍ بَـادِي السـَّغَابَةِ أَطْحَلُ
فَمَـا زَالَ عَنْها السَّيْرُ حَتَّى تَوَاضَعَتْ
عَرَائِكُهـــا مِمَّــا تُحَــلُّ وَتُرْحَــلُ
وَتَكْلِيفُناهــا كُـلَّ نازِحَـةِ الصـُّوَى
شــَطُونٍ تَــرَى حَرْباءَهــا يَتَمَلْمَـلُ
وَقَــدْ ضــَمَرَتْ حَتَّـى كَـأَنَّ عُيُونَهـا
بَقَايَـــا قِلَاتٍ أَوْ رَكِـــيٌّ مُمَكَّـــلُ
وَغـارَتْ عُيُونُ الْعِيسِ وَالْتَقَتِ الْعُرا
فَهُــنَّ مِـنَ الضـَّرَّاءِ وَالْجَهْـدِ نُحَّـلُ
وَصــَارَتْ بَقَايَاهـا إِلَـى كُـلِّ حُـرَّةٍ
لَهَــا بَعْــدَ إِسـْآدٍ مِـرَاحٌ وَأَفْكَـلُ
وَقَعْـنَ وُقُـوعَ الطَّيْرِ فِيها وَمَا بِها
ســـِوَى جِــرَّةٍ يَرْجِعْنَهــا مُتَعَلَّــلُ
وَإِلَّا مَبَــالٌ آجِــنٌ فــي مُنَاخِهــا
وَمُضــــْطَمِراتٌ كَالْفَلَافِـــلِ ذُبَّـــلُ
حَوَامِــلُ حَاجــاتٍ ثِقَــالٍ تَرُدُّهــا
إِلَــى حَسـَنِ النُّعْمَـى سـَوَاهِمُ نُسـَّلُ
إِلــى خَالِــدٍ حَتَّـى أَنَخْـنَ بِخَالِـدٍ
فَنِعْـمَ الْفَتَـى يُرْجَـى وَنِعْمَ الْمُؤَمَّلُ
أَخالِــدُ مَـأْوَاكُمْ لِمَـنْ حَـلَّ وَاسـِعٌ
وَكَفَّــاكَ غَيْــثٌ لِلصــَّعَاليكِ مُرْسـَلُ
هُـوَ الْقَائِدُ الْمَيْمُونُ وَالْمُبْتَغَى بِهِ
ثَبَـاتُ رَحْـىً كَـانَتْ قَـدِيماً تَزَلْـزَلُ
أَبَــى عُــودُكَ الْمَعْجُـومُ إِلَّا صـَلَابَةً
وَكَفَّــاكَ إِلَّا نَــائِلاً حِيــنَ تُســْأَلُ
أَلَا أَيُّهـا السـَّاعِي لِيُـدْرِكَ خَالِـداً
تَنَـاهَ وَأَقْصـِرْ بَعْـضَ مَـا أَنْتَ تَفْعَلُ
فَهَـلْ أَنْـتَ إِنْ مَـدَّ الْمَدَى لَكَ خَالِدٌ
مُــوَازِنُهُ أَوْ حَامِــلٌ مَــا يُحَمَّــلُ
أَبَــى لَـكَ أَنْ تَسـْطِيعَهُ أَوْ تَنـالَهُ
حَــدِيثٌ شــَآكَ الْقَــوْمُ فِيـهِ وَأَوَّلُ
أُمَيَّــةُ وَالْعاصـِي وَإِنْ يَـدْعُ خالِـدٌ
يُجِبْــهُ هِشــامٌ لِلْفَعَــالِ وَنَوْفَــلُ
أولَئِكَ عَيْـنُ الْمـاءِ فِيهِـمْ وَعِنْدَهُمْ
مِـنَ الْخِيفَـةِ الْمَنْجـاةُ وَالْمُتَحَـوَّلُ
سـَقَى اللـهُ أَرْضاً خَالِدٌ خَيْرُ أَهْلِها
بِمُســْتَفْرِغٍ بَــاتَتْ عَزَاليـهِ تَسـْحَلُ
إِذا طَعَنَـتْ رِيـحُ الصـَّبا في فُرُوجِهِ
تَحَلَّـــبَ رَيَّــانُ الْأَســَافِلِ أَنْجَــلُ
إِذَا زَعْزَعَتْــهُ الرِّيـحُ جَـرَّ ذُيُـولَهُ
كَمَــا زَحَفَــتْ عُــوذٌ ثِقَـالٌ تُطَفِّـلُ
مُلِــحٌّ كَــأَنَّ الْبَـرْقَ فـي حَجَرَاتِـهِ
مَصــَابِيحُ أَوْ أَقْــرَابُ بُلْـقٍ تَجَفَّـلُ
فَلَمَّـا انْتَحَـى نَحْوَ الْيَمَامَةِ قَاصِداً
دَعَتْــهُ الْجَنُــوبُ فَـانْثَنَى يَتَخَـزَّلُ
سـَقَى لَعْلَعـاً وَالْقُرْنَتَيْـنِ فَلَمْ يَكَدْ
بِأَثْقَـــالِهِ عَــنْ لَعْلَــعٍ يَتَحَمَّــلُ
وَغَـادَرَ أُكْـمَ الْحَـزْنِ تَطْفُـو كَأَنَّها
بِمَــا احْتَفَلَـتْ مِنْـهُ رَوَاجِـنُ قُفَّـلُ
وَشـــَرَّقَ لِلـــدَّهْنا مُلِــثٌّ كَــأَنَّهُ
مُحَمَّـــلُ بَـــزٍّ ذُو جَلَاجِــلَ مُثْقَــلُ
وَبِالْمَعْرَســـانِيَّاتِ حَــلَّ وَأَرْزَمَــتْ
بِــرَوْضِ الْقَطـا مِنْـهُ مَطَافِـلُ حُفَّـلُ
لَقَـدْ أَوْقَـعَ الْجَحَّـافُ بِالْبِشْرِ وَقْعَةً
إِلَـى اللهِ مِنْها الْمُشْتَكَى وَالْمُعَوَّلُ
فَسـَائِلْ بَنِـي مَـرْوَانَ مَـا بَالُ ذِمَّةٍ
وَحَبْـــلٍ ضــَعِيفٍ لَا يَــزَالُ يُوَصــَّلُ
بِنَــزْوَةِ لِــصٍّ بَعْــدَمَا مَـرَّ مُصـْعَبٌ
بِأَشــْعَثَ لَا يُفْلَــى وَلَا هُــوَ يُغْسـَلُ
أَتَــاكَ بِــهِ الْجَحَّـافُ ثُـمَّ أَمَرْتَـهُ
بِجِيرَانِكُــمْ وَســْطَ الْبُيُـوتِ تُقَتَّـلُ
لَقَـدْ كَـانَ لِلْجِيـرَانِ مَا لَوْ دَعَوْتُمُ
بِــهِ عاقِــلَ الْأَرْوَى أَتَتْكُـمْ تَنَـزَّلُ
فَــإِلَّا تُغَيِّرْهــا قُرَيْــشٌ بِمُلْكِهــا
يَكُــنْ عَـنْ قُرَيْـشٍ مُسـْتَمَازٌ وَمَزْحَـلُ
وَنَعْــرُرْ أُنَاســاً عَـرَّةً يَكْرَهُونَهـا
وَنَحْيَــا كِرَامـاً أَوْ نَمُـوتَ فَنُقْتَـلُ
وَإِن تَحْمِلُـوا عَنْهُـمْ فَمَا مِنْ حَمَالَةٍ
وَإِنْ ثَقُلَــتْ إِلَّا دَمُ الْقَــوْمِ أَثْقَـلُ
وَإِنْ تَعْرِضُوا فِيها لَنَا الْحَقَّ لَا نَكُنْ
عَـنِ الْحَـقِّ عُمْيَانـاً بَلِ الْحَقَّ نَسْأَلُ
وَقَـدْ نَنْـزِلُ الثَّغْـرَ الْمَخُوفَ وَيُتَّقَى
بِنَـا الْبَـأْسُ وَاليَوْمُ الأَغَرُّ المُحَجَّلُ
الأَخْطَلُ هُوَ غِياثُ بنُ غَوثٍ، مِن بَنِي تَغلبَ، شاعِرٌ مِنْ فُحولِ الشُّعراءِ الأُمويِّينَ، وقد اتُّفِقَ عَلى أنَّهُ والفرزدقَ وجريراً فِي الطَّبقةِ الأُولى مِنَ الشُّعراءِ الإِسلامِيِّينَ، نَشأَ في بادِيَةِ الجَزيرةِ الفُراتيَّةِ فِي العِراقِ، وظلَّ هُوَ وقومُهُ على النّصرانيَّةِ ولمْ يَدْخُلوا الإِسلامَ، وقد امْتازَ شِعرُهُ بِالصَّقلِ والتّشْذِيبِ مِن غَيرِ تَكَلُّفٍ، وَشُبِّهَ بِالنَّابِغَةِ الذُّبيانيِّ لِصِحَّةِ شِعرِهِ، وَكانَ الأخطلُ مُقرَّباً مِن خُلفاءِ بَنِي أُميَّةَ وأَكْثَرَ مِنْ مَدْحِهم وهجاءِ أعدائِهم، توفيَ فِي حُدودِ سَنَةِ 90 لِلْهِجْرَةِ.