
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
حيـي ربـوع الهُـدى وَالعلم والدينِ
وَاِذكُـر مَحاسـِنُها فَالـذكرُ يحيينـي
وَاُنشـُق عَـبيراً مَنَ الأَرض الَّتي شرَّفت
فـي سـالف الـدَهرِ بالغرِّ الميَامينِ
وَانظـر إِلـى أَثـر الأَسلافِ مِن رَفعوا
صـَرح الكَمـال بِحُكـمِ العَدل وَاللينِ
فَنفحـةٌ مِـن ربـوعِ القَيـروان لَهـا
فـي النَفـسِ طيبِ سَما عَن طيب دارينِ
مَقـرُ صـَحبٍ لَقـد خاضوا الفَدافدَ لل
فتــح المُــبين لِتهــذيب وَتمـدينِ
قَـبرُ الرَسـولِ يَشـعُّ النُورُ مِنهُ إِلى
هَــذا الضـَريحِ فَـاِنعم بِالضـريحينِ
أَرضٌ بجامِعِهــا أَنفــاسُ عقبـةِ مَـن
قَـد أَحـرزَ النَصـرَ في كُلِّ المَيادينِ
كَـأَنَّني أَنظـرُ الأَصـحابَ قَـد وَضـَعوا
ســِلاحَهُم لِأَداءِ الفَــرضِ فـي الحيـنِ
قَد جاهَدوا في سَبيلِ اللَهِ فَانتَصَروا
وَجاهَـدوا النَفـسَ فَاِنعم بِالجهادينِ
قَـف بَالضـَريح الَّـذي قَـد مَد صاحبهُ
كَفّـا لِكَـفِّ خِتـام الرُسـلِ في الكَونِ
زر الجَنــاحَ فَفيــهِ نُــورُ أَضـرحةٍ
ضـَمّت رِجـالَ الهُـدى وَالعلم والدينِ
فيـهِ الحَفيـدةُ لِلفـاروقِ قَـد دَفَنَت
فـي عَصـر فَتـحٍ بَـدا مِن بَعدِ عشرين
نَعـم البِلادُ وَلَـو ضـاقَ ذَرعـي بِهـا
وَحـادثُ الـدَهرِ كـادَ اليَوم يَرديني
إِذا جَلَســـتَ لتفكيـــرٍ ببركتهــا
وَالبَـدرُ فـي الأُفُـقِ العالي يَزهّيني
ذَكَـرتُ مِن فتحوا الدُنيا وَمَن بَلَغوا
بِقَـوة العَـزمِ ملـكَ الهنـدِ وَالصينِ
زالَ الجَميــعُ وَأَيــام الـوَرى دولٌ
وَعـبرةُ الـدَهر فـي الذكرى تَسلّيني
يـا جَنّـةَ الخُلدِ بَل يا قَيروان وَمَن
حُـبي لَهـا فـاقَ عَـن وَصـف وَتَـبيينِ
قَـد كُنـتِ قاعـدةً لِلملـكِ مِـن زَمَـنٍ
وَالعلـمُ عَـمَّ الـوَرى مِن بَحرِ سَحنونِ
لا تَلهِنـي بَهجـة الـدُنيا وَزُخرُفهـا
عَنهــا وَلا بِســواها قَــط تَـدنيني
ذَكــرى بِلاد جَميـلٍ وَهُـوَ أَبـدَع مِـن
شـِعر الَّـذي قـالَ مِـن شـَوقٍ لِدارين
يـا نَسـمةٍ بـاكرت مِـن نَحـو دارينِ
وافــت إِلــيَّ عَلــى بَعـدٍ تَحيّينـي
صالح السويسي القيرواني.أديب، له شعر، مولده، ومنشؤه ووفاته بالقيروان، انتقل إلى تونس وقرأ فيها في جامع الزيتونة.وكان ظريفاً حاضر النكتة، يعد في أوائل من طرقوا الموضوعات الاجتماعية والوطنية من أدباء تونس.عاش في عصر وصف بالجمود الفكري، ولكن القيرواني تعرف على كل الطبقات الاجتماعية،وتأثر بالمصلحين، وكان يعتمد على الحجج التاريخية والعلم الذي اعتبره الركيزة الأساسية للنهضة.له كتب، طبع منها: (منجم التبر في النظم والنثر)، و (دليل القيروان) و (جامع اليتامى)، وغيرها.وهو واضع أول رواية في الأدب التونسي، سماها (الصفاء)، وسراج الليل، نشرت في مجلة خير الدين بتونس.