
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أَخَــذَ الْكَــرَى بِمَعَاقِــدِ الأَجْفَـانِ
وَهَفَــا الســُّرَى بِأَعِنَّـةِ الْفُرْسـَانِ
وَاللَّيْــلُ مَنْشـُورُ الـذَّوَائِبِ ضـَارِبٌ
فَــوْقَ الْمَتَــالِعِ وَالرُّبَـى بِجِـرَانِ
لا تَســْتَبِينُ الْعَيْــنُ فِـي ظَلمَـائِهِ
إِلَّا اشـــْتِعَالَ أَســـِنَّةِ الْمُـــرَّانِ
نَســْرِي بِـهِ مَـا بَيْـنَ لُجَّـةِ فِتْنَـةٍ
تَســْمُو غَوَارِبُهَــا عَلَـى الطُّوفَـانِ
فِــي كُــلِّ مَرْبَــأَةٍ وَكُــلِّ ثَنِيَّــةٍ
تَهْـــدَارُ ســَامِرَةٍ وَعَــزْفُ قِيَــانِ
تَســـْتَنُّ عَادِيَــةٌ وَيَصــْهَلُ أَجْــرَدٌ
وَتَصــِيحُ أَحْــرَاسٌ وَيَهْتِــفُ عَــانِي
قَــوْمٌ أَبَــى الشـَّيْطَانُ إِلَّا نَزْغَهُـمْ
فَتَســَلَّلُوا مِــنْ طَاعَــةِ السـُّلْطَانِ
مَلأُوا الْفَضـَاءَ فَمَـا يَبِيـنُ لِنَـاظِرٍ
غَيْــرُ الْتِمَـاعِ الْبِيـضِ وَالْخُرْصـَانِ
فَالْبَــدْرُ أَكْـدَرُ وَالسـَّمَاءُ مَرِيضـَةٌ
وَالْبَحْــرُ أَشـْكَلُ وَالرِّمَـاحُ دَوَانِـي
وَالْخَيْــلُ وَاقِفَــةٌ عَلَـى أَرْسـَانِهَا
لِطِـــرَادِ يَــوْمِ كَرِيهَــةٍ وَرِهَــانِ
وَضَعُوا السِّلاحَ إِلَى الصَّبَاحِ وَأَقْبَلُوا
يَتَكَلَّمُـــونَ بِأَلْســـُنِ النِّيـــرَانِ
حَتَّـى إِذَا مَـا الصُّبْحُ أَسْفَرَ وَارْتَمَتْ
عَيْنَــايَ بَيْـنَ رُبَـىً وَبَيْـنَ مَحَـانِي
فَـإِذَا الْجِبَـالُ أَسـِنَّةٌ وَإِذَا الْوِهَا
دُ أَعِنَّــةٌ وَالْمَــاءُ أَحْمَــرُ قَـانِي
فَتَوَجَّسـَتْ فَـرَطُ الرِّكَـابِ وَلَـمْ تَكُـنْ
لِتَهَــابَ فَــامْتَنَعَتْ عَلَـى الأَرْسـَانِ
فَزِعَــتْ فَرَجَّعَــتِ الْحَنِيــنَ وَإِنَّمَـا
تَحْنَانُهَـــا شــَجَنٌ مِــنَ الأَشــْجَانِ
ذَكَـرَتْ مَوَارِدَهَـا بِمِصـْرَ وَأَيْـنَ مِـنْ
مَــاءٍ بِمِصــْرَ مَنَــازِلُ الرُّومَــانِ
وَالنَّفْــسُ مُولَعَـةٌ وَإِنْ هِـيَ صـَادَفَتْ
خَلَفَـــاً بِـــأَوَّلِ صــَاحِبٍ وَمَكَــانِ
فَســَقَى الســِّمَاكُ مَحَلَّــةً وَمَقَامَـةً
فِــي مِصــْرَ كُــلَّ رَوِيَّــةٍ مِرْنَــانِ
حَتَّــى تَعُــودَ الأَرْضُ بَعْـدَ مُحُولِهَـا
شــَتَّى النَّمَــاءِ كَثِيــرَةَ الأَلْـوَانِ
بَلَــدٌ خَلَعْـتُ بِهَـا عِـذَارَ شـَبِيبَتِي
وَطَرَحْـتُ فِـي يُمْنَـى الْغَـرَامِ عِنَانِي
فَصـَعِيدُهَا أَحْـوَى النَّبَـاتِ وَسـَرْحُهَا
أَلْمَــى الظِّلالِ وَزَهْرُهَــا مُتَــدَانِي
فَارَقْتُهَــا طَلَبـاً لِمَـا هُـوَ كَـائِنٌ
وَالْمَــرْءُ طَــوْعُ تَقَلُّــبِ الأَزْمَــانِ
حَمَـلَ الزَّمَـانُ عَلَـيَّ مَـا لَـمْ أَجْنِهِ
إِنَّ الأَمَاثِـــلَ عُرْضـــَةُ الْحِــدْثَانِ
نَقَمُـوا عَلَـيَّ وَقَـدْ فَتَكْـتُ شـَجَاعَتِي
إِنَّ الشـــَّجَاعَةَ حِلْيَــةُ الفِتْيَــانِ
فَلْيَهْنَـإِ الـدَّهْرُ الْغَيُـورُ بِرِحْلَتِـي
عَــنْ مِصـْرَ وَلْتَهْـدَأْ صـُرُوفُ زَمَـانِي
فَلَئِنْ رَجعْــتُ وَسـَوْفَ أَرْجِـعُ وَاثِقَـاً
بِــاللَّهِ أَعْلَمْــتُ الزَّمَـانَ مَكَـانِي
صـَادَقْتُ بَعْـضَ الْقَـوْمِ حَتَّـى خَـانَنِي
وَحَفِظْــتُ مِنْــهُ مَغِيبَــهُ فَرَمَــانِي
زَعَـمَ النَّصـِيحَةَ بَعْـدَ أَنْ بَلَغَـتْ بِهِ
غِشــّاً وَجَــازَى الْحَــقَّ بِالْبُهْتَـانِ
فَلْيَجْــرِ بَعْــدُ كَمَـا أَرَادَ بِنَفْسـِهِ
إِنّ الشـــَّقِيَّ مَطِيَّـــةُ الشـــَّيْطَانِ
وَكَـذا اللَّئِيـمُ إِذَا أَصـَابَ كَرَامَـةً
عَــادَى الصــَّدِيقَ وَمَـالَ بِـالإِخْوَانِ
كُــلُّ امْــرِئٍ يَجْـرِي عَلَـى أَعْرَاقِـهِ
وَالطَّبْـعُ لَيْـسَ يَحُـولُ فِـي الإِنْسـَانِ
فَعَلامَ يَلْتَمِـــسُ الْعَــدُوُّ مَســَاءَتِي
مِـنْ بَعْـدِ مَـا عَـرَفَ الْخَلائِقُ شـَانِي
أَنَــا لا أَذِلُّ وَإِنَّمَـا يَـزَعُ الْفَتَـى
فَقْــدُ الرَّجَــاءِ وَقِلَّــةُ الأَعْــوَانِ
فَلْيَعْلَمَــنَّ أَخُــو الْجَهَالَـةِ قَصـْرَهُ
عَنِّـــي وَإِنْ ســَبَقَتْ بِــهِ قَــدَمَانِ
فَلَرُبَّمَـا رَجَـحَ الْخَسـِيسُ مِـنَ الْحَصَى
بِالــدُّرِّ عِنْــدَ تَمَاثُــلِ الْمِيـزَانِ
شــَرَفٌ خُصِصــْتُ بِــهِ وَأَخْطَـأَ حَاسـِدٌ
مَســـْعَاتَهُ فَهَـــذَى بِــهِ وَقَلانِــي
محمود سامي باشا بن حسن حسين بن عبد الله البارودي المصري.أول ناهض بالشعر العربي من كبوته، في العصر الحديث، وأحد القادة الشجعان، جركسي الأصل من سلالة المقام السيفي نوروز الأتابكي (أخي برسباي).نسبته إلى ( إيتاي البارود)، بمصر، وكان لأحد أجداده في عهد الالتزام مولده ووفاته بمصر، تعلم بها في المدرسة الحربية.ورحل إلى الأستانة فأتقن الفارسية والتركية، وله فيها قصائد دعاء إلى مصر فكان من قواد الحملتين المصريتين لمساعدة تركيا.الأولى في ثورة كريد سنة1868، والثانية في الحرب الروسية سنة 1877، وتقلب في مناصب انتهت به إلى رئاسة النظار، واستقال.ولما حدثت الثورة العرابية كان في صفوف الثائرين، ودخل الإنجليز القاهرة، فقبض عليه وسجن وحكم بإعدامه، ثم أبدل الحكم بالنفي إلى جزيرة سيلان.حيث أقام سبعة عشر عاماً، أكثرها في كندا تعلم الإنجليزية في خلالها وترجم كتباً إلى العربية وكفَّ بصره وعفي عنه سنة 1317ه فعاد إلى مصر.أما شعره فيصح اتخاذه قاتحة للأسلوب العصري الراقي بعد إسفاف النظم زمناً غير معتبر.له (ديوان شعر -ط)، جزآن منه، (ومختارات البارودي -ط) أربعة أجزاء.