
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أَرَاكَ الْحِمَـى شـَوْقِي إِلَيْـكَ شَدِيدُ
وصـَبْرِي وَنَـوْمِي فـي هَـوَاكَ شَريدُ
مَضـَى زَمَـنٌ لَـمْ يَأْتِنِي عَنْكَ قَادِمٌ
بِبُشـْرَى ولَـمْ يَعْطِـفْ عَلَـيَّ بَرِيـدُ
وَحِيـدٌ مِـنَ الْخُلانِ فـي أَرْضِ غُرْبَةٍ
أَلا كُـلُّ مَـنْ يَبْغِـي الْوَفَاءَ وَحِيدُ
فَهَـلْ لِغَرِيـبٍ طَـوَّحَتْهُ يَـدُ النَّوَى
رُجُــوعٌ وَهَــلْ لِلْحَائِمَــاتِ وُرُودُ
وَهَــلْ زَمَـنٌ وَلَّـى وَعَيْـشٌ تَقَيَّضـَتْ
غَضــَارَتُهُ بَعْــدَ الـذَّهَابِ يَعُـودُ
أُعَلِّــلُ نَفْسـِي بِالقَـدِيمِ وَإِنَّمـا
يَلَـذُّ اقْتِبَـالُ الشـَّيءِ وَهْوَ جَدِيدُ
وَمَــا ذِكْــرِيَ الأَيَّـامَ إِلَّا لأَنَّهـا
ذِمَــامٌ لِعِرْفَـان الصـِّبَا وَعُهـودُ
فَلَيْـسَ بِمَفْقُـودٍ فَـتىً ضَمَّهُ الثَّرَى
وَلَكِـنَّ مَـنْ غَـالَ الْبِعَـاد فَقِيـدُ
أَلا أَيُّها الْيَوْمُ الَّذِي لَمْ أَكُنْ لَهُ
ذَكُـوراً سـِوَى أَنْ قِيلَ لِي هُوَ عِيدُ
أَتَسـْأَلُنَا لُبْـسَ الجَدِيـدِ سـَفَاهَةً
وَأَثْوابُنَـا مـا قَـدْ عَلِمْـتَ حَدِيدُ
فَحَــظُّ أُنـاسٍ مِنْـهُ كَـأْسٌ وَقَيْنَـةٌ
وَحَـــظُّ رِجــالٍ ذُكْــرَةٌ وَنَشــِيدُ
لِيَهْـنَ بِـهِ مَـنْ باتَ جَذْلانَ نَاعِماً
أَخَــا نَشـَوَاتٍ مـا عَلَيْـهِ حَقُـودُ
تَــرَى أَهْلَـهُ مُسْتَبْشـِرينَ بِقُرْبِـهِ
فَهُــمْ حَــوْلَهُ لا يَبْرَحُـونَ شـُهُودُ
إِذَا سـارَ عَنْهُـمْ سـَارَ وَهْوَ مُكَرَّمٌ
وَإِنْ عَـادَ فِيهِـمْ عَـادَ وَهْوَ سَعِيدُ
يُخَــاطِبُ كُلاً بِالَّــذِي هُـوَ أَهْلُـهُ
فَمُبْــدِئُ شــكُرٍْ تَــارَةً وَمُعِيــدُ
فَمَــنْ لِغَرِيــبٍ سَرْنَسـُوفُ مُقَـامُهُ
رَمَـتْ شـَمْلَهُ الأَيَّـامُ فَهْـوَ لَهِيـدُ
بِلادٌ بِهَـا مـا بِـالْجَحِيمِ وإِنَّمـا
مَكَـانَ اللَّظَـى ثَلْـجٌ بِهَـا وَجَلِيدُ
تَجَمَّعَـتِ الْبُلْغـارُ وَالرُّومُ بَيْنَها
وزَاحَمَهَـا التَّاتَـارُ فَهْـيَ حُشـُودُ
إِذَا رَاطَنُـوا بَعْضاً سَمِعْتَ لِصَوْتِهِمْ
هَدِيـداً تَكَـادُ الأَرْضُ مِنْـهُ تَمِيـدُ
قِبَـاحُ النَّوَاصـِي وَالْوُجُوهِ كَأَنَّهُمْ
لِغَيْـرِ أَبِـي هَـذَا الأَنَـامِ جُنُـودُ
سَواســِيَةٌ لَيْسـُوا بِنَسـْلِ قَبيلَـةٍ
فَتُعْــرَف آبــاءٌ لَهُــمْ وجُــدُودُ
لَهُـمْ صـُوَرٌ لَيْسـَتْ وُجُوهـاً وإِنَّما
تُنَــاطُ إِلَيْهَــا أَعْيُــنٌ وَخُـدودُ
يَخُـورُونَ حَـولِي كَالْعُجُولِ وَبَعْضُهُمْ
يُهَجِّـنُ لَحْـنَ الْقَـوْلِ حِيـنَ يُجِيـدُ
أَدُورُ بِعَينـي لا أَرَى بَيْنَهُـمْ فَتىً
يَـرُودُ مَعِـي في الْقَوْلِ حَيْثُ أَرُودُ
فَلا أَنَـا مِنْهُـمْ مُسـْتَفِيدٌ غَرِيبَـةً
وَلا أَنَـا فِيهِـمْ مـا أَقَمْـتُ مُفِيدُ
فَمَـنْ لِـي بِأَيَّـامٍ مَضـَتْ قَبْلَ هَذِهِ
بِمِصـْرَ وَعَيْشـِي لَـوْ يَـدُومُ حَمِيـدُ
عَسـَى اللهُ يَقْضِي قُرْبَةً بَعْدَ غُرْبَةٍ
فَيَفْــرَحَ بِاللُّقْيــا أَبٌ وَوَليــدُ
محمود سامي باشا بن حسن حسين بن عبد الله البارودي المصري.أول ناهض بالشعر العربي من كبوته، في العصر الحديث، وأحد القادة الشجعان، جركسي الأصل من سلالة المقام السيفي نوروز الأتابكي (أخي برسباي).نسبته إلى ( إيتاي البارود)، بمصر، وكان لأحد أجداده في عهد الالتزام مولده ووفاته بمصر، تعلم بها في المدرسة الحربية.ورحل إلى الأستانة فأتقن الفارسية والتركية، وله فيها قصائد دعاء إلى مصر فكان من قواد الحملتين المصريتين لمساعدة تركيا.الأولى في ثورة كريد سنة1868، والثانية في الحرب الروسية سنة 1877، وتقلب في مناصب انتهت به إلى رئاسة النظار، واستقال.ولما حدثت الثورة العرابية كان في صفوف الثائرين، ودخل الإنجليز القاهرة، فقبض عليه وسجن وحكم بإعدامه، ثم أبدل الحكم بالنفي إلى جزيرة سيلان.حيث أقام سبعة عشر عاماً، أكثرها في كندا تعلم الإنجليزية في خلالها وترجم كتباً إلى العربية وكفَّ بصره وعفي عنه سنة 1317ه فعاد إلى مصر.أما شعره فيصح اتخاذه قاتحة للأسلوب العصري الراقي بعد إسفاف النظم زمناً غير معتبر.له (ديوان شعر -ط)، جزآن منه، (ومختارات البارودي -ط) أربعة أجزاء.