
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
يـا صـاحبَ المُصـطَفى يـا مَن بِبَيعتهِ
قَـد حـازَ فَخـراً وَعِـزاً في الحَياتينِ
بــايعتموهُ عَلــى بَـذلِ الحَيـاةِ لإِن
قـاذِ النُفـوسِ مِـن الاشـراكِ وَالهَـونِ
هَـي بَيعـةٌ فيهـا رُضـوانُ الإِلَـه وإِر
ضــاءِ الرَســولِ فَـاِنعَم بِالرضـايينِ
عَهــدٌ وَبَيعــةُ حَــقٍّ لا يَحيــطُ بِهـا
مَكــرٌ وَنَكــثٌ كَأَفعــالِ الشــَياطينِ
يا صاحب المُصطَفى يا رافع العلم ال
خَفّــاق بِالنَصـر فـي كُـلِّ المَيـادينِ
فُـــؤادَكُم خــالصُ الإِيمــان طَهَّــرهُ
مِـن ظُلمـةِ الشـُرك وَالالحـادِ وَالرينِ
حَــزتَ الشــَجاعةَ لا جُبــنٌ وَلا كَســَلٌ
قَـــد يَــدعُوان إِلــى ذُل وَتَــوهينِ
ضـَحيتمُ النَفـسَ فـي حُـبِّ الإِلَـهِ وَقَـد
تَمَكَــن الــدينُ مِنكُــم أَي تَمكيــنِ
تَطوى الفَيافي مَع الصَحبِ الكِرام لتش
ييــد العَدالــةِ لا أَهــرام فَرعـونِ
عَلــى الجَـوادِ تَجـوبُ الأرضَ مُنَـدفِعاً
بِعزمـــةٍ دونَهــا عَــزمُ الســَلاطينِ
فَلا بُخــــارٌ وَلا طَيــــارةٌ بَلَغَـــت
أَوجَ الســَحاب بِأَذيــالِ الجَنــاحينِ
تَقـول لِلنَفـس سـيري فَالحَيـاةُ لَهـا
حَــدٌّ فَلا شـَيء نَحـوَ القَصـد يَثنينـي
تَقـول لِلنَفـس سـَيَرى ان دَنـا أَجَلـى
فَـاللَهِ مِـن نِعَـم الفَـردوس يَرضـيني
نُـور الكِتـاب هَداكُم في المَسير وَأَق
وال الرَســول فَســّرتم بَيـنَ نـورينِ
طَهّرتــمُ الأَرضَ مِــن قَــومٍ جَبــابرةٍ
أَفعــالَهُم مِثـل سـُمٍّ فـي الشـَرايينِ
تَرَكتُـمُ القَـومَ فـي أَمـنٍ وَفـي سـِعةٍ
بَعـد الفُتـوح بِحُكـم الرفـقِ وَاللينِ
أَهــل الكِتـاب بِـأَمنٍ فـي مَعابِـدِهُم
لا فَـرقَ فـي الحُكم ما بَينَ الفَريقينِ
قُــم يـا علـيُّ وَسـاو الخَصـم حجتَـه
عَلـى العَدالـة مِـن أَقـوى البَراهينِ
أَيــامَكُم يــا أَجـلَّ الصـَحب باسـِمَةٌ
عَــن ثَغــرِ يَمــنٍ وَاِصــلاحٍ وَتَـأمينِ
تَغيَّــرَ الحــال وَالـدُنيا كَعادَتِهـا
مــا بَيـنَ رَفـعٍ وَخَفـضٍ سـنّةُ الكَـونِ
إِرثٌ عَظيــمٌ أَضــعناهُ فَيــا أَســَفى
قَـد ضـاعَ مـا بَيـنَ مِزمـارٍ وَتَلحيـنِ
فَالـدين يَصـرَخ مِـن جَهـلٍ وَمِـن يَـدع
أَشــَد مِــن هَـول تَـدميرِ البَراكيـنِ
يـا صـاحب المُصـطَفى يـا مِن فَضائلُهُ
قَــد اَعجَزتَنــي عَلـى شـَرح وَتَـبيينِ
كَـــأَنَّني ســـامِعٌ صــَوتاً بِقَــبرَكُمُ
مُخاطِبــــاً وَنَــــذيراً لِلمَلاييـــنِ
هَيـا إِعمَلـوا بِالَّـذي يَرضاهُ خالِقَكُم
وَيَرضـى خَيـرَ الـوَرى طـرّاً وَيَرضـيني
مَــرَ الزَمـان عَلـى بُنيـان رَوضـَتِكُم
فَغَيــر الصــُنع مِـن طـول الأَحـايينِ
إِدارة الوَقــف قَـد بـانَت عَزيمَتُهـا
فَتَـــمَّ إَصـــلاحُها طَبــقَ الأَفــانينِ
مــآثرٌ لاميــرِ القَطــرِ أَحمَــد مَـن
فــاقَت مَحاســِنُه عَــن كُــلِّ تَحسـينِ
فَنَفَّـذَ الأَمـرَ سـَعد اللَـه مِـن سـعدت
مِنــهُ الإيالــة فـي عِـز الـوظيفينِ
فنيــةُ المَـرء تُعلـي قَـدر صـاحِبِها
إِذا تَجــرَّد مِــن شــَرٍّ وَمِــن ميــنِ
صالح السويسي القيرواني.أديب، له شعر، مولده، ومنشؤه ووفاته بالقيروان، انتقل إلى تونس وقرأ فيها في جامع الزيتونة.وكان ظريفاً حاضر النكتة، يعد في أوائل من طرقوا الموضوعات الاجتماعية والوطنية من أدباء تونس.عاش في عصر وصف بالجمود الفكري، ولكن القيرواني تعرف على كل الطبقات الاجتماعية،وتأثر بالمصلحين، وكان يعتمد على الحجج التاريخية والعلم الذي اعتبره الركيزة الأساسية للنهضة.له كتب، طبع منها: (منجم التبر في النظم والنثر)، و (دليل القيروان) و (جامع اليتامى)، وغيرها.وهو واضع أول رواية في الأدب التونسي، سماها (الصفاء)، وسراج الليل، نشرت في مجلة خير الدين بتونس.