
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
بَـانَتْ سـُعادُ فَفِـي الْعَيْنَيْنِ مَلْمُولُ
مِـنْ حُبِّهـا وَصـَحِيحُ الْجِسـْمِ مَخْبُـولُ
فَـالْقَلْبُ مِـنْ حُبِّهـا يَعْتَـادُهُ سـَقَمٌ
إِذَا تَــذَكَّرْتُها وَالْجِســْمُ مَســْلُولُ
وَإِنْ تَنَاسـَيْتُها أَوْ قُلْـتُ قَـدْ شَحَطَتْ
عَـادَتْ نَوَاشـِطُ مِنْهـا فَهْـوَ مَكْبُـولُ
مَرْفُوعَـةٌ عَـنْ عُيُـونِ النَّاسِ في غُرَفٍ
لَا يَطْمَـعُ الشـُّمْطُ فِيهـا وَالتَّنَابِيلُ
يُخَـالِطُ الْقَلْـبَ بَعْـدَ النَّوْمِ لَذَّتُها
إِذا تَنَبَّـــهَ وَاعْتَــلَّ الْمَتَافِيــلُ
يُـرْوِي الْعِطَـاشَ لَهـا عَـذْبٌ مُقَبَّلُـهُ
فِــي جِيـدِ آدَمَ زَانَتْـهُ التَّهَاوِيـلُ
حَلْــيٌ يَشـُبُّ بَيَـاضَ النَّحْـرِ واقِـدُهُ
كَمَـا تُصـَوَّرُ فِـي الـدَّيْرِ التَّمَاثِيلُ
أَوْ كَالْعَســِيبِ نَمَــاهُ جَـدْوَلٌ غَـدِقٌ
وَكَنَّــهُ وَهَــجَ الْقَيْــظِ الْأَظَالِيــلُ
غَــرَّاءُ فَرْعــاءُ مَصـْقُولٌ عَوَارِضـُها
كَأَنَّهــا أَحْــوَرُ الْعَيْنَيْـنِ مَكْحُـولُ
أَخْرَقَــهُ وَهْـوَ فِـي أَكْنَـافِ سـِدْرَتِهِ
يَــوْمٌ تُضــَرِّمُهُ الْجَــوْزاءُ مَشـْمُولُ
فَســَلِّها بِــأَمُونِ اللَّيْــلِ ناجِيَـةٍ
فِيهــا هِبَـابٌ إِذا كَـلَّ الْمَرَاسـِيلُ
قَنْــواءَ نَضــَّاخَةِ الـذِّفْرَى مُفَرَّجَـةٍ
مِرْفَقُهـا عَـنْ ضـُلُوعِ الـزَّوْرِ مَفْتُولُ
تَسـْمُو كَـأَنَّ شـَرَاراً بَيْـنَ أَذْرُعِهـا
مِـنْ ناسـِفِ الْمَـرْوِ مَرْضـُوحٌ وَمَنْجُولُ
كَأَنَّهــا وَاضـِحُ الْأَقْـرَابِ فِـي لِقَـحٍ
أَســْمَى بِهِــنَّ وَعَزَّتْــهُ الْأَناصــِيلُ
تَــذَكَّرَ الشـِّرْبَ إِذْ هَـاجَتْ مَرَاتِعُـهُ
وَذُو الْأَشـَاءِ طَرِيـقُ الْمَـاءِ مَشـْغُولُ
فَظَــلَّ مُــرْتَبِئاً عَطْشـَانَ فِـي أَمَـرٍ
كَـأَنَّ مَـا مَـسَّ مِنْـهُ الشـَّمْسُ مَمْلُولُ
يَقْسـِمُ أَمْـراً أَبَطْـنَ الْغِيلِ يُورِدُها
أَمْ بَحْـرَ عَانَـةَ إِذْ نَشـْفَ الْبَرَاغِيلُ
فَــأَجْمَعَ الْأَمْـرَ أُصـْلاً ثُـمَّ أَوْرَدَهـا
وَلَيْـسَ مَـاءٌ بِشـُرْبِ الْبَحْـرِ مَعْـدُولُ
فَهَــاجَهُنَّ عَلَــى الْأَهْــوَاءِ مُنْحَـدِرٌ
وَقْــعُ قَــوَائِمِهِ فِـي الْأَرْضِ تَحْلِيـلُ
قَـارِحُ عَـامَيْنِ قَـدْ طَـارَتْ نَسـِيلَتُهُ
سـُنْبُكُهُ مِـنْ رُضـَاضِ الْمَـرْوِ مَفْلُـولُ
يَحْـدُو خِمَاصـاً كَأَعْطَـالِ الْقِسـِيِّ لَهُ
مِــنْ وَقْعِهِــنَّ إِذَا عـاقَبْنَ تَخْبِيـلُ
أَوْرَدَهـــا مَنْهَلاً زُرْقــاً شــَرَائِعُهُ
وَقَــدْ تَعَطَّشــَتِ الْجِحْشـَانُ وَالْحُـولُ
يَشـْرَبْنَ مِـنْ بَـارِدٍ عَـذْبٍ وَأَعْيُنُهـا
مِنْ حَيْثُ تَخْشَى وَوَارَى الرَّامِيَ الْغِيلُ
نَــالَتْ قَلِيلاً وَخَاضـَتْ ثُـمَّ أَفْزَعَهـا
مُرَمَّــلٌ مِـنْ دِمـاءِ الْـوَحْشِ مَعْلُـولُ
فَانْصـَعْنَ كَـالطَّيْرِ يَحْـدُوهُنَّ ذُو زَجَلٍ
كَـــأَنَّهُ فِــي تَــوَالِيهِنَّ مَشــْكُولُ
مُســْتَقْبِلٌ وَهَـجَ الْجَـوْزَاءِ يَهْجِمُهـا
ســَحَّ الشــَّآبِيبِ شـَدٌّ فِيـهِ تَعْجِيـلُ
إِذَا بَـدَتْ عَـوْرَةٌ مِنْهـا أَضـَرَّ بِهـا
بَادِي الْكَرَادِيسِ خَاظِي اللَّحْمِ زُغْلُولُ
يَتْبَعُــهُ مِثْــلُ هُــدَّابِ الْمُلَاءِ لَـهُ
مِنْهــا أَعَاصــِيرُ مَقْطُـوعٌ وَمَوْصـُولُ
يَـا أَيُّهـا الرّاكِـبُ الْمُزْجِي مَطِيَّتَهُ
أَســْرِعْ فَإِنَّــكَ إِنْ أُدْرِكْـتَ مَقْتُـولُ
لَا يَخْــــدَعَنَّكَ كَلْبِــــيٌّ بِـــذِمَّتِهِ
إِنَّ الْقُضــَاعِيَّ إِنْ جَــاوَزْتَهُ غُــولُ
كَـمْ قَـدْ هَجَمْنـا عَلَيْهِـمْ مِنْ مُسَوَّمَةٍ
شـُعْثٍ فَوَارِسـُها الْبِيـضُ الْبَهَالِيـلُ
نَسـْبِي النِّسـاءَ فَمَـا تَنْفَـكُّ مُرْدَفَةً
قَـدْ أَنْهَجَـتْ عَنْ مَعَارِيها السَّرَابِيلُ
الأَخْطَلُ هُوَ غِياثُ بنُ غَوثٍ، مِن بَنِي تَغلبَ، شاعِرٌ مِنْ فُحولِ الشُّعراءِ الأُمويِّينَ، وقد اتُّفِقَ عَلى أنَّهُ والفرزدقَ وجريراً فِي الطَّبقةِ الأُولى مِنَ الشُّعراءِ الإِسلامِيِّينَ، نَشأَ في بادِيَةِ الجَزيرةِ الفُراتيَّةِ فِي العِراقِ، وظلَّ هُوَ وقومُهُ على النّصرانيَّةِ ولمْ يَدْخُلوا الإِسلامَ، وقد امْتازَ شِعرُهُ بِالصَّقلِ والتّشْذِيبِ مِن غَيرِ تَكَلُّفٍ، وَشُبِّهَ بِالنَّابِغَةِ الذُّبيانيِّ لِصِحَّةِ شِعرِهِ، وَكانَ الأخطلُ مُقرَّباً مِن خُلفاءِ بَنِي أُميَّةَ وأَكْثَرَ مِنْ مَدْحِهم وهجاءِ أعدائِهم، توفيَ فِي حُدودِ سَنَةِ 90 لِلْهِجْرَةِ.