
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
مَـن بعـدَ حمـزة يحمـي حـوزةَ الأدبِ
ومَـن يـذود الـردى عن ألسن العربِ
ومــن لِقيــد شـَرودٍ مـن أوابـدها
مِــن ســاربٍ فـي مراعيـه ومنسـربِ
وللغــرائب تــأتي فــي رســائلهُ
طوعـاً وتعنـو له في الشعر والخطب
إن رامهــا لمقــال مــه مرتجــلٍ
لبّــت وإن تــدعُها أقلامــهُ تُجــب
يكسـو المعـانيَ إن عنَّـت لـه كلماً
كأنمــا أدخــر الألفـاظ فـي عُلـبِ
قـد جـدّ فـي لغـة الإعـرابِ من صغرِ
فـأوتيَ الحكـمَ في الإعرابِ وهو صبي
واستعذب الدأبَ في استيضاحِ غامضها
كــأنه عنــده ضــرْب مــن الضـرَبِ
فملكتَّــهُ عنــانَ الأمــرِ وامـتزجتْ
لــدى كهــولتهِ بــاللحم والعصـبِ
إذا أحـــس شـــُعُوبيًّا يعارضـــها
فــي مجـدها ملَكتـهُ سـورةُ الغضـبِ
وذاد عــن حوضــها فــوراً بحجتـه
ذيـادَ مَـن إن رمـى عـن قوسـهِ يُصِبِ
وسـاق فـي الحـال شتى من محاسنها
لـم تعرف العجْم ما فيها من العجبِ
وقــال هـات المسـمَّى وهـو مجتلـبٌ
وخـذ مـن اللغـة اسـماً غير مجتلبِ
مـا عابهـا محـدثاتٌ في الصناعةلم
يـدْرِالوجودُ بهـا فـي ذلـك الحقـبِ
يجيــب ســائلَه عــن كــل مقـترحٍ
حــتى يقــرّ لــه بـالفوز الغلَـبِ
أودَى فيـا شـدّ مـا جـاء النعيّ به
علـى النفـوسِ ويـا للوَيـل والحربِ
لهْفـي علـى بحـر فضـل غـاض زاخره
لهفـي علـى كنز علمٍ غاب في الترَبِ
يـا طالمـا خطَـب العليـاء مقتعداً
بطـنَ السـفين وظهـر العيس والقتَبِ
مصــرٌ وتــونسُ والســودانُ تعرفـهُ
كـم سـار فـي صـعَدٍ منهـا وفي صبب
وفـي السـويد بـدا النـاس سـؤددُه
ونــال بيــن أُوربّـا منتهـى الأربِ
سـعى مـن الشـرقِ يبغـي خبر مؤتمر
فـي الغـربِ محتقباً ما شاء من أهَبِ
ونحــن كنــا إذا سـرنا نحُـفُّ بـه
كمــا تحـفُ نجـوم الليـل بـالقطُبِ
فـافهم القـومَ أن العلـم طِلْبتنـا
وأن شـمس العلا فـي مصـرَ لـم تغِـبِ
مــا كــان أملأَ للعينيــنِ طلعتُـه
إذا بـدا فـي حُلَـى أثـوابهُ القشبِ
كـم فـي فينَّـا وفـي استكهلمَ صورَّه
مصـورو القـوم عـن بعـدٍ وعـن كثبِ
وكــم أحــاط بنـا خلْـقٌ تسـائلنا
مــن كـل منجـذبٍ فـي إثْـر منجـذبِ
مليـــك أي بلاد ذاك قلـــت لهــم
هــذا الإمـام مليـكُ العلـم والأدبِ
لـم أنسَ إذ زرتهُ في البيت منفرداً
يومــاً لأدعــوَه للمجمــع العربـي
فقلــت أدعـوكَ للجلـيَّ فـأنت لهـا
أهـلٌ وأحوَزُنـا فـي السـبق للقصـبِ
فقــال ينكــر منــي مـا أحـاوله
لمــن تجـدّ وجُـل النـاس فـي لعـبِ
فقلــت مــولاي قــد خرّجـتَ نابتـةً
فيمـا مضـى يـا لهـم من فتيةٍ نُجبِ
نهضـتَ بـالعلم فيهـم نهضـةً عجبـاً
حاشـا يضـيع الـذي كابـدتَ من تعبِ
فابرنشـَق الشيخ من قولي وقال نعم
لكنـــه منصـــِبٌ يحتــاج للنصــَبِ
طـال المسـير وقـد مسَّ العيونَ قذىً
مـن القديـح ونضـوي نـاءَ مـن لغَبِ
خليفـتي أنـت فـانهض باللغَى معهم
وأدأب فإنــكَ مطبـوع علـى الـدأبِ
فقلــت مَـن عجـم الأعـوادِ مختـبراً
أحوالهـا مـاز بيـن النبع والغرَبِ
فكــان أصـعبَ شـيءٍ أن رجعـت لهـم
وقلـت إنـيَ قـد أخفقـت فـي طلـبي
لـو سـاعد الحـظُ والأسـتاذُ أسعفنا
كنـا غنِينـا عن التنقيب في الكتُبِ
فــالمجمعُ الآن يبكـي حسـرةً وأسـىً
ويشــتكي حُــرَقَ الأحــزانِ والوصـبِ
لكــن سنصــبر للبلـوى علـى مضـضٍ
ونســـتعيذُ مــن الأرزاء والنُــوَبِ
ونســأل اللــه توفيقــاً يحركنـا
فيمــا عُنينـا بـه للأخـذ بالسـبب
نمشـي الهُـوَيْنَى على مقدار طاقتنا
ومــن تيمّـم وجـهَ اللـه لـم يخـبِ
ســقى ثــراه مــن الوسـميَّ مهمـرٌ
وجــادَ مضــجعَه غــادٍ مـن السـحبِ
وعــوض اللـه مصـراً عـن خسـارتها
خيـراً كـثيراً ونجاهـا مـن الكـربِ
محمد حفني بن إسماعيل بن خليل بن ناصف.قاض أديب، له شعر جيد، ولد ببركة الحج (من أعمال القليوبية بمصر) وتعلم في الأزهر، وتقلب في مناصب التعليم.ثم في مناصب القضاء وعين أخيراً مفتشاً أول للغة العربية بوزارة المعارف المصرية واشترك في الثورة العرابية بخطب كان يلقيها ويكتبها ويوزعها على خطباء المساجد والشوارع.وكان يكتب في بعض الصحف المصرية باسم "إدريس محمدين" وقام برحلات إلى سورية والأستانة واليونان ورومانيا ودول أخرى.وتولى منصب النائب العمومي والقضاء الأهلي 20 عاماً وقام برئاسة الجامعة 1908 عند تكوينها وكان من أوائل المدرسين فيها.وشارك في إنشاء المجمع اللغوي الأول وله مداعبات شعرية مع (حافظ إبراهيم) وغيره وكان يتجنب المدح والاستجداء والفخر في شعره وهو والد باحثة البادية توفي بالقاهرة.له: (تاريخ الأدب أو حياة اللغة العربية -ط) و(مميزات لغات العرب -ط) ورسالة في (المقابلة بين لهجات بعض سكان القطر المصري -ط) واشترك في تأليف (الدروس النحوية -ط).وجمع ابنه مجد الدين ناصف شعره، في ديوان سماه (شعر حفني ناصف -ط).