
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
اليـومَ أوفـت علـى خمـسٍ وعشرينا
فاسـتقبِلوا عيـدها الفضيّ ميمونا
وهنِّئُوا فقــراء المســلمين بــهِ
وصـافحوا بيـد البشـر المساكينا
وعللــــوهم بآمــــالٍ مفَرحـــةٍ
فطالمــا ســرّت الآمــالُ محزونـا
لـولا الأمـانيّ فاضـت روحهـم جزعاً
مـن الهمـوم وأمسـى عيشـهم هُونا
واليـأسُ يحـدث فـي أعضـاء صاحبهِ
ضـعفاً ويُـورث أهـل العزم توهينا
وتُخــرس البلبـل الصـداح سـورتهُ
وتسـلب الـذلق المنطيـق تبيينـا
خلُّــوا ســواعدَهم تمتــدّ ناشـطةً
زرعـاً وصـُنعاً وتطريقـاً وتعـدينا
وعلِّمــوهم علـى قـدر اسـتطاعتكم
مبـادىءَ العلـم والأخلاقَ والـدينا
فـالعلم يرشـدهم والخلـق يسعدهم
والدين يقصي عن النفس الشياطينا
تَلَـى علـى كـلِّ نفـسٍ مـن مهـابته
فـي السـرّ والجهر شْرطيّاً وقانونا
إن خـان صـاحبَه الحـظُّ استكان له
وقــال أمــرٌ قضـاه ربُّنـا فينـا
كـم أظهر العلْمُ من أطفالهم علمَاً
فـرداً وأخـرج كنـزاً كـان مدفونا
اللـهَ فيهـم فحـرثُ الأرضِ في يدهم
يبـدون مِـن سـرّها ما كان مكنونا
وهُـم قيـامٌ علـى الأنعـامِ سـائمةً
وهُــم طهــاةٌ ونســّاج وبانونــا
لهـمُ يـدٌ كـلَّ يـومٍ فـي مرافقنـا
فلْتجْـرِ مِـن فـوقِ أيديهم أيادينا
فبـادروا بزكـاة المـال إنّ بهـا
للنفـس والمـال تطهيـراً وتحصينا
ألـم تـرَوا أن أهل المال في وجلٍ
يخشــّون مصــرعهم إلا المزكينّــا
فهــل تظنــونَ أن اللـه أورثكـم
مـالاً لتشـقوا بـه جمعـاً وتحزينا
أو تقصـروه علـى مرضـاة أنفسـكم
وتحرمــوا منـه معتَّـراً ومسـكينا
مـا أنتمـو غيـرٌ قُـوام سيسـألكم
إلهكــم عــن حسـاب المسـتحقينا
أنتــم خلائفـه فـي الأرض ألزمكـم
أن تَعْمُروهـا وتفتنّـوا الأفانينـا
ولـن تنـالوا نصـيباً مـن خلافتـهِ
إلا بــأن تنفقــوا ممـا تحبّونـا
إنــي لأســمع همسـاً بينكـم رجلاً
يقــول إنــا مفــاليسٌ فأعفونـا
واخجلتـاه الا يـولى الجميـل سوى
أمثـال رتشـلد أو أشـباه قارونا
أعـط القليل فما في البرّ من حرجٍ
علـى امرىـء وقليـلٌ منـك يكفينا
لا تحقِــرنْ قليلاً فــالرذاذ إلــى
أمثــاله يـترك الأنهـار يجرينـا
وإنمـا العـزم فـي أن تستديم له
دهـراً تـوطنّه فـي النفـس توطينا
كمـا فعلـتُ فـأني مـا بـذلت لها
مـن النضـار سـوى خمـسٍ وسـبعينا
لكنّنــي لـم أقصـرّ منـذ نشـأتها
فيمـا الـتزمتُ وذا جهدٌ المقليّنا
أليـس جرمـاً علـى الإسـلام أنّ لـه
فـي مصـرَ أكـثر مـن عشـرٍ ملايينا
ضـَنّوا علـى مُعْوِزيهم بالقليل فلم
يصــّدقوا غيـر ألـفٍ أو يزيـدونا
جمعيـةٌ لهمـو فـي القطـرِ واحـدة
وليتهــم فــي رضـاها مسـتمرونا
علــى الأصـابع لـم تزددمدارسـُها
مـن ظهـر أسـيوط حتى بطن شربينا
أقـلّ طائفـةٍ فـي القُطـر تفضـلُها
فيمــا يـؤدَّي وتعـدادِ المؤدينـا
وقلّـة المـالِ إن كـادت لتُوبِقُهـا
لــولا كريـم تـولىّ أمرهـا حينـا
فلـمّ مـن شـملها مـا كان مفترقاً
وفـكّ مـن أرضـها مـا كان مرهونا
فضـنْه يـا رب للعليـا وأبـقِ لنا
رجـال دولتنـا الغـرّ الميامينـا
وأيِّـد السـلم في هذي الديار ولا
تـذرَ جميـع بنـي الدنيا مجانينا
محمد حفني بن إسماعيل بن خليل بن ناصف.قاض أديب، له شعر جيد، ولد ببركة الحج (من أعمال القليوبية بمصر) وتعلم في الأزهر، وتقلب في مناصب التعليم.ثم في مناصب القضاء وعين أخيراً مفتشاً أول للغة العربية بوزارة المعارف المصرية واشترك في الثورة العرابية بخطب كان يلقيها ويكتبها ويوزعها على خطباء المساجد والشوارع.وكان يكتب في بعض الصحف المصرية باسم "إدريس محمدين" وقام برحلات إلى سورية والأستانة واليونان ورومانيا ودول أخرى.وتولى منصب النائب العمومي والقضاء الأهلي 20 عاماً وقام برئاسة الجامعة 1908 عند تكوينها وكان من أوائل المدرسين فيها.وشارك في إنشاء المجمع اللغوي الأول وله مداعبات شعرية مع (حافظ إبراهيم) وغيره وكان يتجنب المدح والاستجداء والفخر في شعره وهو والد باحثة البادية توفي بالقاهرة.له: (تاريخ الأدب أو حياة اللغة العربية -ط) و(مميزات لغات العرب -ط) ورسالة في (المقابلة بين لهجات بعض سكان القطر المصري -ط) واشترك في تأليف (الدروس النحوية -ط).وجمع ابنه مجد الدين ناصف شعره، في ديوان سماه (شعر حفني ناصف -ط).