
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
غَلَــبَ الْوَجْــدُ عَلَيْــهِ فَبَكَــى
وَتَــوَلَّى الصــَّبْرُ عَنْــهُ فَشـَكَا
وَتَمَنَّــى نَظْــرَةً يَشــْفِي بِهَــا
عِلَّــةَ الشــَّوْقِ فَكَـانَتْ مَهْلَكَـا
يَـا لَهَـا مِـنْ نَظْـرَةٍ مَا قَارَبَتْ
مَهْبِــطَ الْحِكْمَـةِ حَتَّـى انْهَتَكَـا
نَظْـــرَةٌ ضــَمَّ عَلَيْهَــا هُــدْبَهُ
ثُــمَّ أَغْرَاهَــا فَكَــانَتْ شـَرَكَا
غَرَســَتْ فِـي الْقَلْـبِ مِنِّـي حُبَّـهُ
وَســَقَتْهُ أَدْمُعِــي حَتَّــى زَكَــا
آهِ مِــنْ بَــرْحِ الْهَـوَى إِنَّ لَـهُ
بَيْــنَ جَنْبَـيَّ مِـنَ النَّـارِ ذَكَـا
كَـانَ أَبْقَـى الْوَجْـدُ مِنِّـي رَمَقاً
فَـاحْتَوَى الْبَيْـنُ عَلَـى مَا تَرَكَا
إِنَّ طَرْفِــي غَــرَّ قَلْبِــي فَمَضـَى
فِـي سـَبِيلِ الشـَّوْقِ حَتَّـى هَلَكَـا
قَـدْ تَـوَلَّى إِثْـرَ غِـزْلانِ النَّقَـا
لَيْـــتَ شــِعْرِي أَيَّ وَادٍ ســَلَكَا
لَــمْ يَعُــدْ بَعْــدُ وَظَنِّـي أَنَّـهُ
لَـجَّ فِـي نَيْـلِ الْمُنَـى فَارْتَبَكَا
وَيْــحَ قَلْبِـي مِـنْ غَرِيـمٍ مَاطِـلٍ
كُلَّمَـــا جَــدَّدَ وَعْــدَاً أَفَكَــا
ظَــنَّ بِـي سـُوءاً وَقَـدْ سـَاوَمْتُهُ
قُبْلَــةً فَــازْوَرَّ حَتَّــى فَرِكَــا
فَاغْتَفِرْهَــا زَلَّــةً مِــنْ خَـاطِئٍ
لَـمْ يَكُـنْ بِـاللهِ يَوْمَـاً أَشْرَكَا
يَــا غَــزَالاً نَصــَبَتْ أَهْــدَابُهُ
بِيَــدِ الســِّحْرِ لِضــَمِّي شــَبَكَا
قَـدْ مَلَكْـتَ الْقَلْـبَ فَاسـْتَوْصِ بِهِ
إِنَّــهُ حَــقٌّ عَلَــى مَــنْ مَلَكَـا
لا تُعَــــذِّبْهُ عَلَـــى طَـــاعَتِهِ
بَعْــدَ مَــا تَيَّمْتَـهُ فَهْـوَ لَكَـا
غَلَـبَ الْيَـأْسُ عَلَـى حُسـْنِ الْمُنَى
فِيكَ وَاسْتَوْلَى عَلَى الضِّحْكِ الْبُكَا
فَــإِلَى مَـنْ أَشـْتَكِي مَـا شـَفَّنِي
مِــنْ غَــرَامٍ وَإِلَيْـكَ الْمُشـْتَكَى
سـَلَكَتْ نَفْسـِي سـَبِيلاً فِـي الْهَوَى
لَـمْ تَـدَعْ فِيـهِ لِغَيْـرِي مَسـْلَكَا
محمود سامي باشا بن حسن حسين بن عبد الله البارودي المصري.أول ناهض بالشعر العربي من كبوته، في العصر الحديث، وأحد القادة الشجعان، جركسي الأصل من سلالة المقام السيفي نوروز الأتابكي (أخي برسباي).نسبته إلى ( إيتاي البارود)، بمصر، وكان لأحد أجداده في عهد الالتزام مولده ووفاته بمصر، تعلم بها في المدرسة الحربية.ورحل إلى الأستانة فأتقن الفارسية والتركية، وله فيها قصائد دعاء إلى مصر فكان من قواد الحملتين المصريتين لمساعدة تركيا.الأولى في ثورة كريد سنة1868، والثانية في الحرب الروسية سنة 1877، وتقلب في مناصب انتهت به إلى رئاسة النظار، واستقال.ولما حدثت الثورة العرابية كان في صفوف الثائرين، ودخل الإنجليز القاهرة، فقبض عليه وسجن وحكم بإعدامه، ثم أبدل الحكم بالنفي إلى جزيرة سيلان.حيث أقام سبعة عشر عاماً، أكثرها في كندا تعلم الإنجليزية في خلالها وترجم كتباً إلى العربية وكفَّ بصره وعفي عنه سنة 1317ه فعاد إلى مصر.أما شعره فيصح اتخاذه قاتحة للأسلوب العصري الراقي بعد إسفاف النظم زمناً غير معتبر.له (ديوان شعر -ط)، جزآن منه، (ومختارات البارودي -ط) أربعة أجزاء.