
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
مــا للحــوادث تُنئينــا وتُــدنينا
وللزمــــانِ يعادينـــا ويُصـــْفينا
وللسياســـة تبـــدي كـــل آونـــةٍ
مــن رقـش أثوابهـا للنـاس تلوينـا
والــدهر مــا بـاله حينـاً تكـدّرنا
صــــروفه وأويقــــات تُصــــافينا
يـــذيقُنا مــرّةً مــا مــرّ مَطعمُــه
ومـــرّةً كأســـَهُ الشــهديّ يســقينا
مظـــاهرٌ بهرتنـــا عنــد رؤيتهــا
وأجــرت الــدمع ســيلاً مـن مآقينـا
وملعـــب ســـُحرت فيـــه مــداركنا
فشـــاهدت مــن مرائيــه أفانينــا
لكـــنّ للغيـــب أســـراراً محجّبــة
عــن العقـول وإن تظهـرْ لنـا حينـا
واللــهُ يحــدِث بعـد العسـر ميسـرة
واليــأسَ يُـوليهُ مـن أفضـالِهِ لينـا
والشــيءُ يبلــغُ بالتدريــج غـايته
والشــهرُ إكمــاله عنــد الثلاثينـا
والحمــد للــه قــد قـرّت نواظرنـا
وأقبلــت نحونــا الــدنيا تهنّينـا
والأمــر قــرّ واســباب الفلاح بــدت
لنــا وفارقَنــا مــا كـان يؤذينـا
وحقـــق اللــه مــا كنــا نــؤمله
عونــاص لنـا وأمانـاً مـن أعادينـا
وزارة شــأنها جلــب الصــلاح لنــا
وأن تشــيّد فــي العليــا مبانينـا
ومجلســاً قــام فــي إصـلاح قابِلنـا
وحالنـــا فنســينا أمــر ماضــينا
مَــن مبلــغٌ معشــرَ النـوابِ أنهمـو
أحيــوا بمسـعاهمو الإصـلاح والـدينا
وأنهـم فـي قلـوبِ النـاس قـد غرسوا
حبًّــا تمكــن فــي الأحشـاءِ تمكينـا
وأنهـم خلـدوا الـذكر الجميـل لهـم
ذكــراً يبــاهي شـذاهُ مسـكَ دارينـا
وأنهـم مهـدوا السـبْلَ الصـعاب لنـا
ووطنـوا العـدل بيـن النـاس توطينا
وأنهــم أطمعونــا بعــد مـا يئسـت
منــا النفــوسَ وصــدتنا أمانينــا
اليــوم فليْنظــر اللاحــي لهيئتنـا
وليســال العفــوَ عمـا قـاله فينـا
وليصــحُ مــن ســكرِهِ وليعرفـنّ لنـا
نزاهــةَ العــرض ممـا كـان يرمينـا
وليلـق مـن مجلـس الشـورى نجوم هدى
ســارين فــي فلـك العليـا مجـدّينا
يـدري بـأن كـان لـم يعتـدْ مباشـرةً
أو لـم يكابـد علـى الأعمـال تمرينا
إذنْ وربـــك يغـــدو وهــو منبهــرٌ
حـتى يـرى مصـرَ فـي عينيـه برلينـا
لا أرجــع اللــهُ أيامـاً مـررن بنـا
أيـام كنـا نقاسـي الظلـم والهُونـا
كنــا نســاق بسـوط الظلـم تنـدبُنا
أحبابُنـــا وتنادينـــا ذرارينـــا
أيــام كــانت ولاةُ الحـوَر فـي سـَعةٍ
وكـــان صـــاحبُنا الفلاحُ مســـكينا
وكــم أتينــا لهــم نشـكو ظلامتنـا
ومــا وجــدنا أميــراً قـط يُشـكينا
يقضــي علينـا بمـا يهـوى ويُخصـمنا
بـــأنه تـــابعٌ فــي ذاك قانونــا
فـــإِن رأى أنـــه ممــا يســاعدنا
في الحكم يا قرب ما يلغى القوانينا
فنحــن نعــرض والحكـام تُعـرض والأ
حكــامُ تمــرِض والــدينار يَشــفينا
نظنهــم يــوم تقليــد الأمــارة أم
لاكــاً ومــن بعـدُ نلقـاهم شـياطينا
كأننــا الآلــة الصــماء ليـس لنـا
مــن كــدّنا غيــر أدهــان تنـدّينا
أو أننــا كُــرةٌ تجــري وليـس لنـا
حــظ ولكــن عصــا الأيــام تجرينـا
مـا ذنبنـا غيـر أن الشـرق منبتنـا
وأنَّ ســــاحاته مـــأوى أهالينـــا
فلتْحــي أوطانُنــا ولتحــيَ أمتّنــا
ولتحــى نظارنــا وليحــى ســامينا
لتْحـــى نوابنــا وليحــي مجلســنا
وليحــي حــامي حمـى مصـر عرابينـا
وجنــدُه الحـر ولتحـي السـراة لهـم
وليحـى مِـن جمعنـا مَـن قـال آمينـا
محمد حفني بن إسماعيل بن خليل بن ناصف.قاض أديب، له شعر جيد، ولد ببركة الحج (من أعمال القليوبية بمصر) وتعلم في الأزهر، وتقلب في مناصب التعليم.ثم في مناصب القضاء وعين أخيراً مفتشاً أول للغة العربية بوزارة المعارف المصرية واشترك في الثورة العرابية بخطب كان يلقيها ويكتبها ويوزعها على خطباء المساجد والشوارع.وكان يكتب في بعض الصحف المصرية باسم "إدريس محمدين" وقام برحلات إلى سورية والأستانة واليونان ورومانيا ودول أخرى.وتولى منصب النائب العمومي والقضاء الأهلي 20 عاماً وقام برئاسة الجامعة 1908 عند تكوينها وكان من أوائل المدرسين فيها.وشارك في إنشاء المجمع اللغوي الأول وله مداعبات شعرية مع (حافظ إبراهيم) وغيره وكان يتجنب المدح والاستجداء والفخر في شعره وهو والد باحثة البادية توفي بالقاهرة.له: (تاريخ الأدب أو حياة اللغة العربية -ط) و(مميزات لغات العرب -ط) ورسالة في (المقابلة بين لهجات بعض سكان القطر المصري -ط) واشترك في تأليف (الدروس النحوية -ط).وجمع ابنه مجد الدين ناصف شعره، في ديوان سماه (شعر حفني ناصف -ط).