
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
مـاذا جَنيـتَ مِـن الحَياة
فَــــــالوقت فــــــات
قَـد ضـعت ما بَينَ القُساة
فــــي جنــــح لَيــــلْ
مِـن بَطـن أُمـي قَـد رَمَيت
مـــــــاذا جَنيــــــت
حَتّــى سـَكَنَت بِضـيق بَيـت
ســـــــَجن وَبيـــــــلْ
نــادَيتُ آدم يــا أَبــي
قَـــــد حَـــــلَ بــــي
نَكـــد وَأَنـــتَ مُعَــذِبي
حــــــار الــــــدَليلْ
قَـد كُنـتُ في دار الخُلود
تَجنــــــى الســـــُعود
فَرَمَيتنـي فـي ذا الوُجود
رَمــــــى الــــــذَليلْ
قاسـيت فـي هَـذي الـدُنا
كُـــــــل العَنـــــــا
ومَـــآلُ جِســمي لِلفَنــا
يَــــــوم الرَحيــــــلْ
قَـد صـرت في دار الهُمومْ
بَيــــــنَ الســــــُمومْ
لا صـَفو فـي الدُنيا يَدوم
قــــــام الــــــدليلْ
غَــنِّ أَيــا طَيــرَ الفَلا
فَـــــــــــــوقَ العُلا
أَنـتَ الطَليـقُ وَهـا أَنـا
قَيـــــــدي ثقيــــــلْ
غَــنِّ وَرَفــرف بِالجَنــاحْ
فَلا جُنـــــــــــــــاحْ
فَأريـجُ زَهـر الـرَوض فاحْ
وَقـــــــت الأَصــــــيلْ
مَـن لـي بِأَجنحـةِ الطُيورْ
يـــــا ذا الشـــــُعورْ
فَـأَفَر مِـن أَهـل الشـُرورْ
نَحــــــوَ المُقيــــــلْ
دُنيــــا مَقَـــرّاً لِلبَلا
بَيـــــــــــــنَ المَلا
يـــا وارِداً مـــاءً حَلا
كَالسَلســـــــــــــبيلْ
قُـم دِلَّنـي أَيـنَ المَكـانْ
يـــا اَبـــنَ الزَمــانء
أَنا ما رَأَيتُ سِوى الهَوانْ
فـــــي كُــــلِّ جيــــلْ
فـي المَهدِ قَد صَرَخَ العُلا
قَبـــــــــــــلَ الكَلامْ
وَكَـذاك مِـن سـئم المَقامْ
يُبــــــدي العَويـــــلْ
قَــد جــاءَ داراً لا صـَفا
وَلا وَفــــــــــــــــا
فيهــا ولَكِــن بِالجَفــا
فاضـــــــت كَســــــيلْ
اســتغفر اللَـه العَظيـمْ
رَبٌ رَحيـــــــــــــــمْ
يَعفـو عَلـى العَبد الأَثيمْ
نَعــــــمَ الجَليــــــلْ
لَـــولا مُحَمَّـــد شــافِعي
فـــــــي المُفــــــزعِ
لَــم يبــق مِنـي تَـوجُعي
صـــــــَبرٌ جَميـــــــلْ
صالح السويسي القيرواني.أديب، له شعر، مولده، ومنشؤه ووفاته بالقيروان، انتقل إلى تونس وقرأ فيها في جامع الزيتونة.وكان ظريفاً حاضر النكتة، يعد في أوائل من طرقوا الموضوعات الاجتماعية والوطنية من أدباء تونس.عاش في عصر وصف بالجمود الفكري، ولكن القيرواني تعرف على كل الطبقات الاجتماعية،وتأثر بالمصلحين، وكان يعتمد على الحجج التاريخية والعلم الذي اعتبره الركيزة الأساسية للنهضة.له كتب، طبع منها: (منجم التبر في النظم والنثر)، و (دليل القيروان) و (جامع اليتامى)، وغيرها.وهو واضع أول رواية في الأدب التونسي، سماها (الصفاء)، وسراج الليل، نشرت في مجلة خير الدين بتونس.