
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
بَـانَتْ سـُعادُ فَفِي الْعَيْنَيْنِ تَسْهيدُ
وَاسـْتَحْقَبَتْ لُبَّـهُ فَـالْقَلْبُ مَعْمُـودُ
وَقَـدْ تَكُـونُ سـُلَيْمَى غَيْـرَ ذِي خُلُفٍ
فَـالْيَوْمَ أَخْلَفَ مِنْ سَلْمَى الْمَواعِيدُ
لَمْعـاً وَإيمـاضَ بَرْقٍ مَا يَصُوبُ لَنَا
وَلَوْ بَدا مِنْ سُلَيْمَى النَّحْرُ وَالْجِيدُ
إِمَّـا تَرَيْنِي حَنَانِي الشَّيْبُ مِنْ كِبَرٍ
كَالنَّسـْرِ أَرْجُـفُ وَالْإِنْسـَانُ مَهْـدُودُ
فَقَـدْ يَكُـونُ الصـِّبا مِنِّـي بِمَنْزِلَةٍ
يَوْمـاً وَتَقْتَادُنِي الْهِيفُ الرَّعادِيدُ
يَـا قَلَّ خَيْرُ الْغَوَانِي كَيْفَ رُغْنَ بِهِ
فَشـــِرْبُهُ وَشــَلٌ فِيهِــنَّ تَصــْرِيدُ
أَعْرَضـْنَ مِـنْ شَمَطٍ فِي الرَّأْسِ لَاحَ بِهِ
فَهُــنَّ مِنِّــي إِذَا أَبْصـَرْنَنِي حِيـدُ
قَـدْ كُـنَّ يَعْهَـدْنَ مِنِّي مَضْحَكاً حَسَناً
وَمَفْرِقــاً حَسـَرَتْ عَنْـهُ الْعَنَاقِيـدُ
فَهُــنَّ يَشـْدُونَ مِنِّـي بَعْـضَ مَعْرِفَـةٍ
وَهُــنَّ بِــالْوُدِّ لَا بُخْــلٌ وَلَا جُـودُ
قَـدْ كَـانَ عَهْدِي جَدِيداً فَاسْتُبِدَّ بِهِ
وَالْعَهْـدُ مُتَّبَـعٌ مَـا فِيـهِ مَنْشـُودُ
يَقُلْـنَ لَا أَنْـتَ بَعْـلٌ يُسـْتَقَادُ لَـهُ
وَلَا الشـَّبابُ الَّـذي قَدْ فاتَ مَرْدُودُ
هَـلِ الشـَّبابُ الَّذي قَدْ فاتَ مَردودُ
أَمْ هَـلْ دَواءٌ يَـرُدُّ الشـَّيْبَ مَوْجُودُ
لَنْ يَرْجِعَ الشِّيبُ شُبَّاناً وَلَنْ يَجِدُوا
عِـدْلَ الشَّبابِ لَهُمْ ما أَوْرَقَ الْعُودُ
إِنَّ الشــَّبابَ لَمَحْمُــودٌ بَشَاشــَتُهُ
وَالشــَّيْبُ مُنْصــَرَفٌ عَنْـهُ وَمَصـْدُودُ
أَمَّــا يَزِيـدُ فَـإِنِّي لَسـْتُ نَاسـِيَهُ
حَتَّـى يُغَيِّبَنِـي فـي الرَّمْـسِ مَلْحُودُ
جَــزَاكَ رَبُّــكَ عَـنْ مُسـْتَفْرِدٍ وَحَـدٍ
نَفَــاهُ عَـنْ أَهْلِـهِ جُـرْمٌ وَتَشـْرِيدُ
مُسْتَشـْرَفٍ قَـدْ رَمـاهُ النَّـاسُ كُلُّهُمُ
كَــأَنَّهُ مِـنْ سـُمُومِ الصـَّيْفِ سـَفُّودُ
جَــزَاءَ يُوســُفَ إِحْسـَاناً وَمَغْفِـرَةٍ
أَوْ مِثْلَمــا جُـزْيَ هَـارُونٌ وَدَاوُودُ
أَوْ مِثْـلَ مـا نَالَ نُوحٌ في سَفِينَتِهِ
إِذِ اســْتَجابَ لِنُـوحٍ وَهْـوَ مَنْجُـودُ
أَعْطَـاهُ مِـنْ لَـذَّةِ الدُّنْيَا وَأَسْكَنَهُ
فِــي جَنَّـةٍ نَعْمَـةٌ مِنْهـا وَتَخْلِيـدُ
فَمَـا يَـزَالُ جَـدَا نُعْمَـاكَ يَمْطُرُنِي
وَإِنْ نَــأَيْتُ وَســَيْبٌ مِنْـكَ مَرْفُـودُ
هَـلْ تُبْلِغَنِّـي يَزِيـداً ذَاتُ مَعْجَمَـةٍ
كَأَنَّهــا صــَخْرَةٌ صــَمَّاءُ صــَيْخُودُ
مِـنَ اللَّـوَاتِي إِذَا لَانَـتْ عَرِيكَتُها
كَــانَ لَهــا بَعْــدَهُ آلٌ وَمَجْلُـودُ
تَهْـدِي سَوَاهِمَ يَطْوِيها الْعَنِيقُ بِنَا
فَــالْعِيسُ مُنْعَلَـةٌ أَقْرَابُهـا سـُودُ
تَلْفَحُهُـــنَّ حَــرُورٌ كُــلَّ هَــاجِرَةٍ
فَكُلُّهــا نَقِــبُ الْأَخْفَــافِ مَجْهُـودُ
كَأَنَّهــا قــارِبٌ أَقْــرَى حَلائِلَــهُ
ذَاتَ السَّلَاسـِلِ حَتَّـى أَيْبَـسَ الْعُـودُ
ثُــمَّ تَرَبَّــعَ أُبْلِيّـاً وَقَـدْ حَمِيَـتْ
مِنْـهُ الـدَّكَادِكُ وَالْأُكْـمُ الْقَرَادِيدُ
فَظَـلَّ مُـرْتَبِئاً وَالْأُخْـذُ قَـدْ حَمِيَـتْ
وَظَــنَّ أَنَّ ســَبِيلَ الْأُخْــذِ مَثْمُـودُ
ثُــمَّ اســْتَمَرَّ يُجَــارِيهِنَّ لَا ضـَرَعٌ
مُهْــرٌ وَلَا ثَلِــبٌ أَفْنَــاهُ تَعْوِيـدُ
طَـاوِي الْمِعَى لَاحَهُ التَّعْداءُ صَيْفَتَهُ
كَأَنَّمــا هُــوَ فِـي آثارِهـا سـِيدُ
ضـَخْمُ الْمِلاطَيْـنِ مَـوَّارُ الضُّحَى هَزِجٌ
كَــأَنَّ زُبْرَتَــهُ فــي الْآلِ عُنْقُـودُ
يَنْضـــِحْنَهُ بِصــِلَابٍ مَــا تُؤَيِّســُهُ
قَـدْ كَـانَ فـي نَحْـرِهِ مِنْهُنَّ تَفْصِيدُ
فَهُـنَّ يَنْبُـونَ عَـنْ جَأْبِ الْأَدِيمِ كَمَا
تَنْبُــو عَـنِ الْبَقَرِيَّـاتِ الْجَلَامِيـدُ
إِذا انْصـَما حَنِقـاً حـاذَرْنَ شـَدَّتَهُ
فَهُــنَّ مِــنْ خَـوْفِهِ شـَتَّى عَبَادِيـدُ
يَنْصــَبُّ فـي بَطْـنِ أُبْلِـيٍّ وَيَبْحَثُـهُ
فِــي كُــلِّ مُنْبَطَـحٍ مِنْـهُ أَخَادِيـدُ
إِذَا أَرَادَ سـِوَى أَطْهَارِهـا امْتَنَعَتْ
مِنْـهُ سـَرَاعِيفُ أَمْثَـالُ الْقَنا قُودُ
يَصــِيفُ عَنْهُــنَّ أَحْيانـاً بِمَنْخِـرِهِ
فَبِاللَّبــانِ وَبِــاللِّيتَيْنِ تَكْدِيـدُ
يَنْضــِحْنَ بِــالْبَوْلِ أَوْلَاداً مُغَرَّقَـةً
لَـمْ تَفْتَـحِ الْقُفْـلَ عَنْهُنَّ الْأَقَالِيدُ
بَنـاتِ شـَهْرَيْنِ لَـمْ يَنْبُتْ لَها وَبَرٌ
مِثْـلَ الْيَرَابِيـعِ حُمْـرٌ هُنَّ أَوْ سُودُ
مِثْـلَ الدَّعامِيصِ في الْأَرْحامِ غَائِرَةً
سـُدَّ الْخَصـَاصُ عَلَيْهـا فَهْـوَ مَسْدُودُ
تَمُـوتُ طَـوْراً وَتَحْيَـا فِـي أَسِرَّتِها
كَمـا تَفَلَّـتُ فـي الرُّبْطِ الْمَراوِيدُ
كَــأَنَّ تَعْشـِيرَهُ فِيهـا وَقَـدْ وَرَدَتْ
عَيْنَـيْ فَصـِيلٍ قُبَيْـلَ الصُّبْحِ تَغْريدُ
ظَـلَّ الرُّمـاةُ قُعُـوداً في مَرَاصِدِهِمْ
لِلصــَّيْدِ كُـلَّ صـَباحٍ عِنْـدَهُمْ عِيـدُ
مِثْلَ الذِّئابِ إِذَا مَا أَوْجَسُوا قَنَصاً
كَـانَتْ لَهُـمْ سـَكْتَةٌ مُصـْغٍ وَمَبْلُـودُ
بِكُــلِّ زَوْراءَ مِرْنــانٍ أُعِـدَّ لَهَـا
مُــدَاخَلٌ صــَحِلٌ بِــالْكَفِّ مَمْــدُودُ
عَلَـى الشـَّرائِعِ مَـا تَنْمِي رَمِيَّتُهُمْ
لَهُـمْ شـِوَاءٌ إِذَا شـَاؤُوا وَتَقْدِيـدُ
الأَخْطَلُ هُوَ غِياثُ بنُ غَوثٍ، مِن بَنِي تَغلبَ، شاعِرٌ مِنْ فُحولِ الشُّعراءِ الأُمويِّينَ، وقد اتُّفِقَ عَلى أنَّهُ والفرزدقَ وجريراً فِي الطَّبقةِ الأُولى مِنَ الشُّعراءِ الإِسلامِيِّينَ، نَشأَ في بادِيَةِ الجَزيرةِ الفُراتيَّةِ فِي العِراقِ، وظلَّ هُوَ وقومُهُ على النّصرانيَّةِ ولمْ يَدْخُلوا الإِسلامَ، وقد امْتازَ شِعرُهُ بِالصَّقلِ والتّشْذِيبِ مِن غَيرِ تَكَلُّفٍ، وَشُبِّهَ بِالنَّابِغَةِ الذُّبيانيِّ لِصِحَّةِ شِعرِهِ، وَكانَ الأخطلُ مُقرَّباً مِن خُلفاءِ بَنِي أُميَّةَ وأَكْثَرَ مِنْ مَدْحِهم وهجاءِ أعدائِهم، توفيَ فِي حُدودِ سَنَةِ 90 لِلْهِجْرَةِ.