
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
هَجَـرَتْ ظَلُـومُ وهَجْرُهـا صِلَةُ الأَسَى
فَمَتَـى تَجُودُ عَلَى الْمَتَيَّمِ بِاللُّقَى
جَزِعَـتْ لِراعِيَـةِ الْمَشِيبِ وَما دَرَتْ
أَنَّ الْمَشـِيبَ لَهِيـبُ نِيرانِ الْجَوَى
وَلَـوَتْ بِوَعْـدِكَ بَعـدَ طُـولِ ضَمانِهِ
وَمِـنَ الْوُعُـودِ خِلابَـةٌ مـا تُقْتَضَى
لَيْـتَ الشـَّبابَ لَنَـا يَعُودُ بِطِيبِهِ
وَمِـنَ الشـِّفَاهِ طِلابُ عُمْـرٍ قَدْ مَضَى
وَالشـَّيْبُ أَكْمَـلُ صـاحِبٍ لَـوْ أَنَّـهُ
يَبْقَـى وَلَكِـنْ لا سَبِيلَ إِلى الْبَقَا
والـدَّهْرُ مَدْرَجَةُ الْخُطُوب فَمَنْ يَعِشْ
يَهْـرَمْ وَمَنْ يَهْرَمْ يَعِثْ فيهِ الْبِلَى
فَـاذْهَبْ بِنَفْسِكَ عَنْ مُتَابَعَةِ الصِّبَا
وَارْجِعْ لِحِلْمِكَ فَالأُمُورُ إِلَى انْتِهَا
الْيَــوْمَ آنَ لِســابقٍ أَنْ يَحْتَـذِي
طَلْـقَ الرِّهـانِ وَمُغْمَـدٍ أَنْ يُنْتَضَى
وَلَقَـدْ عَلَـوْتُ سَراةَ أَدْهَمَ لَوْ جَرَى
فَـي شـَأْوِهِ بَـرْقٌ تَعَثَّـر أَوْ كَبَـا
يَطْـوِي المَـدَى طَيَّ السِّجِلِّ وَيَهْتَدِي
فـي كُـلِّ مَهْمَهَـةٍ يَضِلُّ بِها الْقَطَا
يَجْـرِي عَلَـى عَجَلٍ فَلا يَشْكُو الْوَجَى
مَـدَّ النّهـارِ وَلا يَمَـلُّ مِنَ السُّرَى
لا الْوَخْدُ مِنْهُ وَلا الرَّسِيمُ وَلا يُرَى
يَمْشِي الْعِرَضْنَةَ أَو يَسِيرُ الْهَيْدَبَى
رَيَّـــانُ مِلْــءَ ضــُلُوعِهِ لَكِنَّــهُ
يَشـْكُو بِزَفْرَتِـهِ لَهِيباً في الْحَشَا
ما زالَ يَنْهَجُ في الْمَسِير طَرائِقاً
تَـدَعُ الْجِيَـادَ مُقَيَّـداتٍ بِـالْوَجَى
حَتَّــى وَصـَلْتُ إِلَـى جَنـابٍ أَفْيَـحٍ
زَاهِي النَّبات بَعِيدِ أَعْماقِ الثَّرَى
تَسـْتَنُّ فِيـهِ الْعَيْـنُ بَيْـنَ مَنابِتٍ
طَــابَتْ مَغارِســُها وَجَنَّــاتٍ رِوَا
مُلْتَـفِّ أَفْنَـانِ الْحَـدَائِقِ لَوْ سَرَتْ
فيها السَّمُومُ لَشَابَهَتْ رِيحَ الصَّبَا
فَتُرَابُــهُ نَفَـسُ الْعَبِيـرِ وَنَبْتُـهُ
سـَرقُ الْحَرِيـرِ وَماؤُهُ فَلَقُ الضُّحَى
فَـإِذَا شـَمِمْتَ وَجَـدْتَ أَطْيَـبَ نَفْحَةٍ
وَإِذَا الْتَفَـتَّ رَأَيْتَ أَحْسَنَ مَا يُرَى
وَالقُطْــنُ بَيْــنَ مُلَــوِّزٍ وَمُنَـوِّرٍ
كَالْغـادَةِ ازْدَانَتْ بِأَنْوَاعِ الْحُلَى
فَكَــأَنَّ عاقِــدَهُ كُــراتُ زُمُــرُّدٍ
وُكَـأَنَّ زَاهِـرَهُ كَـواكِبُ في الرُوَا
دَبَّـتْ بِـهِ رُوحُ الْحَيـاةِ فَلَوْ وَهَتْ
عَنْهُ الْقُيُودُ مِنَ الْجَدَاوِل قَدْ مَشَى
فَأُصُولُهُ الدَّكْنَاءُ تَسْبَحُ في الثَّرَى
وَفُرُوعُهُ الخَضْرَاءُ تَلْعَبُ في الْهَوَا
لَـم يَسـْرِ فيهِ الطَّرْفُ مَذْهَبَ فِكْرةٍ
مَحْــدُودَةٍ إِلَّا تَرَاجَــعَ بِــالمُنَى
هَـذا لَعَمْـرُ أَبِيـكَ داعِيَةُ الرِّضَا
وَسـَلامَةُ العُقْبَـى وَمِفْتَـاحُ الْغِنَى
فَعَلامَ أَجْهَـدُ فـي الْمَطَالِبِ باذِلاً
نَفْســِي وَهَـذا لِلْمَطـالِبِ مُنْتَهَـى
فَالْحَمْـدُ لِلـهِ الَّـذِي وَهَبَ العُلا
وَسـَرَا الأَذَى عَنِّـي فَأَبْصَرْتُ الْهُدَى
محمود سامي باشا بن حسن حسين بن عبد الله البارودي المصري.أول ناهض بالشعر العربي من كبوته، في العصر الحديث، وأحد القادة الشجعان، جركسي الأصل من سلالة المقام السيفي نوروز الأتابكي (أخي برسباي).نسبته إلى ( إيتاي البارود)، بمصر، وكان لأحد أجداده في عهد الالتزام مولده ووفاته بمصر، تعلم بها في المدرسة الحربية.ورحل إلى الأستانة فأتقن الفارسية والتركية، وله فيها قصائد دعاء إلى مصر فكان من قواد الحملتين المصريتين لمساعدة تركيا.الأولى في ثورة كريد سنة1868، والثانية في الحرب الروسية سنة 1877، وتقلب في مناصب انتهت به إلى رئاسة النظار، واستقال.ولما حدثت الثورة العرابية كان في صفوف الثائرين، ودخل الإنجليز القاهرة، فقبض عليه وسجن وحكم بإعدامه، ثم أبدل الحكم بالنفي إلى جزيرة سيلان.حيث أقام سبعة عشر عاماً، أكثرها في كندا تعلم الإنجليزية في خلالها وترجم كتباً إلى العربية وكفَّ بصره وعفي عنه سنة 1317ه فعاد إلى مصر.أما شعره فيصح اتخاذه قاتحة للأسلوب العصري الراقي بعد إسفاف النظم زمناً غير معتبر.له (ديوان شعر -ط)، جزآن منه، (ومختارات البارودي -ط) أربعة أجزاء.