
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
طَـرِبَ الْفُـؤادُ وكـانَ غَيْـرَ طَرُوبِ
والْمَــرْءُ رَهْــنُ بَشاشـَةٍ وَقُطُـوبِ
وَرَدَ الْبَشِيرُ فَقُلْتُ مِنْ سَرَفِ الْمُنَى
أَعِـدِ الْحَـدِيثَ عَلـيَّ فَهْـوَ حَسِيبي
خَبَـرٌ جَلا صـَدَأَ الْقُلُـوبِ فَلَمْ يَدَعْ
فِيهَــا مَجــالَ تَحَفُّــزٍ لِــوَجِيبِ
ضـَرَحَ الْقَـذَى كَقَمِيصِ يُوسُفَ عِنْدَمَا
وَرَدَ الْبَشــِيرُ بِـهِ إِلَـى يَعْقُـوبِ
فَلْتَهْــنَ مِصــْرُ وَأَهْلُهَـا بِسـَلامَةٍ
جـاءَتْ لَهَـا بِـالأَمْنِ بَعْـدَ خُطُـوبِ
بِالْمَاجِدِ الْمَنْسُوبِ بَلْ بِالأَرْوَعِ الْ
مَشــْبُوبِ بَـلْ بِالأَبْلَـجِ الْمَعْصـُوبِ
رَبِّ الْعُلاَ وَالْمَجْـدِ إِسـْمَاعِيلَ مَـنْ
وَضــَحَتْ بِـهِ الأَيَّـامُ بَعْـدَ شـُحُوبِ
وَرَدَ الْبِلادَ ولَيْلُهـــا مُتَراكِــبٌ
فأَضــاءَهَا كَــالْكَوْكَبِ الْمَشـْبُوبِ
بِرَوِيَّــةٍ تَجْلُـو الصـَّوَابَ وَعَزْمَـةٍ
تَمْضـِي مَضـاءَ اللَّهْـذَمِ الْمَـذْرُوبِ
مَلِــكٌ تَرَفَّــعَ أَنْ تَكُـونَ صـِفاتُهُ
إِلَّا لَـــهُ أَوْ لاِبْنِــهِ الْمَحْبُــوبِ
ذو هَيْبَــةٍ تَكْفِيـهِ سـَوْقَ جُنُـودِهِ
وَبَدِيهَــةٍ تُغْنِــي عَـنِ التَّجْرِيـبِ
نَمَّــتْ شــَمائِلُهُ عَلَــى أَعْراقِـهِ
نَـمَّ النَّسـِيمِ عَلَـى أَرِيـجِ الطِّيبِ
أَكْنِـي بِزَهْـرِ الـرَّوْضِ عَـنْ أَخْلاقِهِ
وَبِنَشــْرِهِ عَــنْ فَضـْلِهِ الْمَرْغُـوبِ
وأَقُـولُ إِنَّ الْبَـرْقَ يَحْكِـي بِشـْرَهُ
لَـوْ كَـانَ بَـرْقُ الْمُزْنِ غَيْرَ خَلُوبِ
فَالْخِصـْبُ فـي الدُّنْيَا عَلامَةُ عَدْلِهِ
والْغَيْـثُ فَضـْلَةُ جُـودِهِ الْمَسـْكُوبِ
أَجْـرَى نَسـِيمَ الأَمْـنِ بَعْـدَ رُكُودِهِ
وَأَفَـاضَ مَـاءَ الْعَـدْلِ بَعْـدَ نُضُوبِ
وَأَعَـادَ مِصـْرَ إِلَـى جَمالِ شَبابِها
مِـنْ بَعْـدِ مَـا لَبِسـَتْ خِمَارَ مَشِيبِ
فَتَنَعَّمَــتْ مِـنْ فَيْضـِهِ فـي غِبْطَـةٍ
وَتَمَتَّعَــتْ مِــنْ عَــدْلِهِ بِنَصــِيبِ
وَإِذَا أَرادَ اللــهُ رَحْمَــةَ أُمَّـةٍ
بَعَـثَ الشـِّفَاءَ لَهَـا بِخَيْـرِ طَبِيبِ
فَلَقَـدْ مَلَكْـتَ زِمَامَهـا وَسـَقَيْتَها
بَعْـدَ الصـَّدَى مِـنْ رَحْمَـةٍ بِـذَنُوبِ
فَغَـدَتْ وَمَـا فِي الأَرْضِ أَحْسَنُ بُقْعَةً
مِنْهَـــا لِمُـــزْدَرِعٍ وَلا لِكَســُوبِ
يَسـْتَنُّ فِيهَـا النِّيـلُ بَيْنَ حَدَائِقٍ
غُلْــبٍ ورَفَّــافِ النَّبــاتِ خَصـِيبِ
وتَـرَى السـَّفِينَ يَجُولُ فَوْقَ سَراتِهِ
زَفَّ الـــرِّئَالِ تَمَطَّــرَتْ بِســُهُوبِ
مِـنْ كُـلِّ راقِصـَةٍ عَلَى نَقْرِ الصَّبَا
تَخْتَــالُ بَيْــنَ شــَمائِلٍ وَجَنُـوبِ
مَلَكَـتْ أَزِمَّتَهـا الرِّيَـاحُ فَسَيْرُها
ضــَرْبَانِ بَيْــنَ تَحَفُّــزٍ وَدَبِيــبِ
فَـإِذا أَطَلْـتَ عِنَانَهـا وَقَفَتْ وإِنْ
أَقْصــَرْتَهُ ســَارَتْ بِغَيْــرِ لُغُـوبِ
فَــانْعَمْ بِخَيْــرِ وِلايَــةٍ وَلّاكَهـا
رَبُّ الْعِبــادِ بِرَغْــمِ كُـلِّ رَقِيـبِ
مَــا آثَـرُوكَ لَهـا بِغَيـرِ رَوِيَّـةٍ
بَــلْ لاِعْتِصــامِهِمُ بِخَيْــرِ لَبِيـبِ
فَاسـْمَعْ مَقالَـةَ صـادِقٍ لَمْ يَنْتَسِبْ
لِســـِوَاكَ فــي أَدَبٍ وَلا تَهْــذِيبِ
أَوْلَيْتَــهُ خَيْــراً فَقَـامَ بِشـُكْرِهِ
وَالشــُّكْرُ لِلإِحْســَانِ خَيْـرُ ضـَرِيبِ
فَـاعْطِفْ عَلَيْـهِ تَجِـدْ سَلِيلَ كَرَامَةٍ
أَهْلاً لِحُســْنِ الأَهْــلِ وَالتَّرْحِيــبِ
يُنْبِيــكَ ظــاهِرُهُ بِــوُدِّ ضـَمِيرِهِ
وَالْــوَجْهُ وَســْمَةُ مُخْلِـصٍ وَمُرِيـبِ
وَإِلَيْـكَ مِـنْ حَـوْكِ اللِّسَانِ حَبِيرَةً
يُغْنِيــكَ رَوْنَقُهـا عَـنِ التَّشـْبِيبِ
حَضـــَرِيَّةَ الأَنْســـَابِ إِلَّا أَنَّهــا
بَدَوِيَّــةٌ فـي الطَّبْـعِ وَالتَّرْكِيـبِ
وَلِعَـتْ بِمَنْطِقِهَـا النُّفُـوسُ غَرَابَةً
وَالنَّفْــسُ مُولَعَــةٌ بِكُــلِّ غَرِيـبِ
أَرْسـَلْتُها مَثَلاً بِمَـدْحِكَ فِي الْوَرَى
وَالســَّهْمُ مَنْســُوبٌ لِكُــلِّ مُصـِيبِ
كَلِـمٌ أَثَـرْتُ بِهـا جَـوَادَ بَراعَـةٍ
لا يُقْتَفَـى فـي الْحُضـْرِ وَالتَّقْريبِ
تَــرَكَ الْوَلِيـدَ مُلَثَّمـاً بِغُبـارِهِ
وَمَضـَى فَكَفْكَـفَ مِـنْ عِنَـانِ حَبِيـبِ
فَاسـْتَجْلِهَا تَلْمَـحْ خِلالَـكَ بَيْنَهَـا
فِــي وَشــْيِ بُــرْدٍ لِلْكَلامِ قَشـِيبِ
كَزُجَاجَـةِ التَّصـْوِيرِ شـَفَّتْ فَاجْتَلَتْ
مِـنْ وَصـْفِهِ مـا كـانَ غَيْـرَ قَرِيبِ
لا زِلْـتَ فِـي فَلَكِ الْمَعَالِي كَوْكَباً
تُهْــدِي الضــِّياءَ لأَعْيُـنٍ وَقُلُـوبِ
محمود سامي باشا بن حسن حسين بن عبد الله البارودي المصري.أول ناهض بالشعر العربي من كبوته، في العصر الحديث، وأحد القادة الشجعان، جركسي الأصل من سلالة المقام السيفي نوروز الأتابكي (أخي برسباي).نسبته إلى ( إيتاي البارود)، بمصر، وكان لأحد أجداده في عهد الالتزام مولده ووفاته بمصر، تعلم بها في المدرسة الحربية.ورحل إلى الأستانة فأتقن الفارسية والتركية، وله فيها قصائد دعاء إلى مصر فكان من قواد الحملتين المصريتين لمساعدة تركيا.الأولى في ثورة كريد سنة1868، والثانية في الحرب الروسية سنة 1877، وتقلب في مناصب انتهت به إلى رئاسة النظار، واستقال.ولما حدثت الثورة العرابية كان في صفوف الثائرين، ودخل الإنجليز القاهرة، فقبض عليه وسجن وحكم بإعدامه، ثم أبدل الحكم بالنفي إلى جزيرة سيلان.حيث أقام سبعة عشر عاماً، أكثرها في كندا تعلم الإنجليزية في خلالها وترجم كتباً إلى العربية وكفَّ بصره وعفي عنه سنة 1317ه فعاد إلى مصر.أما شعره فيصح اتخاذه قاتحة للأسلوب العصري الراقي بعد إسفاف النظم زمناً غير معتبر.له (ديوان شعر -ط)، جزآن منه، (ومختارات البارودي -ط) أربعة أجزاء.