
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
عرضـــتُ علــى ذات الــدلال صــبابتي
لتقــدرُني قــدري وتُقْصــِر عـن هجـري
وحــدثتها عمــا أقاســي مــن الأسـى
وعمــا يــوارِي فــي جــوانحهُ صـدري
فأصــغت إلــى شـكواي وافـترّ ثغرهـا
وكــلّ شــفائي مـن لمـى ذلـك الثغـر
فعــنّ لنــا مــن جـانب الحـيّ فتيـةٌ
يلـــوح عليهـــم أن أمرهــمُ أمــري
فقــالت مــن العشـاق قـالوا غطـارفِ
ميــامينُ أمجــادٌ مــن النفـر الغـر
وقلـــت لهــا إنــي ســليلُ مَعاشــرٍ
بنـوا للعلا صـرحاً علـى البيضِ والسمرِ
ســلي عــن أيادينــا الزمـانَ فـإنه
بمــا فعلـتْ آباؤنـا خيـر مـن يـدري
فقـــالت وصـــكت وجههــا بيمينهــا
وعبرتهــا مــن فــوق وجنتهـا تجـري
علامَ التبـــاهي بالقـــديم وبينكــم
تلاميــذُ كــادوا يهلكـون مـن الفقـر
أليـــس عجبـــاً أن يعضــّهم الطــوى
وهُـم فـي بقـاعِ النيـل بيـن بني مصرِ
أتَـوا مـن ديـار الشـام يغـترفون من
مناهــل علـمْ الأزهـر الفـائضِ القَـدْرِ
وكــان ذووهــم يبعثــون لهــم بمـا
يمــوّنهم فــي كــل شــهرين أو شـهرِ
فمــدّت إليهــم هــذه الحـرب بأسـها
وســدّت عليهــم مهيـعَ الـبرّ والبحـرِ
فلا يســـتطيعون الرجـــوعَ لـــدارهم
ولا يســتطيعون المُقــامُ علــى الضـرِ
فــإن يقـضِ نحبـاً سـاغبٌ فـي ديـاركم
فـوا لعصـر إنّ القُطـر هـذا لفـي خُسرِ
فقلــت لهــا مهلاً كفـى اللـومَ إننـا
كمـا حـدّثوا عنّـا مياسـير فـي العسر
ورثنــا عــن الأســلاف إيثـار جارنـا
وإنّ وفــور العــرض خيـرٌ مـن الـوفرِ
فلا تجزعـــي إنــا ســنُقري ضــيوفنا
ونكــرم مثــواهم ولا بــدع أن نُقـري
فقالت رعاك الله فادْنُ بفيها تقول لي
تجنـبَ قـرى الأضـياف بـالكرمِ الشـعري
فقــد صـار خُلـف الوعـدِ بدعـةَ معشـرٍ
فـإن كنـتَ منهـم فـأخرَجنّ مـن الخـدْرِ
فقلــت معـاذ اللـه مـا أنـا منهمـو
فـإن تصـبري أحمـدت والخير في الصبرِ
محمد حفني بن إسماعيل بن خليل بن ناصف.قاض أديب، له شعر جيد، ولد ببركة الحج (من أعمال القليوبية بمصر) وتعلم في الأزهر، وتقلب في مناصب التعليم.ثم في مناصب القضاء وعين أخيراً مفتشاً أول للغة العربية بوزارة المعارف المصرية واشترك في الثورة العرابية بخطب كان يلقيها ويكتبها ويوزعها على خطباء المساجد والشوارع.وكان يكتب في بعض الصحف المصرية باسم "إدريس محمدين" وقام برحلات إلى سورية والأستانة واليونان ورومانيا ودول أخرى.وتولى منصب النائب العمومي والقضاء الأهلي 20 عاماً وقام برئاسة الجامعة 1908 عند تكوينها وكان من أوائل المدرسين فيها.وشارك في إنشاء المجمع اللغوي الأول وله مداعبات شعرية مع (حافظ إبراهيم) وغيره وكان يتجنب المدح والاستجداء والفخر في شعره وهو والد باحثة البادية توفي بالقاهرة.له: (تاريخ الأدب أو حياة اللغة العربية -ط) و(مميزات لغات العرب -ط) ورسالة في (المقابلة بين لهجات بعض سكان القطر المصري -ط) واشترك في تأليف (الدروس النحوية -ط).وجمع ابنه مجد الدين ناصف شعره، في ديوان سماه (شعر حفني ناصف -ط).